نظم المتحف الوطني السعودي بالرياض جلسة حوارية بعنوان “الفلسفة وراء الحب”، لمناقشة مفهوم الحب وتفكيك عناصره الجذرية، وتأويله من منظور الفلسفة وعلم النفس، وذلك بمشاركة الدكتور حسن الشريف والدكتور محمد الحاجي، وإدارة الدكتور خالد غطّاس.
وتحدث الشريف عن دور الفلسفة في سبر أغوار المفاهيم التي يشترط أن تكون متسقة وذات أنماط بارزة؛ لتَسهل عملية دراستها وتبيينها، بخلاف الحب الذي يعد من الظواهر الغامضة والفوضوية؛ مما يُصعّب وضع تعريف له، موعزاً صعوبة تشريحه لارتكازه على العوامل الذاتية عند الإنسان، ومدى استجابته له.
وتطرق إلى تباين تأويل الحب على مر التاريخ، إذ نظروا إليه الإغريق من جانب ميتافيزيقي، أما الفيلسوف كيركغور فيعتقد بأنه انتصار الروح على الجسد، فيما قسّم الشريف الحب إلى ثلاث ركائز، هي: الميل الإدراكي، والميل العاطفي، والميل الجسدي، ذاكراً بأن هذه الغريزة الإنسانية تحرض على القيم الأخلاقية، وتساعد في اكتشاف الفرد لذاته ليصوّب قراراته، كما أنها تختبر أفكاره ومبادئه.
من جانبه، أكد الحاجي أن علم النفس يحرص على تفسير المفاهيم، وقد صنف الحب إلى نوعيين بناءً على وظيفته من وجهة نظر العالم أبراهام ماسلو، مبيناً أن النوع الأول هو سعي الشخص إلى تعويض نواقصه عبر الحب، والثاني هو الحب التشاركي، مستذكراً نظرية مثلث الحب الذي وضعه العالم روبوت سترنبرغ، ويتوزع بين ثلاث مكونات: الألفة، الشغف، الالتزام. مشيراً إلى أن طور الطفولة يصنع سلوك الإنسان حينما يكبر، وتغدو تصرفاته انعكاساً لتلك الفترة، حيث أن التنشئة تحدد طرق تعامله مع الآخرين، فإذا عانى من تهميش والديه سيؤدي به إلى ضعف الثقة بمن حوله، وإذا تلاعبا به وبتلبية رغباته؛ فإنه سيعاني من عقدة التعلّق بمقدم الرعاية له، ويصبح ملاصقاً له إلى حد الإزعاج.
يذكر أن هذه الجلسة الحوارية تأتي ضمن سلسلة لقاءات ينظمها المتحف الوطني السعودي خلال شهر فبراير الحالي، لطرح ومناقشة المواضيع والقضايا الثقافية مع المتخصصين والخبراء، وذلك في سبيل إثراء ميادين المعرفة والفكر.