– الكشف عن تطبيق “رحلتك” للمرأة المسلمة.. و“نحو تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن” محور الجلسات
– المعهد أعد ١٥٠ دراسة ونشر ١٠٠ في مؤتمرات علمية وموسمَي الحج الماضيَين
– “نحو تجربة متميزة لضيوف الرحمن” المحور الأساسي للترحيب بالحجاج وتسهيل أدائهم مناسكم وفق أعلى النماذج المعيارية
– الملتقى سيساهم في إدارة الأزمات وتحويل التحديات لتجارب مميزة وتطوير جودة الخدمات والمرافق في بيئة الحج والعمرة وتوفير بيئة صحية مثلى للحجاج
– عرض المخرجات العلمية على متخذي القرار للاستفادة من البحوث وتحويل الفرص وتسخير الإمكانـيات للعناية بضيوف الرحمن
حاوره: عوض مانع القحطاني
يُنظّم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة غدًا الأحد الملتقى العلمي الثاني والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة تحت شعار “نحو تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن” بقاعة الملك عبدالعزيز الكبرى بمقر الجامعة في العابدية، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأكد عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور تركي بن سليمان العمرو في حوار خاص مع “الجزيرة” أن الملتقى الذي يفتتحه سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل يهدف إلى إبراز أهم التجارب والجهود لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، وتوفير الوعاء العلمي للنشر في مجالات الحج والعمرة والزيارة، إضافة إلى توفير بيئة علمية لتبادل التجارب والخبرات والدروس المستفادة، وتشجيع الابتكار والأبحاث العلمية في مجال خدمات قطاع الحج والعمرة، وخدمة ضيوف الرحمن.
وتابع قائلاً: إن أهداف الملتقى تلتقي وتنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030، وتساهم في تحقيق طموحاتها فيما يتعلق بإثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة لضيوف الرحمن.
فإلى نص الحوار:
– ما آليات تطبيق شعار الملتقى لتعزيز مفهوم إثراء تجربة الحاج وخدمة ضيوف الرحمن؟
*في الواقع إن الملتقى الـ٢٢ يهدف لتعظيم الإبداع والابتكار، وتحسين وتجويد الخدمات المقدمة لهم، وتعزيز التميز التشغيلي المؤسسي. كما أن الملتقى الـ٢٢ سيتبنى الرؤى المستقبلية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده في تطوير منظومة الحج والعمرة، وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة والبحوث العلمية في شتى المجالات؛ لتسهيل أداء النسك لضيوف الرحمن. كما يتيح الملتقى تعزيز العلاقات بين مختلف الجهات العاملة، وزيادة التعاون فيما بينها، وإقامة شراكات استراتيجية.
وفي الحقيقة، إن إثراء وتعميق تجربة ضيوف الرحمن أحد أهم منطلقات تعظيم خدمة حجاج بيت الله، وهو شعار الملتقى. وقد أطلق خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- برنامج خدمة ضيوف الرحمن (أحد برامج رؤية المملكة 2030). وسيتم طرح الأبحاث والمقترحات التي تُعنى بتطوير وتجويد الخدمات، ونشر المعرفة، كذلك عقد اللقاءات الحوارية والنقاشية مع المسؤولين عن منظومة الحج والعمرة لتعظيم فكرة إثراء تجربة ضيوف الرحمن في الملتقى.
– مَن هم أبرز المتحدثين في الملتقى؟
* في الواقع، إن المتحدثين الرئيسيين مجموعة من أصحاب الفضيلة والمعالي، يتقدمهم معالي الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، ومعالي مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، ومعالي نائب وزير الحج الدكتور محمد المشاط، وعدد من وأصحاب السعادة رؤساء الجلسات، ونخبة من والخبراء والباحثين وممثلي الجهات المقدمة للخدمات.
وأجدها فرصة للترحيب بمشاركة أصحاب المعالي والفضيلة والمتحدثين في الملتقى العلمي الـ22 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة.
– ما أبرز إنجازات المعهد؟ وهل تشعرون بأن المعهد حقق أهدافه؟
*أبرز إنجازات المعهد مشروع جسر الجمرات متعدد الأدوار، وبرنامج الاستفادة من لحوم الهدي والاضاحي، ومشروع الترددية في تفويج الحجيج، ومشروع اللوحات الإرشادية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى مئات البحوث والدراسات. وكما تعلمون، إن المعهد متخصص في أبحاث الحج، ويلعب دورًا مهمًّا في مواسم الحج بحكم الاختصاص، من ناحية دعم القطاعات بالدراسات (جمع البيانات والرصد والتصوير والتوثيق)، إضافة لرصد الملاحظات والإيجابيات من خلال وجود فرق تضم نخبة من الباحثين المتخصصين في غرفة القيادة والسيطرة، وغرفة التفويج بالأمن العام.
ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية تم وضع أهداف تنفيذية مرتبطة بمؤشرات أداء ومبادرات وخطوات تنفيذية، من أبرزها: الارتقاء بجودة الأبحاث ومخرجاتها، ووضع أولويات بحثية، يتم اختيار وتقويم الأبحاث والدراسات، وتطويرها؛ لتتوافق مع تلك الأوليات، إضافة إلى زيادة نسبة التجارب العلمية والأبحاث القابلة للتطبيق.
وهناك بحوث علمية صادرة عن المعهد، وزيادة كبيرة في عدد الأبحاث العلمية المنشورة في دوريات متخصصة، خلال 2021/ 2022؛ إذ تم نشر أكثر من 150 بحثًا في قاعدة بيانات المجلات والأبحاث العلمية (ISI) ، وهي قاعدة بيانات عالمية، تحتوي على قوائم بالمجلات العلمية المحكمة ذات الجودة ومعامل التأثير المتقدم. كما تم نشر أكثر من 50 بحثًا في مجلات محلية ومؤتمرات علمية، إلى جانب إعداد ٥٣ دراسة، تم إجراؤها خلال موسمَي 1442-1443هـ، فيما وصل عدد المبادرات الابتكارية إلى أكثر من 50 مبادرة، بحضور أكثر من 120 باحثًا وباحثة، وتوظيف المخرجات العلمية لخدمة منظومة ضيوف الرحمن من خلال تحديد الأولويات البحثية للمعهد وفق أهداف برنامج خدمة ضيوف الرحمن والخطة الاستراتيجية للجامعة والمعهد؛ بما يواكب مستجدات منظومة الحج والعمرة، ورفع أسقف الدعم للأبحاث التي تصب مباشرة في تحقيق الأولويات البحثية، وإطلاق مشاريع وبرامج بحثية، تُحدث أثرًا فاعلاً، وتصنع قاعدة علمية.
هذا ما تم تحقيقه من خلال أكثر من 7 برامج بحثية، هي: قياس جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وقياس رضاهم عنها، ونحو تجربة متميزة لضيوف الرحمن، أو ما يعرف بثقافة تجربة الضيف، والتحول الرقمي في منظومة الحج والعمرة والزيارة، وقياس الأثر الإعلامي، وتقييم الخطط الإعلامية للجهات المشاركة في الحج، ومعايير المساكن المستدامة، والأبعاد المختلفة لزيادة الاستيعابية، وخارطة طريق احتياجات ضيوف الرحمن.
-ماذا عن جلسات المؤتمر؟
* أعمال الملتقى تستمر يومين، وتشمل (7) جلسات علمية، يناقش فيها (27) متحدثًا عددًا من المحاور العلمية التي تتناول ثقافة تجربة الضيف، والحوكمة والتميز المؤسسي، وكفاءة وجودة الخدمات، والعمل على تطوير عمليات اتخاذ القرار وتقديم الخدمات.
– ما الجديد في الملتقى؟
*جميع البحوث والدراسات جديدة. وسيتم استعراض تطبيق إلكتروني لخدمة المرأة في مناسك الحج بعنوان “رحلتك”، تقدمه الدكتورة سارة سعود القثامي والدكتورة بدرية عاطي المتعاني من قسم علوم الحاسب الآلي من كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات بجامعة أم القرى. وهو تطبيق إلكتروني، يهتم بمناسك الحج والعمرة والزيارة في كل ما يتعلق بالمرأة المسلمة وفق رؤية المملكة 2030 التي حملت قيمًا راسخة في خدمة الحجاج وتمكينهم من أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة بشكل مريح، وتعزيز رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية.
وقد قرر فريق البحث اقتراح تطبيق للهاتف المحمول باسم “رحلتك”، وهو الأول من نوعه لمساعدة ضيفات الرحمن فيما يتعلق بأداء مناسكهن في الحج والعمرة. ويعتبر التطبيق المقترح استمرارًا لجهود المملكة في تقديم خدمات عالية الجودة لضيوف الرحمن، وتعزيز دور المرأة، وتحقيق أهداف رؤية 2030.
ويتضمن التطبيق خمسة أنواع رئيسية من الخدمات، هي: الخدمات العامة، والخدمات الشرعية، والخدمات الصحية، والخدمات الاجتماعية، والخدمات الثقافية. وإضافة إلى ذلك، سيتم توفير تقنية مميزة، تتيح للمرأة تتبُّع رحلتها خلال موسم الحج والعمرة بهدف مساعدتها في تسهيل التجربة الدينية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة.
