شهد قطاع الرعاية الصحية تحديات هائلة على مدار السنوات القليلة الماضية، التي أثرت بدورها على قدرة القطاع على تلبية الطلب المتزايد على المنشآت والخدمات والمعدات الطبية. وقد وضعت هذه التحديات حكومات الدول حول العالم، سواء المتقدمة أو الناشئة أو النامية، أمام أزمة حقيقية.
إلا أن حكومة المملكة العربية السعودية، تحت قيادتها الرشيدة، تمكنت من التغلب على هذه التحديات من خلال الكثير من الإجراءات الحصيفة، وتوفير أفضل معايير الرعاية الصحية والمنتجات الطبية عالية الجودة.
وفي إطار جهودها لتعزيز قطاع الرعاية الصحية، ليس في المملكة فحسب، وإنما في مناطق متفرقة من العالم، أسهمت (سابك) بشكلٍ فاعل في قطاع الرعاية الصحية عبر عدة محاور، منها المنشآت الطبية التي تتولى تشييدها أو دعمها، ومنها التبرعات المالية أو العينية، ومنها المنتجات التي تقدمها للأسواق ولمقدمي خدمات الرعاية الصحية.
ونظرًا لأن الصحة تمثل واحدة من العناصر الأربعة الأساسية لاستراتيجية (سابك) في المسؤولية الاجتماعية، والتي تتوافق مع مسار “مجتمع حيوي” في رؤية المملكة 2030، تتولى الشركة حاليًا تشييد مستشفى (سابك) التخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان، الذي سيضم 150 سريرًا و25 عيادة خارجية، مع تقديم خدمات علاجية وتأهيلية. ودشنت كذلك “مركز منزل منتصف الطريق” لتأهيل المتعافين من الإدمان ودمجهم في المجتمع، كأول مركز من نوعه بالمملكة بالتعاون مع “وزارة الصحة” و”محافظة الدرعية” بمنطقة الرياض.
كما شملت إسهامات (سابك) في قطاع الرعاية الصحية دعم صندوق الوقف الصحي وإطلاق مبادرة الصحة العالمية من خلال 220 برنامجًا تنوعت بين توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية، وتقديم البرامج التوعوية والصحية، بالإضافة إلى دعم عدد من الجمعيات المتخصصة بأنماط متنوعة من الرعاية الصحية، ومن ذلك بناء مركز التوحد الأول بجدة وهو الأول من نوعه في المملكة، ودعم مركز أبحاث التوحد في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وكذلك مركز تمكن الشامل للتوحد بالمدينة المنورة، وإنشاء مراكز وعيادات للكشف المبكر عن سرطان الثدي، في 6 مدن سعودية، تستفيد منها 4,800 سيدة سنويًا، فضلًا عن دعم المنظمات والمستشفيات غير الحكومية في قارة آسيا من خلال 16 برنامجًا، استفاد منها أكثر من مليون شخص، في ثمان دول هي: الهند، وسنغافورة، وماليزيا، والفلبين، وتايلاند، وفيتنام، واليابان، وكوريا الجنوبية.
واستجابة من الشركة للمتطلبات العاجلة لمكافحة جائحة (كوفيد-19)، قدمت (سابك) ما يزيد عن 33,4 مليون دولار أمريكي في 30 دولة حول العالم، ووقعت شراكة استراتيجية مع وزارة الصحة، تضمنت تعزيز العمل المشترك في مسارات البحث والابتكار لتطوير الخدمات الطبية؛ إلى جانب رعاية عدة مبادرات منها “عش بصحة”، “عاذرينكم” ومبادرة “شكرًا” لتثمين جهود الكوادر الصحية.
أما على صعيد منتجاتها، فقد أطلقت وحدة العمل الاستراتيجية للبتروكيماويات في (سابك) وحدة “العناية الشخصية والرعاية الصحية” لتوسيع نطاق تركيز السوق وتلبية الطلب في السوق وتحسين عملية الابتكار مع شركات منتجات الرعاية الصحية. وواصلت (سابك) الإسهام بصناعة المواد الأساسية التي تُستخدم في باقة واسعة من المنتجات والمستلزمات المستخدمة في الرعاية الصحية مثل الكمامات، ومواد التعقيم، والأقنعة الطبية، وواقيات الوجه، والقفازات، والنظارات الواقية، وأقنعة التنفس، وأجهزة التشخيص وغيرها. كما تتعاون الشركة بشكل متواصل مع المصنعين المحليين لتطوير قطاع الصناعات الطبية في المملكة، في حين تدخل مواد الشركة عالية الجودة في العديد من منتجات العناية الصحية والشخصية التي يتم إنتاجها من علامات تجارية عالمية، والتي تعد اليوم من أساسيات الوقاية وحماية صحة المجتمعات والأطقم الطبية.
ونظرًا لأن سلامة المرضى تمثل أولوية دائمة، تستخدم المنشآت الطبية مواد التعقيم الكيميائية القوية، للتغلب على مخاطر العدوى. إلا أن التعقيم باستخدام المطهرات القوية يمكن أن يؤدي إلى تشقق الأجهزة وتلفها مع الاستخدام والتعقيم المتكرر. وبدورها، تقدم (سابك) العديد من المنتجات والحلول المبتكرة التي تركز على مساعدة قطاع الرعاية الصحية في خفض التكاليف، حيث تقدم للقطاع حلول البلاستيكيات الحرارية الهندسية المعززة بألياف الكربون ذي المرونة العالية، والتي توفر فرصة مواتية لمصنعي الأجهزة الطبية تمكّنهم من التحول من استخدم المعادن التقليدية أو المواد المحشوة بالألياف في تطبيقاتهم، إلى استخدام البلاستيك عوضًا عنها. تتميز هذه المنتجات بمقاومتها لتأثير المواد الكيمائية، التي تناسب صناعة صناديق وهياكل الأجهزة الطبية، بما يسهم في تلبية مجموعة واسعة من المتطلبات المتعلقة بكفاءة الأداء والعمر الافتراضي للأجهزة، بما في ذلك معدات التشخيص وأجهزة التصوير بالأشعة وأسرة المستشفيات، وأدوات اختبار تشخيص فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بالإضافة إلى أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة العناية المركزة.
وتواصل (سابك) جهودها في الابتكار والتطوير لدعم وتعزيز قطاع الرعاية الصحية، وكذلك إسهاماتها المجتمعية داخل المملكة وخارجها بهدف خدمة الإنسانية، حيث يأتي الإنسان على رأس أولويات (سابك)، ومن ثم تأتي الصحة في طليعة الاهتمامات التي تسعى لتعزيزها، سواء كان ذلك بين موظفيها، أو في المجتمعات التي تعمل فيها، والعالم أجمع.