أكد الأستاذ الدكتور: عبدالله بن محمد السديس، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن العربية أساس الهوية الوطنية والدينية، ولغة المكان والجغرافيا، ولغة التاريخ، ولغة الثقافة، ولغة دولتنا الرسمية في أنظمتها وتعاملاتها ولوائحها كافة.
وأشار إلى أن العربية أسهمت إسهامًا بارزًا في البناء التراكمي للحضارة الإنسانية، إذ كانت لغة الابتكار والاختراع في مجالات العلوم والفلك والهندسة والطب والفلسفة والتاريخ في عصور زاهية، وبوابة عبور إلى تراث ثقافي ثري ضخم، وفيها مقدرات كبيرة لتوطيد أواصر التعاون والتكامل بين الشعوب والحضارات.
مبينًا أنها الآن قادرة على إكمال المسيرة، وإتمام المهام التي اضطلعت بها سابقًا متى صحَّت العزائم، وتضافرت الجهود، وتوحدت المبادرات.
وفي ظل العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي يتحتم حضور اللغة العربية وفق سياسة لغوية منضبطة، واجتهادات مؤسسية مدروسة لتسهم مع اللغات الحية الأخرى في نشر المعرفة وتداولها وتناقلها بين الشعوب وإتاحتها للراغبين.
كما نوه سعادته بمشاركة مؤسسات الدولة الرسمية ممثلة في “برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو”، وأنه دليل على الحضور الفاعل لمؤسساتنا الرسمية في ظل قيادتنا الرشيدة لتعزيز وجود اللغة العربية وإبراز أهميتها وعمقها وإثرائها للثقافة العالمية، ودورها في البناء الثقافي واللغوي للأمم؛ بما يسهم في تعزيز التقارب الإنساني بين الشعوب، ويوفر الممكنات للراغبين في تعلمها من غير الناطقين بها.
وفي ختام حديثه سأل د. السديس الله أن يكلل جهود المخلصين في خدمة العربية بالنجاح والفلاح، وأن يهب لنا من أمرنا رشدا.