غادر عدد من حجاج الدول العربية والإسلامية بعد أداء مناسك الحج لهذا العام 1444هـ, وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تتسم بالسرعة والمرونة والكفاءة في الأداء, بفضل توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – منذ وصولهم أرض المملكة وحتى مغادرتهم والأفراح تكسو وجوههم وقد منّ الله عليهم بهذا الشرف الكبير, داعين الله قبيل مغادرتهم إلى بلدانهم عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة, أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين, على ما يبذلانه من غالٍ ونفيس للتسهيل على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم.
من جانبه أوضح الحاج إبراهيم القادم إلى الحج مع زوجته لأول مرة, ووصف الخدمات المقدمة لهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بالرائعة، وقد منّ الله عليهما بأداء فريضة الحج بيسرٍ وسهولة, عقب انتظار دام 20 عاماً بلهفة وشوق لرؤية بيت الله الحرام, مؤكداً أن تجربة الحج بأكمله من أجمل ذكريات حياته، وحلماً طال انتظاره وتحقق اليوم.
كما قادت مشاعر الفرح والسرور الحاجة عومرية فتاحي البالغة من العمر 85 عاماً والقادمة من الجزائر للحج لأول مرة, حيث وصفت هذا التجمع الإيماني الكبير من أجمل ذكريات العمر التي تخلد مدى الحياة, الذي تتجلى فيه روح المساواة والطابع الاجتماعي والأخوة الواحدة, لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى؛ مشيرة إلى أن الحج تجربة لتعلم الصبر في أطهر بقاع الأرض, وسط الفرحة الغامرة لتمكنها من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
وأشاد الحاج غربي طاهر القادم للحج هذا العام بصحبة زوجته, بما قدمته المملكة من خدمات مميزة لضيوف الرحمن، واهتمامها بأدق التفاصيل لتوفير كافة سبل الراحة وضمان إكمال الحجاج لمناسكهم بطمأنينة وسكينة, منوهاً باستشعاره السعادة الغامرة برؤية الكعبة المشرفة وتقبيل الحجر الأسود والتلذذ بشرب ماء زمزم, والتي وصفها بأجمل الذكريات التي لا تنسى, لما يحمله الحج من مهابة ووقع كبير في نفس المسلم.
من جانبه بيّن الحاج إسماعيل من نيجيريا, أنه سبق له أداء الحج 8 مرات؛ مثنياً على التطور الذي حققته المملكة لخدمة ضيوف الرحمن سواءً في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة أو المدينة المنورة, وذلك بفضل الله ثم بفضل الخطط المدروسة وتنفيذ المشاريع الناجحة التي يلمسها القاصي والداني من مختلف بقاع الأرض.
وأبرز الحاج خالد من جمهورية باكستان ما لاحظه من مشروعات تم تنفيذها خلال موسم حج هذا العام, جعلت الحج سهلاً وميسراً معبراً عن فرحته الغامرة بأداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي, داعياً الله أن يوفق قيادة هذه البلاد لكل خير وفي مقدمتها الاهتمام بشؤون المسلمين من مختلف أنحاء المعمورة.
وبيّن الحاج إروين من جمهورية إندونيسيا أن الحج هذا العام كان استثنائياً وسط الإمكانات والاستعداد المبكر من حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -, إلى جانب مستوى التنظيم والخدمات الصحية التي تقدم في مختلف مواقع الحج, التي كان لها عظيم الأثر في رفع المشقة والمصاعب على ضيوف الرحمن بمختلف جنسياتهم؛ مقدماً شكره لكافة الجهات العاملة على راحة الحجيج.
بدورها نوهت الحاجة مُقدم من جمهورية أوزباكستان أن كل لحظة من لحظات الحج هي لحظة لا تُقدر بثمن ولا تنسى، وقد تغيرت تجربة الحج عن العهد القديم, حيث أصبحت الإمكانات أكثر تقدماً وتطوراً, وأصبحت التقنية الإلكترونية منفذة في مختلف الإجراءات التي يغلب عليها طابع السرعة والأداء المرن؛ سائلة الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على كل ما يبذله من أجل خدمة ضيوف الرحمن.