أعلنَ صاحبُ السموِّ الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة إطلاق ملتقى مكة الثقافي في دورته السابعة تحت شعار ” كيف نكون قدوة في تطوير العشوائيات؟”.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة :” يأتي موضوع الملتقى هذا العام متزامناً مع ما تشهده مدن المنطقة من مشاريع لتطوير الأحياء العشوائية,التي تحظى بدعم لا محدود من لدن خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود, وسموِّ وليِّ عهده الأمين – حفظَهما الله –اللذين يوليان مشاريع التنمية أهمية بالغة “, حاثاً سموُّه الجهاتِ الحكوميةَ والأهليةَ والأفرادَ في المنطقة على المشاركة الفاعلة في الدورة الحالية للملتقى وصولاً لتحقيق الأهداف المرجوة التي تسهم في توفير بيئة حضارية لأبناء المنطقة.
ويأتي الملتقى في دورته السابعة ليعزِّز الجهود المتسارعة لتطوير العشوائيات في مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة، بهدف تأصيل مفهوم «أنسنة المدن» كأسلوب عصري يبني إنسان المنطقة وينمي مكانتها بما يحقق الاستدامة البيئية للأحياء السكنية, لينعكس إيجاباً على الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية؛ بما يسهم في رفع تنافسيتها الاقتصادية مع المدن الأخرى.
وتركِّز رؤية الملتقى في دورته الحالية على تحقيق ريادة فكرية تنموية، تدعم الجهود القائمة لتطوير العشوائيات وفق خطط إبداعية محفزة، وستعمل الجهات الحكومية والأهلية وأبناء المنطقة على تقديم مبادرات تشاركية إبداعية وبرامج تطويرية تحقق أهداف الملتقى لهذا العام.
ويتطلع ملتقى مكة الثقافي من خلال فعالياته وبرامجه المتنوعة, إلى بناء سلوكيات القدوة الحسنة لتطوير العشوائيات، وتحقيق التميز في بناء مجتمع متطور عبر تحسين مستوى الأداء والارتقاء بالخدمات في المنطقة، وتحقيق التميز فـي بناء مجتمع عصري متطور, إضافة إلى تعزيز مفهوم أنسنة المدن بإشراك جميع القطاعات وتسهيل المعوقات من أجل تكاملها وصولاً لتحقيق أهداف الملتقى.
وأسهم ملتقى مكة الثقافي خلال دوراته السابقة بدعم أميرِ منطقة مكة المكرمة وسموِّ نائبه صاحبِ السموِّ الملكي الأمير بدر بن سلطان, في تأصيل مفهوم القدوة وتطبيقاتها في مجتمع منطقة مكة المكرمة، فيما يستهدف هذا العام تحقيق مفهوم القدوة وتطبيقها في تطوير العشوائيات لبناء السلوك الصحيح وتنمية الخدمات وزيادة فاعلية مجتمع المنطقة, ولتحقيق ذلك تم تحديد 4 ركائز إستراتيجية تتمثل في تعزيز تطوير المدن وتخليصها من العشوائيات، وتفعيل دور المجتمع والأفراد بما يحقق الاستدامة، وتشجيع أنسنة المدن لأسلوب حياة أفضل، ودعم المبادرات التطويرية ذات الأثر المكاني والإنساني.
وتأخذ فعاليات الملتقى في الدورة الحالية تحقيق عدّة أهداف تتمثل في إيجاد بيئة آمنة ذات جودة عالية، وأحياء سكنية مستدامة، وتحقيق التكامل بين تنمية المكان وحياة الإنسان، إلى جانب أنسنة المدن لتكون صديقة للإنسان من حيث بنيتها ومكونات بيئتها العمرانية، وتفعيل دور الأمانات والجامعات والجهات، أيضاً تهيئة منظومة خدمية متكاملة تلبِّي الاحتياجات وتحفيز المشاركة الفاعلة للمجتمع والأفراد بما يحقق الأثر المكاني والإنساني.
