ليالٍ طربية أصيلة تعيشها الذائقة الفنية بموروثها الغنائي الغني يستمتع فيها الحضور بالاستماع إلى ماضي الأغنية العريقة كتلك التي ولدت وعاشت في ذاكرة الجمهور واستوطنت في الوجدان تُسترجع فيها الأعمال الخالدة بعبق الأصالة والمكنوز الفني الراقي تحمل في طياتها اسمًا حاضرًا في قلوب محبي الأغنية الشعبية والأغنية المعاصرة، إنها ” ليلة من الماضي الجميل”.
ويحيي الليالي، التي تقام ضمن تقويم الرياض على مسرح فنان العرب محمد عبده أرينا يومي الخميس والجمعة المقبلين، نخبةٌ من نجوم الأغنية السعودية والخليجية بدعم من الهيئة العامة للترفيه، وتحتضن أعمالًا غنائية عاشت لتكون جزءًا من الذاكرة في الأعمال الغنائية السعودية والخليجية التي تغنى بها الراحلون: عوض دوخي، بشير شنان، فهد بن سعيد، حمد الطيار، عيسى الأحسائي، عتاب، رباب، سلامة العبد الله.
في ليلتين من الماضي الجميل نسترجع أجمل الأغاني الخالدة، ونعيش -بشكل ليالٍ- ذكريات لا تُنسى، في الليلة الأولى غدا الخميس مع أغاني كل من: أغاني عوض الدوخي، يغنيها مطرف المطرف، وأغاني سلامة العبدالله، يغنيها راشد الفارس، وأغاني رباب للفنانة داليا مبارك، وأغاني عتاب للفنانة وعد.
وفي الليلة الثانية بعد غد الجمعة نستمتع بأغاني الفنانين: فهد بن سعيد، بشير شنان، عيسى الأحسائي، وأغاني فهد بن سعيد يغنيها فهد الكبيسي، وأغاني بشير شنان، خالد عبدالرحمن، وأغاني عيسى الأحسائي للفنان عايض، وأغاني حمد الطيار للفنان دحوم الطلاسي.
وتتميز هاتان الليلتان بما تشكلانه من الثقل الكبير في تاريخ الأغنية الخليجية، وبإحيائهما من نجوم أطربوا بها الوسط الفن الخليجي منذ حقبة الخمسينات الميلادية وحتى الألفية الأخيرة.
وتعد أعمال عوض دوخي من أقدم الأغنيات وأعرقها التي ستوثق في الأمسية الطربية، في حين تعد أعمال بشير شنان من أكثر الأعمال الشعبية في حقبة الستينات انتشارا لتتجاوز أعماله المئات في مسيرته، ورسمت أعمال فهد بن سعيد تاريخا عريقا تجاه الفن السعودي وسط شعبية شبابية كبيرة في أعماله الموسيقية، وكانت لفهد أعمال قد خلدت في الذاكرة وأصبحت ملاذا لنجوم الفن في إعادة تدوير أغانيه الرنانة إلى وقتنا الحاضر، كما اشتهرت أعماله بالبساطة، وحظيت بمحبة واسعة في الساحة الفنية، وتميزت أعماله باللون القصصي والدرامي الذي سكن الوجدان، كما يعد فهد بذكائه من أمهر الفنانين في جيله من الذين مارسوا الفن والغناء والعزف على آلة العود.
وتتزين الليلة الطربية بأعمال عيسى الأحسائي التي وثقت بصمة لا تنسى في مواويله وأعماله الرنانة، إذ تأثر بألحانه وأغنياته الكثير من كبار الأغنية السعودية في الوقت الحاضر، لا سيما بتنوع اللحن والطرح في مسيرته.
وتبرز أعمال الراحلة عتاب في هذه الليالي التي تركت إرثا موسيقيا في مسيرتها، كونها من أوائل الأصوات النسائية في منطقة الخليج وصارت أكثر شهرة عبر الحقبة التي عاصرتها وتغنت بكلمات أشهر الشعراء بين حقبة الستينات والثمانيات لتكون أعمالها حاضرة وشاهدة في الزمن الجميل، في حين تعد أعمال رباب واحدة من بين أبرز الأغنيات في الخليج، بدءًا من فترة السبعينات الميلادية التي ارتكزت عليها وسط قلة من الأصوات النسائية في تلك الفترة، وبرزت أعمالها الغنائية العاطفية وسط شعبية جماهيرية واسعة بالوسط الفني.
وتكتمل جمالية الليالي الغنائية بأشهر أعمال سلامة العبد الله الذي يعد واحدا من أبرز روافد الفن الشعبي في المملكة بأعماله المفعمة بالشجن والحس المرهف، مازجا الفن الشعبي بالفن الحديث.
وقدم الفنان حمد الطيار توليفة غنائية من الألحان والأعمال أسهمت في رسم علاقة طربية بينه وبين جمهوره، وصنع في مسيرته مفهوما مختلفا، مازجًا بين الفن الشعبي والأغنية السلسة والسريعة، وأعاد أعماله كبار فناني الخليج في محافلهم وجلساتهم الغنائية، ورسمت ذكرياته الموسيقية واحدة من أجمل الأعمال التي وثقها في السبعينات والثمانيات، وقدم نفسه كملحن وعازف، واشتهر بالعزف على آلة الكمان في بداياته من مشاركته مع الفرق الموسيقية.