أعلنت شركة كاليسيو Calysseo، وهي شركة مشتركة بين شركتي كاليستا Calysta الأمريكية واديسيو Adisseo الفرنسية المتخصصة في مجال الأعلاف الحيوانية، عزمها بناء مصنع في مدينة الجبيل الصناعية، لإنتاج 100,000 طن من البروتين المستدام، الذي لا يتطلب أي مكونات حيوانية أو نباتية، باستثمارات تتجاوز قيمتها مليار ريال.
وتأتي هذه الخطوة بالشراكة مع شركة قافلة الغذاء للصناعة Food Caravan Industrial Company ، حيث من المتوقع أن يبدأ تشغيل المنشأة الصناعية، التي سيعادل حجمها خمسة أضعاف حجم المنشأة في الصين، بحلول نهاية عام 2026، وذلك بعد استكمال الإجراءات المعمول بها في المملكة.
وكانت شركة كاليسو Calysseo قد أعلنت في وقت سابق نجاحها في بناء وتشغيل أول مصنع لإنتاج 20,000 طن من البروتين في الصين، حيث ينتج المصنع مادة Feedkind Aqua، التي تستخدم في إنتاج الأعلاف لمزارع الأسماك والروبيان.
وبهذه المناسبة قال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة كاليستا آلان شو Alan Shaw:” إن رسالتنا هي مساعدة العالم على تحقيق أحد أكثر أهدافه إلحاحاً وهو دعم الأمن الغذائي العالمي، وذلك في الوقت الذي من المتوقع أن يصل فيه تعداد سكان العالم 10 مليارات نسمه بحلول عام 2025، ولتحقيق هذا الهدف، نسعى إلى تأمين عنصر البروتين المستدام، من خلال بناء منشأة صناعية متخصصة في هذا المجال في المملكة العربية السعودية. ويعتبر هذا المصنع هو الثاني من نوعه، حيث تهدف هذه الخطوة إلى توفير ما يكفي من البروتين المستدام، لتلبية الطلب العالمي المتزايد من خلال إنتاجه في مناطق لا يمكن إنتاج البروتين فيها، وهذا هو سبب سعادتنا بإنشاء مصنع كاليسيو لإنتاج البروتين عالي الجودة في المملكة العربية السعودية، وستكون هذه المنشأة هي الثانية التي يتم بناؤها بحجم تجاري، وهي خطوة مهمة لتأمين إمدادات كافية من البروتين لتلبية الطلب العالمي المتزايد”.
وأضاف السيد/ شو: “إن تقنية التخمير المسجلة كبراءة اختراع للشركة قد اثبت كفاءتها لإنتاج البروتين عالي الجودة بفضل استخدامها للبكتريا المتجددة طبيعياً مما أتاح لنا إمكانية التوسع وزيادة الطاقة الإنتاجية لتلبية ذلك الاحتياج”.
وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج مكونات البروتين المستدام يتم من خلال تسخير عملية تحدث بشكل طبيعي لا تستخدم فيها مواد حيوانية أو نباتية وبدون استخدام للمياه أو الأراضي الزراعية، مما يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتأمين إمدادات بروتين عالي الجودة وغير معدل وراثياً، إضافة إلى احتوائه على مجموعة واسعة من الأحماض الأمينية والفيتامينات.
أما السيد/ جين–مارك دويلان، الرئيس التنفيذي لشركة أديسو، وهي إحدى شركات مجموعة Sinochem فقد قال: “تجسد هذه الخطوة علامة فارقة في مسيرتنا، حيث نهدف إلى توفير وسائل أكثر استدامة لإنتاج البروتين، كما تأتي هذه الخطوة انعكاساً لالتزامنا بتعزيز شراكتنا مع شركة كاليستا، حيث نسعى إلى المضي قدماً في تطوير هذه الصناعة، ونحن فخورون بشراكتنا مع كاليستا، التي تشاركنا أهدافنا في تعزيز استدامة سوق المكونات الغذائية في العالم”.
ومن جانبه، قال المدير العام لشركة كاليسيو السيد/ دينيس ليونج Dennis Leong: “إن إنتاج البروتين بالمملكة يمثل نقلة نوعية للمملكة والعالم، لدينا سعادة كبيرة ونحن نتقدم في خططنا لبناء منشأتنا الصناعية الثانية مباشرة”.
وفي هذا السياق، قال السيد/ صالح الشبنان – الرئيس التنفيذي لشركة قافلة الغذاء الصناعية: “من المنظور الوطني، فإن المشروع ينسجم مع رؤية المملكة 2030، كما يتماشى مع مبادرات المملكة واستراتيجياتها لضمان الأمن الغذائي، ويساهم في خلق فرص عمل نوعية للكوادر السعودية، وتوطين التقنيات المتقدمة في المملكة، إضافة إلى المساهمة في دعم سلاسل الإمداد الغذائية وخفض معدلات الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم”.
ويأتي بناء المنشأة الصناعية في المملكة بالتعاون مع وزارة الطاقة لضمان توفير اللقيم والطاقة اللازمة لتشغيل المصنع، والهيئة الملكية للجبيل وينبع التي حددت الموقع المناسب لبناء المصنع، كما يحظى المشروع بدعم مشكور من وزارة الاستثمار والمركز الوطني للتنمية الصناعية التابع لوزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة.
وقد تم التحقق من جودة وصحة مكونات بروتين كاليستا من خلال عدة تجارب أجراها العديد من الأكاديميين والإخصائيين، حيث ثبت أن مكون FeedKind Aqua يتمتع بفاعلية عالية كعنصر غذائي، وذلك عبر تجارب مكثفة على العديد من أصناف الأسماك الشائعة في مزارع الاستزراع السمكي، شملت القاروص، والدنيس والسلمون وغيرها.
كما أشارت جامعة كاسيتسارت Kasetsart University في تايلاند مؤخراً إلى فوائد مميزة لمكون FeedKind Aqua للروبيان حيث أوضحت أنه يؤمن لها نمواً قوياً وصحياً ويعزز تنشيط استجابتها المناعية ضد عارض Vibrio، العامل المسبب لمتلازمة النفوق المبكر، والذي منذ اكتشافه عام 2009، تسبب في إحداث فوضى في سوق الاستزراع السمكي الآسيوي، مما أدى إلى خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات.
كما حظي بروتين Calysta بالتراخيص والموافقات اللازمة للاستخدام في أعلاف الماشية وأغنية الحيوانات الأليفة في العديد من الأسواق العالمية، مما يوفر بديلاً صحباً لمكونات الأعلاف ويساهم في حماية التنوع البيولوجي.
وبحسب دارسة أجراها معهد الموارد العالمية، فإنه يتعين على العالم إنتاج كميات أكبر من المواد الغذائية وبنسبة 56%، مقارنة بالكميات المنتجة اليوم، وذلك يهدف إطعام سكان العالم، الذين من المتوقع أن يصل تعدادهم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050. ووفقا لتقرير Chatham House، الذي يحظى بدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، فإن النظم الغذائية العالمية تعد المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي.