الجزيرة – عوض القحطاني
تسلمت اليوم مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ممثلة في سمو الأمين العام المساعد الأمير منصور بن سعد آل سعود، جائزة “الإيسيسكو- الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتطوع في تطوير المنشآت التربوية بدول العالم الإسلامي”، في مقر منظمة “الإيسيسكو” في مدينة الرباط بالمغرب، وذلك عن مشروع المؤسسة الرائد في التعليم “جامعة الفيصل”.
وقد حضر مراسم التكريم الأمين العام لجائزة الملك فيصل الدكتور عبد العزيز السبيل، والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” الدكتور سالم بن محمد المالك، والرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم.
وقد تم الإعلان عن الفائزين بالدورة الثالثة للجائزة في 29 ديسمبر 2022. وفازت إلى جانب مؤسسة الملك فيصل الخيرية من المملكة العربية السعودية كل من: المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في مملكة البحرين، ومؤسسة الخدمات التربوية الاجتماعية في جمهورية باكستان الإسلامية.
وقد اختيرت المؤسسة من بين أربعين مرشحًا تقدموا بمشاريع تربوية وتعليمية، تهدف إلى النهوض بالأداء التعليمي، والارتقاء بالخدمات التربوية، وتحسين البنى والهياكل والوسائط اللازمة لذلك.
وفي كلمته خلال حفل التكريم أشار الأمير منصور بن سعد إلى أن فوز هذه المؤسسات بالجائزة سيدفعها “للمزيد من العطاء، وبذل جهد أكبر لتطوير منشآتنا التربوية، والعمل على إنشاء المزيد منها لرفع جودة التعليم، وزيادة مستوى التنوير والتثقيف في مجتمعاتنا الإسلامية”.
وقد استذكر سموه في كلمته مقولة الملك فيصل -رحمه الله-: “ليس مهمًّا أن نبني المعاهد، ولكن المهم أن نسعى جهد طاقتنا إلى أن نستفيد منها، وأن نحقق آمال أمتنا فينا، وأن نجد بين أبنائنا الطموحين من يسعون إلى مستقبل زاهر بكل ما أوتوا من قوة وتفانٍ في سبيل خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم”.
كما أثنى سعادة الدكتور خليفة السويدي، الأمين العام لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، على جهود المؤسسات الفائزة، وقال: “لقد قامت هذه المؤسسات الثلاث بجهد كبير، وقدمت عملاً رائعا، وبكفاءة عالية، عبرت عنها الإحصاءات والمؤشرات الكمية والنوعية، مما جعلها مصدر فخر للجائزة باعتبارها نماذج متفوقة في العمل التطوعي، تستحق الثناء والاقتداء”.
أما المشروع الذي نالت مؤسسة الملك فيصل الخيرية جائزة “الإيسيسكو– الشيخ حمدان بن راشد” من أجله “جامعة الفيصل” فتعود فكرته لدى المؤسسة إلى عام 2002؛ إذ تم تشكيل “مجلس مؤسسي الجامعة” لمباشرة إنشاء وبدء أعمال الجامعة، بمشاركة عشرة مؤسسين.
وقد حققت الجامعة خلال فترة وجيزة من افتتاحها عام 2008 إنجازات رائدة؛ فاحتلت مراكز مهمة في تصنيف الجامعات؛ إذ استحقت سنة 2022 -على سبيل المثال- المركز الأول على مستوى المملكة والمنطقة العربية في تصنيف الجامعات الحديثة التي يقل عمرها عن 50 سنة، وعلى المركز الثامن عالميًا في تصنيف أفضل الجامعات الصغيرة التي يقل عدد طلابها عن 5000، بحسب تصنيف التايمز العالمي لمؤسسات التعليم العالي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الملك فيصل الخيرية كانت أول مؤسسة غير ربحية تتبنى نموذج عمل يحقق الاستقلالية والاستدامة في المشروعات الخيرية من خلال الاعتماد على الاستثمار كمصدر أساسي لتمويل المشاريع والبرامج الخيرية التي تخدم أهدافها.
وقد أقامت المؤسسة منذ إنشائها عام 1976م عددًا كبيرًا من المشاريع الخيرية في مختلف أرجاء العالم لدعم المسلمين في شتى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتعليمية، إضافة إلى برنامجها للمنح الدراسية للتميز الأكاديمي لدعم الطلاب والطالبات من جنسيات العالم الإسلامي كافة.
كما ركز جزء كبير من إنفاق المؤسسة الخيري عبر العقود الخمسة الماضية على النهوض بالعملية التعليمية والتربوية في المملكة العربية السعودية، وإثراء البحث العلمي، وتكريم العلم والعلماء من مختلف أنحاء العالم، من خلال إنشائها ودعمها مؤسسات غير ربحية، هي: جائزة الملك فيصل، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومدارس الملك فيصل، وجامعة الفيصل، وجامعة عفت.
وبهذه المناسبة قال صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية: “تعد جامعة الفيصل إحدى ثمار مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ومن المشاريع التعليمية المتميزة والمستدامة، وقد استطاعت في مدة وجيزة أن تكون في مصاف أفضل الجامعات على مستوى المنطقة والعالم. ويأتي اليوم هذا التقدير لمؤسسة الملك فيصل من قبل منظمات عريقة مثل منظمة (الإيسيسكو) و(مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز) ليحفزها على المزيد من العطاء لتوفير بيئة حاضنة للتقدم والنمو المستدام من خلال مشروعاتها ومبادراتها في المجال الخيري والعلمي والتعليمي”.