الحزيرة – وهيب الوهيبي
انطلقت فعاليات اليوم العالمي للغة العربية تحت عنوان “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية” بمقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بتنظيم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بالتعاون مع المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية.
وحضر افتتاح الاحتفالية سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية الأستاذ فهد بن معيوف الرويلي، والسيدة غابرييلا نائبة المديرة العامة للعلوم الاجتماعية والإنسانية لدى اليونسكو، وصاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو وجمع من المختصين والمهتمين.
من جهتها قالت السيدة غابرييلا راموس المدير العام المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، إن هذه الاحتفالية في هذا اليوم الخاص جدا بالنسبة لليونسكو، نجتمع مرة أخرى لتسليط الضوء على قوة لغة تجمع أكثر من 450 مليون متحدث في القارات الخمس، وإنها مناسبة للاحتفال بالتنوع اللغوي وتشجيعه، وقالت: “يمكننا أن نتفق جميعا على أن مساهمة اللغة العربية في البشرية تتجاوز الأدب ولا يمكن اختزالها في شعب واحد لأنها إرث حضاري للعالم بأسره”.
وأضافت: لهذا السبب، ننظر اليوم في الإسهامات العديدة للغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية، والواقع أن التعرض للغة الشعوب الأخرى يفتح نافذة على القيم والمعاني الأعمق التي تحتفظ بها تلك الشعوب. يمكننا بلا شك أن نقول إن اللغة العربية هي اللغة التي نتمكن بفضلها من الوصول إلى المعرفة القديمة الثمينة.
وفي كلمة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو أشارت إلى أن جهود المملكة العربية السعودية مستمرة في خدمة اللغة العربية محليا وإقليميا وعالميا، واستعرضت عددا من معالم ذلك الاهتمام والدعم والتي منها: إنشاء الكليات المتخصصة والمعاهد الجامعية لتعليم العربية وتعلمها لغير الناطقين بها، حيث تستقبل المملكة العربية السعودية ألوفا من الطلاب الوافدين الراغبين في تعلم اللغة العربية وتقدم لهم المنح الدراسية.
وأضافت سموها: كما خصصت المملكة جوائز عديدة قيمة وعالمية للترجمة من وإلى العربية، كجائزة الملك عبدالعزيز للترجمة، وجائزة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وجائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب، وأشارت إلى دور المؤسسات العربية كمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، في تعزيز اللغة العربية عبر ترجمتها النوعية المحلية والعالمية بالإضافة لإقامة المعارض والمؤتمرات والندوات لنشر اللغة العربية على أوسع نطاق بين لغات العالم أجمع.
وأكد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأستاذ صالح بن إبراهيم الخليفي خلال كلمته في افتتاح الاحتفالية حرص رئيس وأعضاء مجلس أمناء المؤسسة على استمرار دور المؤسسة الداعم للغة العربية.
وشهدت الاحتفالية العديد من الفعاليات والجلسات النقاشية، حيث عقدت جلسة بعنوان “التنوع الثقافي” تناولت تجربة اللغة العربية وتفاعلها مع اللغات الأخرى، كما ناقشت جلسة أخرى القيم الإنسانية المشتركة من حيث إمكانات التقنيات الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة، فيما استعرض مختصون تصوُّر التلاحم والإدماج الاجتماعي من خلال التعدد اللغوي.
كما عقد على هامش الاحتفالية اللقاء الثاني لرؤساء تعليم اللغة العربية، والذي تم خلاله تدشين سلسلة منهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وعقدت خلال الاحتفالية حلقة نقاش “اللاتينيون العرب” والتي تناولت تعزيز الحوار بين الثقافات من أجل التماسك الاجتماعي، وفي الجانب الفني شهدت الاحتفالية رسما حيا لجدارية، وعرضا قصصيا عبر الرسم على الرمل.