يعشق الملايين في الوطن العربي مشروب “السوبيا”، خاصة في رمضان؛ فغالبًا لا تخلو مائدة رمضانية منه؛ لطعمه اللذيذ الذي يحبه الصغار قبل الكبار.
وفي جدة، يُعتبر مشروب “السوبيا” أشهر المشروبات الرمضانية التي اعتاد أهالي “عروس البحر الأحمر” على وجودها بموائد الإفطار خلال الشهر الكريم.
ويلقى مشروب “السوبيا” رواجًا كبيرًا في مختلف أحياء المحافظة، خاصة المنطقة التاريخية والبلد، ويتضاعف الإقبال عليه؛ لغنى مكوناته، وطعمه اللذيذ، ولونَيه البراقَين المشهورَين (الأبيض والأحمر).
ويُعدُّ مشروب “السوبيا” من أهم المرطبات على الموائد الرمضانية؛ إذ يقضي سريعًا على العطش؛ ويدل على ذلك الكثافة التي تشهدها شوارع وميادين وأسواق جدة من المتشوقين له، الذين ينطلقون صوب بائعي “السوبيا” المتراصين على جنبات الطرق والأسواق وهم يرددون عباراتهم المعهودة المرتبطة بهذا المشروب، إلى جانب العبارات المكتوبة كنوع من أساليب كسب المتسوقين.
ويتم تجهيز شراب “السوبيا” من مكونات الشعير أو الخبز الناشف أو الدخان أو الزبيب، ويُضاف إليها السكر والقرفة والمسمار والهيل بمقادير معينة، وبعض النكهات التي تعطيها اللون المميز.
وما يميز محلاً عن الآخر في بيع مشروب السوبيا هو إحكام طريقة إعداده وتجهيزه، وضبط مقادير الإضافات من النكهات، وتصفيتها؛ لذلك اشتهرت بعض العوائل الحجازية في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة عن غيرها بصناعة وإعداد السوبيا وتجهيزها بنكهات لذيذة المذاق.
وأصبح لصناعة “السوبيا” في جدة روادها بفضل خبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها وتوارثوها جيلاً بعد جيل؛ فبمجرد ما ترى أسماء هذه العوائل تنجذب لشراء “السوبيا” دون تردد وسط مزيج من الذكريات والحنين للماضي الجميل الذي يحمل عادات شهر رمضان المبارك، خاصة في جدة التاريخية.
وتعتبر الفترة ما بين العصر والمغرب ذروة الإقبال على شراء مشروب السوبيا، الذي يشكّل مصدر دخل مهم لبائعيه، خاصة في شهر رمضان؛ وذلك بفضل تزايُد الطلب عليه.