بسلاسة وحسّ تهديفي مفترس لمهاجمها كيليان مبابي، شقّت فرنسا حاملة اللقب طريقها إلى ربع نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، اثر فوزها الصريح الأحد على بولندا 3-1، وستلاقيها في موقعة نارية إنكلترا التواقة للقب ثان بعد 1966 اثر فوزها السهل على السنغال بطلة إفريقيا 3-0.
بعد افتتاح ثمن النهائي السبت بفوزين متوقعين للأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي على أستراليا 2-1 وهولندا على الولايات المتحدة 3-1 اللذين يلتقيان في ربع النهائي، جاءت نتيجة فرنسا وبولندا بحسب التوقعات رغم ضمّ الأخيرة الهداف المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، على غرار إنكلترا هاوية التأهل إلى الادوار المتقدمة في السنوات القليلة الأخيرة.
وستكون المواجهة الثالثة بينهما كأس العالم، بعد فوز إنكلترا 2-0 بدور المجموعات على أرضها عام 1966، و3-1 في الدور الأول من نسخة 1982.
بقيادة مبابي، أحد أفضل اللاعبين في العالم راهناً إذا لم يكن أفضلهم، قدّمت فرنسا مشواراً جيداً في الدور الأول بفوزين على أستراليا 4-1 والدنمارك 2-1، قبل أن يريح مدربها ديدييه ديشان تسعة لاعبين ويخسر أمام تونس 0-1 بعد أن كان قد ضمن تأهله.
لكن بعد اهدارها بعض الفرص مطلع المباراة أمام 40 ألف متفرج على استاد الثمامة المستوحى من شكل القحفية التقليدية، افتتح أوليفييه جيرو التسجيل قبل الاستراحة، رافعاً رصيده إلى 52 هدفاً مع الزرق ومتخطيا الرقم القياسي لتييري هنري، ليحقق “حلم الشباب بأن اتفوّق على +تيتي+. هذا فخر كبير”.
وعن احتفاله الحار مع مبابي الذي مرّر له الكرة الحاسمة، قال جيرو (36 عاماً) “كنت محبطاً لعدم ترجمة عرضية او اثنتين مطلع المباراة.. كنت راغباً بالتسجيل وهو يجدني بطريقة مناسبة”.
وترك مبابي أفضل ما لديه إلى الشوط الثاني مطلقاً تسديدتين رائعتين قتلتا أحلام بولندا ثالثة 1974 و1982 (74 و90+1)، منفرداً بصدارة الهدافين (5).
ورفع مبابي، نجم باريس سان جرمان ، رصيده إلى 9 أهداف في مشاركتين في كأس العالم، واصبح مرشحاً قوياً لنيل لقب هداف النهائيات.
وفي أول ظهور إعلامي له هذا المونديال، كشف من اصبح بعمر 23 عاماً و349 يوماً أصغر لاعب يسجل خمسة أهداف في الادوار الاقصائية من كأس العالم، منذ الاسطورة البرازيلية بيليه عام 1958 انه “مهووس” باحراز اللقب الثاني توالياً “بنيت موسمي حول هذه البطولة وأن أكون جاهزاً لها بدنياً ونفسياً”.
واستهل بطل 1998 و2018 الذي قد يصبح أول بلد يحتفظ باللقب منذ البرازيل في 1958 و1962 والثالث بالمجمل بعد إيطاليا 1934 و1938، البطولة على وقع سلسلة إصابات محبطة، أبرزها لحامل الكرة الذهبية المهاجم كريم بنزيمة ولاعبي الوسط نغولو كانتي وبول بوغبا، ثم بعد انطلاق المنافسات للمدافع لوكا هرنانديز.
قال مدربه ديدييه ديشان “لم تكن المباراة سهلة، لأن بولندا منظمة كثيراً وعملت على المرتدات. يوجد كيليان القادر على حل كل أنواع المشكلات. هذا الفريق متحد منذ البداية والنتيجة تؤكّد ذلك”.
أما مدرب بولندا تشيسلاف ميخنييفيتش، فقال “تخطى هذا الفريق دور المجموعات للمرة الأولى منذ 1986. كان هدفنا الرئيس. لا يوجد طريقة لايقاف مبابي مع الفورمة التي يقدّمها الآن”.
على بعد ساعة من الدوحة وفي استاد البيت الواقع بمدينة الخور، تخطت أنكلترا امتحانها الحذر بسهولة، عندما تفوّقت بثلاثية نظيفة على السنغال، لينتهي مشوار الأخيرة بعد ان بدأ بصفعة معنوية تمثلت باصابة هدافها وملهمها ساديو مانيه المصاب عشية البطولة.
يعطي رجال المدرب ساوثغيت انطباعاً مؤثراً بسحقهم إيران 6-2 افتتاحاً، قبل أن تفرملهم الولايات المتحدة بتعادل سلبي، لكن ماركوس راشفورد وفيل فودن حملا الفريق أمام ويلز (3-0) ليتأهل عن جدارة.
للمرة الثالثة في أربع مباريات، سجّل الإنكليز ثلاثة أهداف أو أكثر، ليخوضوا أمام فرنسا المباراة الثالثة لهم في استاد البيت الذي يتسع لأكثر من ستين ألف متفرّج.
وبتسجيل جوردان هندرسون (38)، هاري كاين (45+3) وبوكايو ساكا (57) أهداف إنكلترا، يكون قد سجل لها ثمانية لاعبين مختلفين حتى الآن، بينهم كاين الذي فكّ صيامه بعد أن أحرز في روسيا 2018 لقب الهداف (6) ورفع رصيده إلى 52 هدفاً دولياً بفارق هدف عن صاحب الرقم القياسي واين روني.
قال كاين بعد الفوز “3-0 أمام فريق جيد، تهانينا للشبان، الذهنية قوية منذ البداية وترجمنا فرصنا متى أتت. ثلاث مباريات دون أن تهتز شباكنا هو أمر هام”.
ويتابع “الأسود الثلاثة”، الباحثون عن أول لقب كبير منذ 56 سنة، مسارهم التصاعدي، فبعد سنوات من الابتعاد عن المباريات المتقدمة الحاسمة، بلغوا نصف نهائي مونديال 2018 ثم خسروا نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي أمام إيطاليا بركلات الترجيح.
في المقابل اخفق نجوم السنغال على غرار الحارس إدوار مندي والمدافع خاليدو كوليبالي، في كبح جماح الإنكليز ومواصلة حلم بلوغ ربع النهائي مرّة ثانية بعد 2002 في أول مشاركة لهم.