ويحرص ملتقى مكة الثقافي على مواءمة أهدافه مع مهام الإمارة المنبثقة من نظام المناطق ورؤية المملكة 2030 التي ستكون منهجاً وخارطة طريق للعمل التنموي والاقتصادي وفق عدَّة محاور إستراتيجية تخضع لبحوث ودراسات ومقياس أداء لضمان نتائجها، وتتمثل المحاور في وطن آمن ومستقر وذلك عبر رفع الوعي بإجراءات الأمن والسلامة، وأداء حكومي متميز يأخذ في الاعتبار تنمية وتعزيز الروابط بين المواطن والجهات والأجهزة التابعة للإمارة وبناء نظام تواصل وقياس رضا متكامل، ومحور الرفاهية الاجتماعية الذي يسعى إلى زيادة المساحات الخضراء وأماكن ممارسة الرياضة المفتوحة ونشر ثقافة الحياة الصحية، كذلك دعم التنمية العمرانية وحلِّ مشكلات السكن العشوائي بشكل متوازن في جميع أرجاء المنطقة بما يتوافق مـع عناصر المخطط الإقليمي وخفض مستوى التلوث وحماية الأماكن المهددة بيئيا.
ويعمل المحور الثالث الذي يحمل عنوان اقتصاد متنوع ومستدام, على تشجيع بيئة ريادة الأعمال في المنطقة وتحفيز رواد ورائدات الأعمال من أجل بلوغ الريادة في هذا الجانب، فيما يركز المحور الرابع على الاحتفاء بالتراث وخدمة رائدة لضيوف الرحمن, وذلك عبر تطوير البنية التحتية وأنظمة النقل والخدمات المرتبطة بالحجاج والمعتمرين والزوار، وزيادة الاستيعاب.
ويتخلَّل الملتقى في دورته الحالية تنظيم برامج وفعاليات متنوعة ومبادرات مؤسسية تقدمها الجهات الحكومية والخاصة في المنطقة بشكل منفرد، كذلك مبادرات للأفراد يقدمها أبناء المنطقة، وسوف يقدم الملتقى مجموعة من الجوائز النوعية لدعم وتحفيز المبادرات والبرامج المقدمة, وهي جوائز الإبداع للمبادرات المؤسسية حيث يتضمَّن هـذا الفرع جوائز مخصصة للجهات المشاركة في فعاليات الملتقى، كذلك جوائز الإبداع للمبادرات الفردية وتمنح للمشاركات الفردية كمبادرات تطويرية يتم من خلالها تكريم المراكز التي قدمت أفضل مبادرات فردية للملتقى.
ويتخلل الملتقى فعاليات وبرامج من أبرزها حلقة نقاش صناعة المبادرات التطويرية وتعزيز الأثر، تحدي جامعـة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أيام مكة للبرمجـة والـذكـاء الاصطناعي، والـحديقـة الثقافـية، الأسبوع الثقافي ومعرض المبادرات والحفـل الختامـي، كما سيتم عقد حلقة نقاش لصناعة مبادرات تطوير العشوائيات يشارك فيها مهتمون ومؤثرون وخبراء في مجال تطوير المدن والجهات المعنية, ويعملون على صياغة مبادرات وبلورة أفكار إبداعية للارتقاء بحلول أنسنة المدن وتطويرها , وصناعة مبادرات تعزِّز مفهوم القدوة في تطوير المدن ورفع مستوى الخدمات في أحياء المنطقة.
ومن المبادرات النوعية الصالون الثقافي, ويعقد بشكل دوري شهري بمشاركة عدد من الوزراء الذين يتطرقون إلى المشاريع التطويرية التي تجري حالياً في المنطقة، ويُدعى له عدد من الرواد والمهتمين بالثقافة، والتنمية، ووسائل الإعلام؛ ويناقشون جملة من الأفكار والمقترحات التطويرية لمنطقة مكة, فيما تتولى أمانة الملتقى جمع الأفكار التطويرية وتنقيحها وإرسالها للجهات ذات العلاقة للاستفادة منها، ومن المبادرات واحة التنمية والابتكار بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تحتضنها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهي عبارة عن حاضنة ومسرّعة أعمال تقدم مجموعة من البرامج والنماذج التطويرية، ويُدعى لها خبراء ومبتكرون ومهتمون بالشأن التنموي، بالإضافة إلى طلبة الجامعات الموهوبين الذين سيعملون على الخروج بنماذج أولية وحلول تطويرية ونماذج خلاقة وإبداعية؛ تسهم في إظهار الوجه الحضاري لمنطقة مكة المكرمة ومحافظاتها وتحسين المشهد البصري لها.