يمثل يوم 22 فبراير مناسبة محورية في تاريخ المملكة وهي ذكرى التأسيس الـ 296 للدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، لتشهد المنطقة فيما بعد ازدهارا وانتشار واسعا للثقافة والعلوم. وفي هذا اليوم، تفخر البلاد بتراثها الثقافي الأصيل وتستعرض الحضارات المتجذرة والأصول العريقة وتشيد بتأسيس الملك عبدالعزيز آل سعود للدولة السعودية الثالثة، الذي وحد مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية معًا. ومنذ بداياتها إلى يومنا الحالي، كانت المملكة لاعبا رئيسا على المسرح العالمي بما حققته من إنجازات ووثبات في فترة زمنية قصيرة.
ووفقا لنخبة من قادة الأعمال فإن يوم التأسيس يعكس مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- بتعزيز وترسيخ الهوية الوطنية لمواطني المملكة العربية السعودية. ويمثل فرصة عظيمة للفخر بما وصلت إليه المملكة من إنجازات اقتصادية، حضارية، وتنموية بارزة، وتصدرها المحافل والميادين الدولية بعد رؤية 2030.
ازدهار السياحة والتكنولوجيا
في هذا الصدد يقول نوفل الوالي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لإحدى الشركات الرائدة المختصة في التكنولوجيا: تعمل المملكة العربية السعودية جاهدة لجعل السياحة جزءًا ناجحًا من خطط رؤية 2030. حيث تستثمر الدولة في تطوير المدن الذكية، بما في ذلك مشاريع مدينة “نيوم” و”ذا لاين”، والتي ستستخدم أحدث تقنيات التكنولوجيا الرقمية المزدوجة، التي تدخل في عملية تحسين البنية التحتية والخدمات الحضرية. ومبادرات مثل استراتيجية الصحة الرقمية لوزارة الصحة ومبادرة وزارة التعليم في دمج التكنولوجيا الرقمية مع الفصول الدراسية.
نعتقد أن دمج تقنية الألعاب في صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية سيساعد في جعلها أكثر جاذبية وتفاعلية للزوار للتعرف على ثقافة الدولة وتاريخها وأنشطتها. يمكن للشركات استخدام تقنية الألعاب لإنشاء تجارب جذابة شبيهة بالألعاب للسائحين، بما في ذلك التحديات والمكافآت وتصدر المراكز الأولى. من المتوقع أن يجذب هذا النهج المزيد من السياح كما سيعزز التراث الثري للبلاد في جميع أنحاء العالم. مستقبل قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية واعد، مع وجود إمكانية لمزيد من التطوير من خلال الألعاب والأساليب المبتكرة الأخرى.
من جهته أعرب السيد جيه إس أناند، المؤسس لسلسلة فنادق رائدة والخبير في قطاع الضيافة فيما يتعلق بنشاط وتطور قطاع السياحة والضيافة حيث أفاد بأن المملكة العربية السعودية اليوم بلا شك واحدة من أكثر الدول رواجًا للأعمال بسبب رؤيتها وسياستها الحكيمة. من المؤكد أن إدخال العديد من قوانين السياحة الجديدة التي أصدرتها الحكومة من أجل دفع الأعمال والاستثمار ودعم الابتكار وجذب السياح قد أعطى دفعة إضافية لقطاع الضيافة. بالإضافة إلى ذلك، مع الإعلان عن فرص استثمارية بقيمة 6 تريليونات دولار في قطاع السفر والسياحة حتى عام 2030، هناك عدد من القطاعات ذات الصلة التي ستستفيد، وقطاع الضيافة هو المستفيد الأكبر. هناك العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والتي ستساعد في تعزيز السياحة مما يؤدي إلى زيادة تدفق السياح وبالتالي زيادة الطلب على الإقامة في الفنادق وزيادة الإشغال.
من جهتنا قمنا في فنادق ليفا بخطوة هامة تتمثل بتوقيع اتفاقيتي إدارة فنادق استراتيجيتين مع شركة إيكونو ومقرها جدة من قبل ليفا جدة الشاطئ و إيكونو من فندق ليفا جدة المطار على التوالي. وكجزء من هذه الصفقة، ستكون فنادق ليفا مسؤولة عن الإشراف على التحول الذي يقدمه الفندقان والذي يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تهدف إلى جذب 100 مليون زائر بحلول عام 2030.
التكنولوجيات الحديثة في اللوجستيات
فيما قال سوهام تشوكشي، الرئيس التنفيذي والخبير في إدارة اللوجستيات التي تعتمد على البرمجيات على هيئة خدمة: إن البنية التحتية المميزة والموقع الجغرافي الاستراتيجي والتوجه نحو التحول الرقمي جعل من المملكة العربية السعودية مركزاً للوجستيات عبر الحدود من دولة لأخرى، كما يوجد في المملكة العربية السعودية وحدها حوالي 55% من عمليات سوق اللوجستيات في منطقة الخليج العربي. وتعمل المملكة على تحسين عمليات التصدير والاستيراد مثل التخليصات وتوسيع نطاق عمل الشحن الجوي وذلك لزيادة الإمكانيات على نحو كبير. ويدعم الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية والتحليلات الإلزامية وتحليلات أنشطة الأعمال والعديد من التقنيات الأخرى جدوى الشحن والارتقاء بالتكلفة وتحسين التعاون مع الشركاء وكافة الجهات المعنية في قطاع اللوجستيات حول العالم، وتعزز تلك الكفاءات من مركز المملكة كأحد الدول الرائدة في مجال سلاسل التوريد.
وقدمت المملكة مليارات الدولارات لجذب المستثمرين من حول العالم بهدف تطوير المزيد من الصناعات مما يعتبر إثباتا ملموسا على التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي. وباعتبارها واحدة من الدول الرائدة في تقديم الخدمات اللوجستية، نحن متحمسون للغاية لأن نكون جزء من خطط وأهداف الحكومة السعودية والشركات العاملة في المملكة لتأسيس سلسلة توريد تلبي احتياجات المستقبل.