يعود السؤال الجدلي للتداول مجدداً : (من الأفضل ليونيل ميسي أم كريستيانو رونالدو؟)، وهو النقاش الذي يتجدد مع حضور النجمين ضمن قائمة منتخبيهما، للمرة الخامسة لهما في نهائيات كأس العالم، وهذه المرة في قطر.
من جهته يخوض ميسي، 35 عاماً، المونديال الخامس له مع الأرجنتين سعياً لرفع الكأس للمرة الأولى في مسيرته، والثالثة في تاريخ منتخب “التانغو” بعد لقبي 1978 و1986.
من جانبه يطمح كريستيانو، 37 عاماً، في قيادة منتخب البرتغال للتتويج بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، فعلى مدار سبع مشاركات سابقة لهذا المنتخب الأوروبي في البطولة كانت أفضل نتيجة حققها المركز الثالث عام 1966.
وكان ميسي قد خاض أول مونديال له في 2006 وهو ابن الـ19 ربيعاً، حينها أُقصي المنتخب الأرجنتيني من البطولة في الدور ربع النهائي على يد ألمانيا بركلات الترجيح، الأمر الذي بات به المنتخب الألماني بمثابة العقدة لميسي ولمنتخبه في نهائيات كأس العالم، ففي 2010 نجح منتخب “المانشافت” في إقصاء الأرجنتين مجدداً من الدور ربع النهائي، بالفوز عليه برباعية بيضاء، فيما كانت نسخة 2014 الأقرب لميسي ورفاقه وأكثر من أي وقت مضى للتتويج باللقب، إلا أن الأرجنتين وقعت في ذات الأزمة المتعلقة بضرورة تجاوز ألمانيا، ولكن هذه المرة في المباراة النهائية، وهو ما لم يحدث، بل أصر التاريخ إلا أن يعيد نفسه بخسارة أرجنتينية بهدف دون رد، وتتوج ألمانيا للمرة الرابعة في تاريخها.
وعن رحلة البرتغالي رونالدو في هذه البطولة الأهم على مستوى لعبة كرة القدم، فقد شارك كريستيانو أول مرة في ذات المونديال الذي شهد المشاركة الأولى للاعب الأرجنتيني ميسي، أي في نسخة 2006، وحصل منتخب البرتغال حينها على المركز الرابع، بعد هزيمته أمام ألمانيا بثلاثة أهداف لهدف، في حين كان مونديال 2010 أقل حظاً من سابقه للبرتغاليين إذ ودّع كريستيانو ورفاقه من دور الستة عشر بالخسارة أمام إسبانيا بهدف دون مقابل.
وفي النسخة التالية عام 2014 بالبرازيل، خرجت البرتغال من دور المجموعات بعد الهزيمة أمام ألمانيا برباعية بيضاء في المباراة الافتتاحية ثم تعادلت أمام الولايات المتحدة بهدفين لكل منهما، وأخيرا الفوز على غانا بهدفين لهدف سجل كريستيانو أحدهما.
وحول الأرقام القياسية المرتقبة للاعبين، فعلى مدار أربع مشاركات لكريستيانو رونالدو في كأس العالم خاض اللاعب 17 مباراة وأحرز سبعة أهداف، وفي قطر سيسعى لتحقيق إنجاز لم يشهده المونديال من قبل وهو إحراز الأهداف في خمس نسخ مختلفة من البطولة، فيما يسعى ميسي لتخطي الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا الذي خاض 21 مباراة مع “التانغو” في أربع نسخ من كأس العالم، في حين أن ميسي شارك في 19 مباراة أحرز خلالها 6 أهداف، إلى جانب ذلك يسعى القائد الأرجنتيني لتحقيق هدف آخر وهو تخطي إنجاز اللاعب الألماني السابق لوثار ماتيوس، صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات بنهائيات كأس العالم، بإجمالي 25 مباراة في خمس نسخ.
ويذهب محللو كرة القدم قبل إبداء وجهات نظرهم إلى مؤشراتٍ من شأنها ضمان الصواب لتوقعاتهم ورؤاهم، ومن هذه المؤشرات وضع اللاعبين الحالي مع فرقهم، وهو ما يذهب لصالح ميسي الذي يقدم موسما جيدا مع فريقه الفرنسي باريس سنجرمان، فيما العكس تماماً مع كريستيانو الذي يعاني مع فريقه الإنجليزي مانشيستر يونايتد، الذي غاب عنه في الموسم التحضيري للفريق، بسبب رغبته بالرحيل على أمل الانضمام لناد يشارك في دوري أبطال أوروبا، لأن الفريق الإنجليزي يشارك هذا الموسم في الدوري الأوروبي.
أخيراً.. ورغم أن الأمور تبدو أفضل لميسي إلا أن كريستيانو سيحاول كعادته تحويل الانتقادات إلى دافع أكبر لتحقيق الإنجازات، على طريقة أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه الذي قال: “كلما كان الأمر أكثر صعوبة، تزداد السعادة بالانتصار”.