وتتضمن أعمال الملتقى ورشة عمل، بمشاركة عدد من الباحثين الأكاديميين المتخصصين، والمهتمين بدراسات الحج والعمرة والزيارة وأبحاثها، وعدد من ممثلي الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث، وكذلك رجال الأعمال والمستثمرون.
كما أن جلسات الملتقى الـ٢٢ تزخر بالعديد من الموضوعات والدراسات البحثية العلمية المتخصصة، ذات العلاقة بسبل تعضيد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ومواكبة التحولات الرقمية، وخصوصًا مع التطور السريع في عالم التقنية والمتغيرات البيئية.
كما أن هناك مبادرة تحديد معايير المخيم المستدام بمشعر منى، التي تم تطبيقها في موسم حج 1443. وهي إحدى أوراق البحوث المهمة في الملتقى العلمي. وقد انطلقت الفكرة من رؤية المملكة 2030، ومبادرة السعودية الخضراء التي دشنها سمو ولي العهد بنسختَيها العام الماضي، وتهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة، وحماية البيئة للأجيال القادمة؛ إذ تسعى الجهات ذات العلاقة لتعزيز الرؤية الشاملة، ونشر ثقافة الالتزام البيئي والصحي بمنظومة الحج؛ وذلك للارتقاء بالجودة الصحية والسلامة البيئية داخل مخيمات الحجاج، ودراسة التحديات وفرص التحسين الممكنة والتطوير المتاح؛ للوصول لأفضل نموذج تشغيلي للمخيمات خلال مواسم الحج القادمة.
وستُعرض خلال الملتقى وضمن فعالياته دراسة بعنوان “الأحوال المعيشية الاجتماعية والاقتصادية لأسر الجالية البرماوية المقيمة بمكة المكرمة”، تتناول الأحوال المعيشية والخدمات المقدمة لهم؛ إذ تهدف الدراسة إلى التعرف على الأوضاع المعيشية لأسر الجاليات البرماوية من الناحية المعيشية والاجتماعية والاقتصادية.
– كيف تنظرون إلى الدعم الذي تقدمه الدولة للمعهد؟
* إنه دعم منقطع النظير. وأتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على رعايته الكريمة للملتقى، ودعمه السخي لكل ما من شأنه أن يرتقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.. وخصوصًا أن الدعم السخي والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لكل ما يصب في خدمة ضيوف الرحمن ورعايتهم ليس وليد اليوم، بل هو نهج هذه الدولة المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وسار على ذلك من بعده أبناؤه الملوك -رحمهم الله-، وامتد ذلك حتى عهدنا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي لا يدخر دعمًا في كل ما من شأنه تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار؛ وهو ما يسهل عليهم وييسر لهم عبادتهم، وأداء نسكهم.
كما أعبّر عن تقديري وعرفاني لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على ما يقدمه من عناية ومتابعة مستمرة لكل ما يدعم تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ودعم مشاريع المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة).
-ما محاور الملتقى؟
*هناك العديد من المحاور التي تتضمن إبراز أهم التجارب والقصص الإيجابية وجهود الرئاسة لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، وتشجيع الابتكار والإبداع لمواكبة رؤية 2030، وتساهم في تحقيق طموحاتها فيما يتعلق بإثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة لضيوف الرحمن، ومواكبة شعار المؤتمر “تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن”، وتأكيد الالتزام بالجودة والحوكمة والتميز المؤسسي في منظومة الخدمات، والعمل على تطوير عمليات اتخاذ القرار، وتعظيم ثقافة الالتزام البيئي والصحي بمنظومة الحرمين لإيجاد بيئة تعبدية صحية آمنة؛ وذلك للارتقاء بالجودة الصحية والسلامة البيئية في المشاعر.
ويهدف الملتقى العلمي الـ22 لأبحاث الحج والعمرة إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن، والتعريف بالتراث الإسلامي، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للحجاج. كما أن أهمية الملتقى الـ٢٢ تتضاعف بعد الإعلان عن عودة للحج إلى ما كانت عليه الأوضاع قبيل جائحة كورونا.
وتتركز محاور الملتقى الـ٢٢ أيضًا في تطبيق أفضل الممارسات المحلية والعالمية في مفهوم تجربة الحجاج وتطبيقاته في منظومة الحج والعمرة، وتعزيز الحوكمة، وقياس الأثر وفق منظومة متكاملة لضبط العمليات، وتقديم خدمات مؤسسية مبتكرة، تعزز الاستدامة.
والملتقى الـ٢٢ حدث عالمي وعلمي، يجمع مختلف الأطراف بمنظومة الحج للاستفادة من أفضل المنهـجيـات العلمـية والمـمــارســـات المحليــة والعـالميــة من أجل تحقيق تجربة متميزة لضيوف الرحمن.