الدمام – سامي اليوسف
قالت استشاري وزميل الكلية الملكية البريطانية للنساء والتوليد عقم وأطفال أنابيب وجراحة مناظير، رئيس المؤتمر الطبي الفقهي الدولي لطب النساء التجميلي التجديدي، الدكتورة حنان علي سلطان: إن طب النساء التجميلي والتجديدي يُعد حاليا الأكثر تطورا وانتشارا في العالم والمملكة على وجه الخصوص لعدة اعتبارات، يأتي من أبرزها زيادة العمر الافتراضي للسيدات والحاجة إلى تحسين جودة الحياة في هذه المرحلة العمرية، وخاصة مع التطور العلمي والتقني العالي.
وأكدت الدكتورة حنان أن السعودية تأتي في المرتبة الثانية عربياً و29 عالمياً في عدد جراحي التجميل وحسب إحصائيات وزارة الصحة، على حد قولها، فإن هناك 316 جراحا تجميلا في المملكة أجروا حوالي 144 ألف عملية تجميل منها 59158 عملية (41%) أجريت في المستشفيات الحكومية.
إحصائيات
وأضافت “حسب تقرير الجمعية الدولية لجراحة التجميل ISAGSS لعام 2015م تحتل السعودية المرتبة 22 من بين أعلى 25 دولة في العالم فيها أعلى مراتب في نسبة معدلات عمليات التجميل، حيث بلغ عدد الجراحات التجميلية في السعودية حوالي 141 ألف عام 2010م.
كما أظهر التقرير أن السعودية تتصدر المركز الأول عربياً في عدد إجراء الإجراءات التجميلية غير الجراحية، وتتصدر حالات نحت الجسم، حقن الدهون في الوجه وإزالة الشعر بالليزر الحالات التي تتم في المملكة.
بينما يليها حالات تجميل الأنف وشد الوجه وشفط الدهون. كما أن أكثر الإجراءات غير الجراحية كانت لدى الفتيات من عمر 19 إلى 30 عاماً.
وكشفت دراسة أجريت في السعودية ونشرت عام 2017م في المجلة الطبية السعودية العدد 38 أن هناك علاقة إيجابية محتملة بين الجنسين والخضوع لعملية التجميل. إذ يعد كل من: إزالة الشعر بالليزر، والبوتوكس، وشفط الدهون، وحشو، وتنقيح الندب شائع بين الإناث، في حين أن عملية تجميل الأنف هو الإجراء الشائع بين الذكور في المملكة. كما أظهرت الدراسة أن معظم السعوديين الذين أجروا جراحات التجميل هم من خريجي الجامعات، وأن 86.8% منهم متزوجين، و68.3% يعملون وأن 70% منهم تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً، ودخلهم الشهري مرتفع إلى حد ما.
انتشار عالمي
وتؤكد الدكتورة حنان بأن ثمة زيادة في عدد الإجراءات التجميلية في أمريكا بحوالي 11 مليون حالة ما بين عام 1997م وعام 2015م (1,641,684 حالة تجميلية تمت في عام 1997م ارتفعت إلى ,792,377 12 في عام 2015م)، وأن معظم هذه الزيادة الكبيرة (حوالي 10 مليون و879909 حالة) كانت في حالات الإجراءات غير الجراحية، بينما استمرت عدد العمليات الجراحية التجميلية ثابتة نوعاً ما أو بزيادة طفيفة ما بين عام 1997م وعام 2015م (900933 عملية في 1997م وأصبحت 1912468 حالة في 2015م)، كما أن حوالي 55% من هذه الزيادة في الإجراءات غير الجراحية كانت لدى السيدات من عمر 19 إلى 35 عاماً يليه 34% للسيدات من عمر 35 إلى 50 عاماً.
تكاليف
وعن التكاليف الخاصة بمثل هذه الإجراءات التجميلية، تقول الدكتورة حنان “فيما يتعلق بالتكلفة، تفيد التقارير أن العمليات التجميلية التي أجريت تحت التخدير الكامل بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي 225 مليون ريال، وبلغت تكلفة العمليات التي أجريت تحت التخدير الجزئي حوالي 100 مليون ريال، وعمليات الليزر وحقن البوتوكس تقترب من 500 مليون ريال. كما أن متوسط تكلفة جراحة الأنف أو تكبير الثدي قد يكلف حوالي 15 ألف ريال سعودي إضافة إلى تكاليف الأدوية والتخدير والتمريض والتنويم الذي يختلف من مشفى لآخر”.
تقنيات حديثة
وعن أحدث التقنيات والإجراءات التجميلية في العالم التي تستخدم حديثاً في مجال الطب التجميلي تقول: “الإجراءات غير الجراحية تطورت كثيراً وأصبحت أكثر أمناً خاصة في حال أجريت على يد طبيب ذي كفاءة عالية. من هذه الإجراءات: حقن الفيلر والبلازما وهلام حمض الهيدروليك، وحقن الدهون الذاتية والعلاج بأجهزة الطاقة الحرارية مثل: الليزر وترددات الراديو العالية التي تساعد على زيادة مادة الكولاجين في طبقات الجلد الأمر الذي يكسبه نضارة وتجدداً وحيوية، وأيضاً أجهزة الهايفم (كراسي الموجات الكهرومغناطيسية) التي تساهم في تقوية عضلات الحوض بشكل كبير جداً وتعالج مشاكل سلس البول الإجهادي (الحالات البسيطة فقط)، وقد تكون مناسبة ومفيدة للسيدات اللواتي لا يستطعن إجراء العمليات الجراحية تحت التخدير العام”.
