تحتفي منظومة دول العالم ومن ضمنها المملكة باليوم العالمي للغذاء الذي يوافق 16 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم الذي أعلنته منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ، حيث يتم الاحتفاء بهذا اليوم على نِطاق واسع مِن قبل العديد من المنظمات المعنية بالأمن الغذائي، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي.
وتُشارك منطقة جازان مع مناطق المملكة في الاحتفاء بهذه المناسبة؛ للتعريف بجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في تطوير القطاع الزراعي والسمكي والحيواني، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م؛ لتعزيز الأمن الغذائي واستدامة الموارد الطبيعية وتحقيق الوقاية، ورفاه المجتمع الزراعي وتطوير المساهمة الاقتصادية.
وتمتلك مساحات زراعية تزيد عن “2.088.608 ” دونم ، وتمتلك كذلك بعدًا اجتماعيًا لارتباط الزراعة بحياة الأهالي كنشاط اقتصادي بارز وموروث اجتماعي قديم ، فضلًا عن وفرة الموارد الأساسية للزراعة حيث خصوبة التربة والمناخ المناسب لزراعة مئات الأنواع من الأشجار والمياه الجوفية المتجددة والعذبة والأمطار والسيول المتدفقة على مدار العام .
وأثمرت الجهود الميدانية لفرع الوزارة بمنطقة جازان في بناء قطاع مستدام، يحقق أهداف التنمية الزراعية المستدامة، وذلك من خلال تطوير النظم وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتعزيز قدرات التجارب والأبحاث العلمية وتحسين جودة الزراعة، ونشر التجارب والأبحاث ، ودعم المزارعين والتوسع في زراعة الفواكه الاستوائية حتى أصبحت منطقة جازان تضم بين أراضيها الزراعية نحو 4,336,832 شجرة من خمسة أنواع من أشهر الفواكه الاستوائية وهي: (المانجو والتين والموز والجوافة والبابايا)، والتي يبلغ إنتاجها السنوي 107,305 أطنان.
ويقوم المزارعون في جازان بزراعة الفواكه الاستوائية لجدواها الاقتصادية، حيث تضم المنطقة حاليًا 498,206 أشجار تين تُنتج سنويًا 2000 طن، إلى جانب 1,159,844 شجرة موز تُنتج نحو 34,795 طنًا سنويًا، وكذلك 10,366 شجرة جوافة تُنتج سنويًا 310 أطنان، و 104,953 شجرة بابايا تُنتج 5200 طن سنويًا، بالإضافة إلى 1,000,000 شجرة مانجو تُنتج سنويًا 65,000 طن.
كما ترفد جازان الأسواق المحلية بنحو 600,000 طن سنويًا من أنواع مختلفة من الخضار من أهمها الطماطم ، والكوسة ، والخيار ، والباذنجان ، والبامية ، والفلفل ، والملوخية ، والفجل ، والجرجير ، والبطيخ ، والقرع ، والتي تُزرع على مساحة قدرت بأكثر من 4600 هكتار ، إلى جانب الذرة الشامية التي تشتهر المنطقة بزراعتها ، والسمسم ، والدخن ، والفول السوداني ، وفول الصويا، فيما بلغت مساحة الزراعات البعلية 60,106 هكتارات ، وبلغ إجمالي المدرجات الزراعية في الزراعة البعلية 8641 مدرجًا زراعيًا .
وخطى فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة خطوات واسعة في تنفيذ مشاريع تأهيل المدرجات الزراعية في جازان، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، وتطوير الزراعة المحصولية، وذلك لتوفير كميات كبيرة من المياه، ورفع كفاءة استخدامها في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية، وزيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، وذلك عبر برنامج تطوير التنمية الريفية الزراعية المستدامة واستهداف قطاعات واعدة ، وشجعت ودعمت المزارعين وصيادي الأسماك والنّحالين ومربي الماشية ببرامج دعم متنوعة من خلال منصة ريف وصناديق الدعم المتخصصة وبرامجها المتعددة مما خفف الأعباء عليهم ودفعهم للتوسع في نشاطاتهم .
وتحتضن محافظات الداير وفيفاء والعارضة والعيدابي والرّيث وهروب بمنطقة جازان حاليًا 332,857 شجرة بُن منها 203,504 أشجار مثمرة ، فيما يزيد إنتاج مناحل المنطقة عن 122,000 كيلو جراماً من العسل سنويًا .
وتُسهم المنطقة بإنتاج نحو 10,460 طنًا متريًا من الأسماك سنويًا عبر مياهها الإقليمية حيث يبلغ نحو 35% من الإنتاج السمكي من البحر الأحمر، ونحو 20٪ من الإنتاج الكلي للمملكة.
ووفقًا لتقديرات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان فإن الثروة الحيوانية في المنطقة تزيد عن 3,977,414 رأسًا من الماشية تشمل 1,721,193 رأسًا من الضأن، و 2,103,172 رأسًا من الماعز، وكذلك 95,391 رأسًا من الأبقار، و 57,379 رأسًا من الإبل ، إلى جانب مشرعات الدواجن التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1,944,000 في السنة من الدجاج اللاحم ، حيث تسعى الوزارة إلى المحافظة على الثروة الحيوانية بالمملكة وإنمائها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية ذات الأصل الحيواني، والسيطرة على جميع الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان وتطبيق الإجراءات الوقائية للحيلولة دون انتشارها ، ودعم مربي الماشية ومشروعات الدواجن ، كما يقدم فرع الوزارة بالمنطقة الخدمات لمربي الماشية عبر العيادات والصيدليات البيطرية البالغ عددها 25 عيادة وصيدلية منتشرة في محافظات المنطقة، حيث تقوم بمهام الاستقصاء الوبائي والكشف العلاجي والتحصينات الوقائية.
كما أسهم برنامج ” ريف ” التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة، في دعم المزارعين والأسر الريفية المنتجة بجازان، سعيًا لخلق تنمية ريفية وزراعية مستدامة، وتعزيز قدرات المنتجين الزراعيين بدعم عدد من القطاعات التي تشمل منتجات البن العربي ، ومنتجات المحاصيل البعلية ، ومنتجات الثروة الحيوانية ، ومنتجات الفواكه ، وقطاع النحل وإنتاج العسل ، ومنتجات الثروة السمكية ، وقطاع الورود ” الفُل”.
وتسعى الوزارة كذلك لطرح العديد من الفرص الاستثمارية لمشاريع زراعية وحيوانية بمختلف مناطق المملكة ومنها منطقة جازان، بهدف إنتاج خضروات وفواكه عالية الجودة، ودعم عمليات ترشيد واستهلاك المياه في عمليات الري، وزيادة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي بالمملكة وفق أهداف رؤية المملكة 2030.