فرضت الطبيعة الجغرافية لمركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بمحافظة الطائف؛ تزايد الاهتمام في تطوير خطوات الإكثار بـ “عنّاق الأرض” أو ما يسمى بالوشق؛ إذ يحظى المركز بالعديد من مظاهر التنوع الأحيائي، الذي جعل من الوشق قادرًا على التكيف بشكل إيجابي، في إشارةً واضحة على الدور الحيّوي في توثيق وفهم الحالة البرية له، والحفاظ على توازنه في الأنظمة البيئية وتحسين تواجده على أرض الطائف.
ويعد مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية أحد المراكز المعنية بإكثار وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، حيث يبعد 30 كيلومترًا شرق مدينة الطائف على ارتفاع 1400م فوق سطح البحر، وتقدر مساحته بنحو 35 كيلومترًا مربعًا، وهو مسيج بوصفه محمية طبيعية شبه صحراوية تسودها أشجار الطلح والأعشاب البرية، ويعنى برعاية وإكثار الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض، وذلك لإعادة توطين الأحياء التي تم إكثارها في محميات ضمن نطاق توزيعها الجغرافي في المملكة، وتنفيذ البرامج البحثية والدراسات الحقلية، إلى جانب الدور التوعوي التثقيف البيئي الذي يؤديه المركز على جميع الأصعدة والمستويات التعليمية والإعلامية، وعلى تكثيف حملاته التوعوية من أجل إيصال رسالته البيئية، التي تحث على ضرورة حماية الحياة الفطرية لما تمثله من ثروة وطنية يجب على الجميع رعايتها وإدراك أهميتها للحفاظ على التوازن البيئي وصونها للأجيال القادمة وفق رؤية المملكة 2030.
ومن البرامج التي يقوم بها المركز إكثار الأنواع الفطرية المحلية والمهددة بالانقراض تحت الأسر مثل إكثار طائر الحبارى الآسيوي، وبرنامج إكثار المها العربي، وبرنامج إكثار طائر النعام أحمر الرقبة، وبرنامج إكثار الوعل الجبلي، وبرنامج إكثار ظباء الإدمي، وبرنامج إكثار الأرنب البري، إضافة إلى النمر العربي الذي نُقلت اختصاصات ومهام إكثاره إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، علاوةً على مايقوم به المركز من إجراء للدراسات والأبحاث العلمية التطبيقية على الحيوانات في الأسر ومتابعة الحيوانات المعاد توطينها لدراستها واستدامتها بعد إعادة التوطين.
ويهدف المركز إلى توفير حيوانات سليمة صحيًا وذات قيمة وراثية عالية لدعم برامج إعادة التوطين والتعزيز في المحميات البرية والمتنزهات الوطنية؛ حيث تحظى الكائنات الفطرية بمختلف أنواعها باهتمام كبير من الفريق البيطري بالمركز وفريق رعاية الحيوان وذلك لتوفير الاحتياجات الخاصة بمعيشتها وسلوكياتها إضافة إلى توفير الخدمات اللازمة لرعايتها والمحافظة على سلامتها وضمان نجاح إكثارها.
كما يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من خلال مركز الأمير سعود الفيصل بالطائف على برنامج نوعي لإكثار “عنّاق الأرض” أو ما يسمى بالوشق؛ حيث انطلق برنامج الإكثار ويتم إجراء الدراسات والأبحاث على هذا النوع تحت الأسر.
ووثقت وكالة الأنباء السعودية “واس” وشق عنّاق الأرض الذي يحمل العديد من الأسماء، إذ يعد سنورًا شرسًا متوسط الحجم يصنف مع السنوريات الصغيرة، إلا أنه يعد أثقلها وأسرعها، فهو حفيد النمور وأشرس القطط المحاربة على الأرض وشكله خليط بين كل من النمور والقطط والفهد وهو حيوان عدواني انعزالي، يعشق السيطرة، معروف بقوته رغم حجمه الصغير، ويصل معدل وزن ذكور عناق الأرض إلى ما بين 13 و 18 كيلوغرامًا (28 – 40 رطلًا)، أما الإناث الأصغر حجمًا فإن معدل وزنها هو 11 كيلوغرامًا، يتغذى بشكل أساسي على الطيور والثديات الصغيرة والغزلان والسحالي والثعابين، حيث يمتلك حيوان الوشق مهارة عالية في القفز للأعلى بطريقة مرنة تصل في ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار، تُمكنه من اصطياد فرائسه التي تُحلق على ارتفاع منخفض بسهولة، ورغم صغر حجم جسمه نسبيًا إلا أنه قوي البنيان يستطيع افتراس حيوانات تصل حجمها إلى ثلاثة أضعاف حجمه.