الجزيرة ـ حمود المطيري
كشف مستشار الاتصال المؤسسي بأن التحول الرقمي ساهم في تطوير نماذج أعمال أنشطة العلاقات العامة في المنشآت الحكومية والخاصة وغير الربحية، مبينا بأن الرقمنة أصبحت ضرورة دفعت الأنشطة الاتصالية لاتباع نهجاً جديداً يعتني بالمحتوى الرقمي الفعّال.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “الإعلام والعلاقات العامة.. دور الإعلام والعلاقات العامة في التنمية المستدامة” في باكورة جلسات ملتقى الإعلام والعلاقات العامة والذي نظمته جمعية الإعلام والعلاقات العامة في عنيزة “مراسم” برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم.
وأوضح الأستاذ أحمد بن علي العمودي – مستشار العلاقات العامة والاتصالات التسويقية – بأن مفهوم العلاقات العامة (PR) يتمحور حول جهود اتصالية منظمة ومستمرة تهدف لخلق علاقة مميزة وتعزيز التفاهم المتبادل بين المنشأة والجمهور الداخلي والخارجي بما فيهم العملاء أو المستهلكين وكذلك الموردين والمنشأت الأخرى بشتى أنواعها، فضلا عن وسائل الإعلام المختلفة، مستعرضا بأن الإعلام يمثل عملية اتصالية اجتماعية مؤثرة تهدف للتواصل مع الجمهور وتزويدهم بالأخبار والمعلومات والحقائق، مبينا بأن نمو التقنية وتعدد مفاهيم التسويق ساهم في بروز مصطلح الاتصال المؤسسي والذي شمل جميع الأنشطة الاتصالية ووظف الإعلام في التواصل في اتجاهين مع الجماهير المختلفة.
وتناولت الجلسة جانب التحول الرقمي وتأثيره في شتى مناحي الحياة، مما استدعى إعادة النظر في نماذج واستراتيجيات الأعمال، وأهمية جذب المواهب، فضلا عن دوره في زيادة الإنتاجية, وتحسين الخدمات / المنتجات وتوفير الوقت وتقليل الجهد المبذول و تسريع الأعمال اليومية وتحسين جودة وكفاءة العمليات, وتطوير الأداء ,والحد من الأخطاء، وتحسين وتطوير رحلة العميل وتحسين العائد على الاستثمار، مبينا بأن التحول الرقمي أحدث مشهداً جديداً في حياة الناس من خلال اعتمادهم على التطبيقات الإلكترونية، ونمو الاهتمام بالبيانات الضخمة، وعلوم تحليل البيانات، وتنامي التجارة الإلكترونية، إضافة لظهور تطبيقات المدن الذكية، والنقل الذكي، والتحول الحكومي والإعلام الرقمي.
وأكد المستشار أحمد العمودي بأن الدور الأبرز يعق على كاهل الإعلاميين أنفسهم للحفاظ على تنافسيتهم في ظل التحول الرقمي عبر استبدال الأساليب الإعلامية التقليدية بالرقمية، و التخطيط وتوفير الأدوات والاشتراكات اللازمة لمواكبة التحول الرقمي، وأهمية الانتقال للمنصات أو الوسائل الإعلامية التي تعتمد على الإنترنت، فضلا عن اكتساب مهارات جديدة تشمل تحليل البيانات، والتعامل مع التقنيات، والتفاعل مع منصات التواصل الاجتماعي، وتطوير أساليب إنتاج المحتوى اعتمادا على التقنية والتطبيقات الحديثة والحوسبة السحابية، وأتمتة عمليات إنتاج ونشر المحتوى، وتنويع قوالب المحتوى و الكتابة بعقلية محركات البحث، والاعتماد على الكلمات المفتاحية، ومراقبة سلوك العميل خلال رحلته في الوصول للمحتوى، وإدارة وتحسين توقعاته.
وتناول العمودي دور الإعلام في الاستفادة من خلال التقنيات الرقمية في التوعية بالتنمية وجوانبها، مبينا بأنه يتوجب على الإعلام المساهمة في الوعي بالمهارات الرقمية ومساندة الجهود الحكومية في تطوير قدرات الأفراد وتوعيتهم بالمهارات اللازمة وما يرتبط بمفاهيم المواطنة الرقمية أيضا، فضلا عن الاستعداد لوظائف المستقبل والمنافسة عالميا من خلال المشاريع الرقمية الناشئة، مشيرا إلى أن التنمية المستدامة تتحقق من خلال خمسة أبعاد استراتيجية تشملها التحول الرقمي وتتضمن الأسس الرقمية والابتکار الرقمي والاعمال الرقمية و الحكومة الرقمية والمواطن الرقمي، الأمر الذي يستدعي أيضا الاهتمام والإعداد لجيل اليوم، مستعرضا احصائية تشير إلى أن 71٪ من الفئة من 12 – 24 سنة يستخدمون الإنترنت مقابل ٥٧٪ من جميع الفئات العمرية.
واختتم العمودي حديثه بأن الرقمنة أصبحت ضرورة لتلبية متطلبات الجمهور، لذلك يجب اتباع الأنشطة الاتصالية نهجاً جديداً يعتني بالمحتوى الرقمي الفعّال والمفيد الذي يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الطموحة في التنمية والتطوير والتعامل مع مختلف القضايا، مؤكدا بأن التحول الرقمي ليس تهديدا لمهنة الصحافة، بل يعد فرصة مواتية لكل من يتبنى التغيير والتحول والانتقال لنماذج الأعمال الرقمية الجديدة، وأنه يجب أن تسهم الأنشطة الاتصالية بشكل واضح في الاستثمار في البشر وتنمية المجتمع.
يذكر بأن الجلسة تناولت دور الإعلام التنموي في إحداث التحول الاجتماعي بهدف التطوير وتعزيز عملية التنمية المستدامة، ودور المؤسسات الإعلامية وقادة الإعلام في التنسيق بين توجهات ومبادرات الدولة والمؤسسات الإعلامية من خلال الخطط المشتركة ، إلى جانب استعراض الفضاء الإعلامي ومدى تفاعله في طرح البرامج الإعلامية المتخصصة ونشر الثقافة الإعلامية المتطورة بما يتوافق مع المهنية والمصداقية فضلا عن دور إدارات الاتصال والإعلام في التميز والإبداع ومواكبة متغيرات أدوات الإعلام الجديد وإعادة صياغتها وتوظيفها في إحداث التأثير للوصول إلى شرائح المجتمع وفق المبادئ الوطنية الراقية.
يشار إلى أن ملتقى الإعلام والعلاقات العامة والذي نظمته جمعية الإعلام والعلاقات العامة في عنيزة “مراسم” بإشراف إمارة منطقة القصيم وبالشراكة مع غرفة عنيزة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة الإعلام والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، تحت شعار “نحو إعلام فاعل ومتفاعل”, وحظي بمشاركة نخبة من المتخصصين في مجالي الإعلام والعلاقات العامة من مختلف مناطق المملكة.