تأخر الإنجاب
تشير الدكتورة حنان إلى أن نسبة تأخر الإنجاب في السعودية تشكل حوالي 18% من الأزواج، وذلك وفق دراسة أجريت في المستشفى الجامعي بمدينة الخبر. تظهر الإحصائيات العالمية أن نسبة تأخر الإنجاب بسبب الأمراض الذكورية تشكل 30% بينما يمثلن السيدات حوالي 30% وفي الرجال والسيدات معاً قرابة 30% بينما في 10% الباقية تكون أسباب تأخر الإنجاب غير معروفة.
أسباب العقم
وعددت استشارية العقم الدكتورة حنان أسباب العقم المتعددة، والتي قالت عن أبرزها لدى السيدات “قلة التبويض وخاصة وجود متلازمة تكيس المبيضين التي لها استعداد وراثي نوعاً ما، وعلاجها يكون بتغيير نمط الحياة أولاً الذي يشمل المحافظة على نسبة كتلة الجسم الطبيعية، وذلك بتناول الغذاء الصحي والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة يومياً وخاصة المشي، مع ضرورة التمتع بصحة نفسية عالية وتجنب الضغوط النفسية والعصبية ما أمكن. أيضاً التوصية باستخدام حبوب حمض الفوليك والمدعمات لمدة 3 أشهر على الأقل قبل الحمل، وهذه من الأمور المهمة”.
وزادت “تكون أكثر أسباب تأخر الإنجاب لدى الرجال مرتبطة بقلة عدد أو حركة الحيوانات المنوية، وعلاجها يكمن في اتباع نظام صحي وغذائي ودوائي لمدة 3 أشهر على الأقل قبل معاودة فحص السائل المنوي. وكذلك من الأسباب زيادة درجة حرارة الخصية نتيجة زيادة تدفق الدم لوجود دوالي في الخصية قد يكون سبباً في قلة حركة الحيوانات المنوية، وهذه تحتاج إلى علاج عن طريق التدخل الجراحي لإزالة الداولي. وقد تكون قلة حركة الحيوانات المنوية نتيجة للتدخين سواء السجائر العادية أو الإلكترونية أو الشيشة والمعسل ويجب الابتعاد عنها. هناك بعض أمراض الذكورة التي يكون عدد الحيوانات المنوية قليلة جداً ويحتاج الأمر فيها إلى التلقيح الخارجي عن طريق الحقن المجهري. وفي بعض الأحيان لا يكون هناك أي حيوانات منوية في السائل المنوي ويتطلب الأمر إلى استخراج الحيوانات من أنسجة الخصية جراحياً عن طريق الميكروسكوب بواسطة طبيب الذكورة، ومن ثم الحقن المجهري للحيوانات المنوية المستخرجة في بويضة الزوجة”.
طرق علاج العقم
وعن أبرز طرق العلاج الحديثة للعقم في المملكة، ذكرت الدكتورة حنان أن هناك ثلاث مستويات لعلاج تأجر الإنجاب عالمياً:
المستوى الأول:
يقوم به أطباء النساء والتوليد ولا يشترط هنا وجود تخصص دقيق لمعالجة العقم أو تأخر الإنجاب، ويشمل ذلك عمل الفحوصات المبدئية اللازمة لمعرفة أسباب تأخر الحمل عند الزوجين ويكون الفحص للزوجين في نفس الوقت. بعدها، وعلى حسب سبب تأخر الإنجاب سواء الزوج أو الزوجة أو كليهما معاَ يتم العلاج.
في معظم الأحيان إذا كان السبب قلة التبويض يتم إعطاء أدوية منشطة للمبيض عن طريق الفم ومتابعة حالة التبييض للسيدة بعد التأكد من أن عينة السائل المنوي للزوج جيدة.
المستوى الثاني:
يشمل إعطاء منشطات للمبيضين عن طريق الحقن بالإبر، وهذه تتوجب أن تكون عن طريق طبيب مختص ومصنف من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية كتخصص دقيق في علاج حالات مساعدة الإنجاب. هذا التنشيط قد يصاحبه التلقيح الداخلي للسائل المنوي في الرحم لزيادة فرصة الحمل، خاصة إذا كانت نتيجة فحص السائل المنوي للزوج غير مرضية نوعاً ما في الحركة أو العدد.
المستوى الثالث:
هذا يشمل علاج مساعدة الإنجاب بتقنية أطفال الأنابيب والحقن المجهري والفحص الجيني للأجنة للتأكد من خلوها من الأمراض مثل: عدم تناسق عدد الكروموزومات أو شكلها.