يتعاهد اللبناني “رهيف الحاج” ميراثًا صوتيًا يستند لتطاول المآذن، يراعي مقاماتها وتوقيتاتها، ويشدو بأداء مبهر امتد لأرجاء الدنيا، وجعله يحصد المركز الثالث لفئة الأذان في نهائيات “عطر الكلام”؛ أضخم برنامج لمواهب القرآن والأذان، وإحدى مبادرات الهيئة العامة للترفيه.
اكتشف “الحاج” مبكرًا قدرته على محاكاة أسلوب جده وصوته في الأذان، وفي ربيع عمره الثامن التفت جده لموهبته فاعتنى بها لتزداد كل يوم إتقانًا وتحبيرًا وتلحينًا، وارتقت بإجادته الأداء بمختلف المقامات والتنغيمات لأشهر المؤذنين في العالم الإسلامي.
اعتنى “الحاج” بفنون المقامات والأداء الصوتي فاتجه للجانب التعليمي، وأسس أكاديمية متخصصة في تعليم الفنون، يرفد بخبرته أجيالًا من الناشئة الذين يتمتعون بالموهبة، مركزًا على إتاحة الفرصة لهم ليصلوا لقمة أدائهم ويكتشفوا إمكاناتهم ومهاراتهم ويحصلوا على التوجيه اللازم في وقت مبكر.
وبصوته الندي استطاع “الحاج” أن يرسّخ في ذهن المشاهدين والمحكّمين بقدرته اللافتة على محاكاة أداء الشيخ المصري الشهير علي محمود، فيستعيده برونقه وتنغيماته، ويردد بحنجرته صدى السنين والأزمنة بتفنن ومهارة وإتقان.
اتجه “الحاج” لتدريس المقامات يقضي فيها أكثر وقته مُعلمًا المهارات للأطفال، وتتلبسه مع كل أداء للأذان حالة وجدانية لكونه ينادي الناس للصلاة ويدعوهم لأكثر الأماكن أمانًا، فيما يطمح بفوزه في “عطر الكلام” بأن يعزز مدرسته بمركز لتعليم التلاوة وتختص بمقامات الأذان.