يبدو أن العمل الدؤوب والجاد من وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية والبارلمبية السعودية ممثلة في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير مسابقة الدوري السعودي للمحترفين الموسم المقبل 2023 – 2024 وباقي المسابقات التي ينظمها، قد حفز مختلف الأطياف والأوساط الرياضية وشجعها لتواكب تلك النهضة التي تشهدها رياضة الوطن في الوقت الراهن.
ولعل مكونات الأندية الرياضية، التي تقدم نفسها من خلال لعبة كرة القدم للمجتمع الرياضي، جديرة بأن تكون أبرز الأمثلة في هذا الجانب، إذ بات عدد منها يجسد هذا الأمر، على غرار نادي الرياض، أو مدرسة الوسطى كما يفضّل محبوه تسميته.
لعبة كرة القدم في هذا النادي العاصمي، لهذا الموسم 2023 – 2024 جسّدت على أرض الواقع أنموذجاً يؤكد كل ما سبق، إذ استطاع فريق لعبة كرة القدم في نادي الرياض العودة إلى دوري الأضواء، لاسيما وأن الجماهير الرياضية تترقب بشوق حضور “مدرسة الوسطى” الموسم القادم، بوصفه منافساً ضمن 18 فريقاً على لقب الدوري السعودي للمحترفين “دوري روشن” 2023 – 2024، بعد أن استطاع العودة لهذه المسابقة بعد 18 عاماً، عندما أُعلن هبوطه في عام 1425هـ لمصاف الدرجة الأولى، ومن ثم إلى الدرجة الثانية قبل أن يتولى زمام الأمور في هذا النادي العريق مجلس إدارة يضم في عضويته عدد من القدرات والكوادر الشابة التي استشعرت أهميته وضرورة أن يعود إلى المكان الذي يليق به كنادٍ عريق لا يليق به إلا أن يكون ضمن الفرق المتنافسة في دوري الأضواء “دوري المحترفين”.
مؤخراً احتفل الحساب الرسمي لنادي الرياض على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر” بالصعود إلى الدوري السعودي للمحترفين، حيث كتب: “من له ماض لا بد أن يعود”.
واستطاع نادي الرياض أن يحجز بطاقة التأهل لدوري المحترفين السعودي عقب تقديمه لموسم قوي استطاع فيه أن يجمع 62 نقطة من 32 جولة تنافس فيها بدوري الدرجة الأولى، ليحسم رسميًا تأهله إلى الدوري السعودي الممتاز، قبل جولتين من ختام جولات دوري الدرجة الأولى لموسم 2022 – 2023.
نادي الرياض وطوال 18 عامًا الماضية تنقل بين الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى ثم دوري الثانية، ليحين الوقت الذي يجدفيه الطريق الصحيح للعودة لدوري المحترفين، لذا بعد هذه السنوات الطوال من الغياب والتواري عن الأنظار بسبب الظروف الفنية والإدارية والمالية المتقلبة عادت “مدرسة الوسطى” لتعلن بقوة وثقة فصول الإبداع صعود نادي الرياض أو كما وصفه محبوه والإعلام الرياضي “الحصان الأسود” في دوري الدرجة الأولى هذا العام، إلى دوري المحرفين “دوري روشن”، عندما حقق أرقاماً قياسية في عدد انتصاراته في منافسات الدوري القوية.
هذا الإنجاز لنادي الرياض أعاد للأذهان عصر الفريق الذهبي بقيادة رئيسه الأمير فيصل بن ناصر – رحمه الله-، ونجوم مثلوه منهم فهد الحمدان -رحمه الله – وياسر الطائفي وطلال الجبرين ومحمد السبيت وناصر سدوس وخالد القروني وصالح النجراني وأحمد زايد وإبراهيم الحلوة وبقية الأسماء الشهيرة التي كانت تعج بهم الكتيبة الحمراء والسوداء في تلك الأيام.
صعود الفريق هذا العام أفرح الكثير من محبيه وعشاقه ومحبي وعشاق كرة القدم السعودية عموماً، لذا سيسطر التاريخ وستحفظ ذاكرة كرة القدم السعودية بإنجازٍ خطّه مجلس إدارة بقيادة رئيسه بندر المقيل وأعضاء مجلس إدارته، إلى جانب المدرب الكرواتي “دامير بوريتش” الذي نجح بصناعة فريق متجانس يشار له بالبنان، وقيادته في معترك منافسات جولات دوري الدرجة الأولى بكل تفوق واقتدار، ولعل الدليل على ذلك حصول هذا المدرب على لقب مدرب الشهر أكثر من مرة متوجاً مسيرته الفنية مع “مدرسة الرياض” بإعلان صعودها والعودة من جديد وعبر الباب الكبير إلى الدوري السعودي للمحترفين، نهيك عن المسؤولية الكبيرة والتضحيات الجسيمة الملقاة على عاتق اللاعبين، الذين استشعروا تاريخ الشعار الذي يلعبون لأجله، لإعادة أمجاد نجوم مثلوه في حقبٍ زمنية فائتة، استطاعوا من خلالها الوصول لتمثيل المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها السنية في مناسبات كروية عالمية، أبرزها مونديال كأس العالم.
لاعبو هذا الجيل قدموا على أرض الواقع مستويات فنية كبيرة، اقترنت بالنتائج الإيجابية التي كفلت لفريقهم تحقيق حلم طال انتظاره من محبي وعشاق القميص الأحمر.
يذكر أن 4 من فرق دوري الدرجة الأولى، تأهلت هذا العالم إلى دوري روشن، وفق قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بزيادة عدد الأندية المشاركة في البطولة إلى 18 فريقًا وهي أندية الأهلي “بطل دوري الدرجة الأولى والأخدود الثاني، والحزم والرياض.