تقف صناعة الأفلام السعودية شامخة في مهرجان كان السينمائي الدولي المقام خلال الفترة من 16 إلى 26 مايوالجاري؛ لتبرهن وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأفلام –القائمة على هذه المشاركة العالمية–؛ شمولية الساحة الثقافية الوطنية، وتعدد الجبهات التنافسية فيها، حيث تُسلّط الهيئة –عبر مشاركتها– الضوء على صناعة السينما السعودية، التي تشهد إقبالاً متزايداً في شباك التذاكر، ونمواً قياسياً في نشاط إنتاج الأفلام.
ينطلق صُنّاع الأفلام السعوديين في كان؛ بهمة عالية وطموح لا ينفد، حيث تتواجد المحفزات والدعم اللازم المتواصل، والتي كان من أهمها: حضور سمو وزير الثقافة مستمعاً إلى تطلعات صُنّاع الأفلام السعوديين، وتطورات مشاريعهم السينمائية، إلى جانب النظر في الاحتياجات التي ستمكنهم من تقديم صناعة سينمائية سعودية إبداعية؛ مناقشاً تحديات القطاع السينمائي، والمقترحات والحلول المجوّدة لصناعة الأفلام في المملكة.
وتأتي هذه المشاركة بعد عام ناجح من تطوير عروض صناعة السينما المحلية، والمساعي المبذولة للوصول إلى مركز عالمي لإنتاج الأفلام والمواهب، وشاهد ذلك؛ أن إيرادات المملكة من شباك التذاكر الأسرع نمواً في الشرق الأوسط حالياً. أما عن الاهتمام المتزايد بالقصص المحلية التي تُروى عبر عيون مجموعةٍ جديدة من صانعيّ الأفلام المتحمسين؛ فيدفعها مساعٍ للتعاون مع صُنّاع السينما الدولية وإقامة شراكات عالمية معهم، وتقديم عروض التصوير داخل المملكة، والاحتفاء بصناعة السينما محلياً وعالمياً.
وقد وفّرت المملكة مواقع تصوير مميزة لأفلامٍ هوليوودية كبرى، حيث استضافت “العُلا” فيلم الحركة والإثارة “قندهار” للمخرج: ريك رومان ووه، من بطولة: جيرارد بتلر، والمقرر إصداره عالمياً في 26 مايو، وفيلم الإثارة “ماتش ميكر” من إنتاج نيتفليكس، كما تَبرُز “نيوم” كأكبر منشأة حديثة بالمنطقة، بأربع مراحل تشغيلية، وست مراحل أخرى من المقرر افتتاحها بحلول نهاية عام 2023؛ مُقدِّمةً الدعم لما مجموعُه 30 إنتاجاً؛ منها فيلم الملحمة التاريخي “محارب الصحراء” لروبيرت وايت، وبطولة: أنتوني ماكي، ومسلسل المغامرة الخيالية “رايز أوف ذا وتشيز” -أكبر مسلسل تلفزيوني أُنتج بالتعاون مع طاقم عمل سعودي-، وفيلم الكوميديا “دونكي” من إخراج: راجكومار هيراني، وبطولة النجم العالمي الشهير: شاروخان.
يُذكر أنّ المملكة تستضيف مهرجانَين سينمائيَّين سنوياً، هما: “مهرجان البحر الأحمر السينمائي” و“مهرجان أفلام السعودية”؛ حتى أضحى المهرجانان نقطتَي انطلاقة حاسمة لأصواتٍ جديدة وشَغوفة.