ضمن فعاليات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي نظمتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، وفي إطار التبادل المعرفي، وجهود المملكة لريادة البيانات اختتم نخبة من طلاب وطالبات الدراسات العليا في مجال الذكاء الاصطناعي في عدد من الجامعات العالمية مشاركتهم في القمة التي نظمتها “سدايا” في الفترة من 13 إلى 15 سبتمبر الحالي 2022، برعاية كريمة من سمو ولي العهد.
وجاءت مشاركة الطلاب المبتعثين السعوديين وطلاب الجامعات العالمية، ضمن مبادرة التبادل المعرفي التي أطلقتها “سدايا” واستضافت على ضوئها بجانب الطلاب السعوديين، عدد 20 طالباً وطالبة، من جنسيات مختلفة من أمريكا، وبريطانيا، والهند، والأردن، والجزائر، وكوريا الجنوبية، ونيجيريا، والذين يدرسون في جامعات ومعاهد عالمية شهيرة منها جامعة السوربون في باريس، وجامعة أكسفورد، وجامعة كلية لندن، ، وجامعة دورهام ، وجامعة نوتنغهام ، وجامعة ساسكس في بريطانيا ، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وكلية الملك في لندن. وجاءت المبادرة من “سدايا” في إطار مساعي الهيئة لجذب القدرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز دور الشباب المتميز انطلاقاً من رؤية المملكة 2030، وتطلعاتها لتمكينهم من قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة والمنطقة والعالم.
وضمن برنامج اليوم الأول تنقل ضيوف المبادرة بين فعاليات برنامج القمة، ودخل مجموعة منهم لمنارة الذكاء الاصطناعي بعدها انطلق الجميع إلى جامعة الأميرة نورة حيث سجل الطلاب والطالبات زيارة للمكتبة المركزية، ووقفوا على تجربة “الذراع الآلي”؛ الجهاز الذي ينفذ طلبات استعارات الكتب في مكتبة الجامعة. بعدها زار الوفد الطلابي صالة المخطوطات التراثية في المكتبة. وفي إطار الحوارات المفتوحة التي تتبناها المبادرة وتثري المعرفة، انعقد اجتماع ودي بين طالبات الذكاء الاصطناعي، نوقش فيه العمل في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي والفرص المستقبلية. بعدها قام الوفد بزيارة مركز المحاكاة بالجامعة، ووقفوا على حالات المحاكاة الطبية والجراحية في المركز.
وفي اليوم الثاني حظي الطلاب والطالبات بلقاء معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي د. عبدالله بن شرف الغامدي ودار حوار إيجابي حول أعمالهم في مجال الذكاء الاصطناعي. بعدها زار الوفد جناح جامعة الملك سعود والتقوا برئيسة مركز الذكاء الاصطناعي في الجامعة د. هبة الجبرين، واطّلعوا على مشاريع طلاب الجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما زار الوفد المركز الوطني للذكاء الاصطناعي NCAI التابع لسدايا وخاضوا حوارًا مع باحثي المركز حول أعمالهم ومجالات التعاون المستقبلية.
وعقب حضورهم لفعاليات اليوم الثالث للقمة، تواصلت الزيارات وقام الوفد الطلابي بزيارة لمختبر الذكاء الاصطناعي بجامعة الفيصل وقفوا خلالها على تجربة الجامعة ومشاريع الطلاب في هذا المجال. ليختتم الوفد برنامجه بزيارة لقصر المصمك تعرفوا خلالها على قيمة القصر كمعلم سعودي أثري وتاريخي يقع في قلب العاصمة السعودية الرياض.
وبهذه المناسبة أوضح معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، أن مبادرة التبادل المعرفي، قد تم تصميمها لتحقيق جملة من المكاسب منها، إشراك الطلاب الزوار في حوارات التبادل المعرفي لاستكشاف فرص التعاون المستقبلي، وتعريفهم بجهود المملكة في ريادة مجال البيانات والذكاء الاصطناعي ومستقبل القطاع خلال رحلة سيقودها الطلاب السعوديين مع زملائهم من الطلاب الأجانب في الجامعات العالمية. أيضاً تسهم المبادرة في تفعيل دور الشباب السعودي المتميز ودخولهم في حوار حقيقي ينمي روح القيادة لديهم ويظهر قدراتهم المعرفية بما يعزز موقف المملكة في ريادة مجال البيانات والذكاء الاصطناعي. وأشار معاليه إلى أن المبادرة تتيح المجال لتبادل المعرفة واستكشاف فرص التعاون المستقبلي عبر حوار بناء يجمع الشباب السعودي وطلاب الدراسات العليا في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد معالي الرئيس عبدالله الغامدي، أن مبادرة التبادل المعرفي تلعب دوراً هاماً في إبراز البعد الحضاري للمملكة، وتمكين الطلاب من إظهار النماذج الحضارية وتاريخ المملكة، ومدى إظهار هذه الجوانب الحضارية وجهود المملكة التنموية في مختلف المجالات بما فيها مجال البيانات والذكاء الاصطناعي. وكشف الغامدي، أن “سدايا” تتطلع من خلال المبادرة لبناء شراكات نوعية تدعم جهودها في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وتساعد بجذب القدرات العالمية التي تحقق الإضافة.
وعلى مدى ثلاثة أيام من 13 إلى 15 سبتمبر الحالي شكلت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، منصة سنوية جمعت 1500 من الخبراء والمختصين والأكاديميين، والرؤساء التنفيذيين لكبرى شركات التقنية في العالم، وقادة الفكر والمبدعين وصناع القرار في القطاعات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الشركات الرائدة والمستثمرين ورجال الأعمال؛ لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجالات متفرقة.
وتهدف النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) إلى إثراء الحوار والتبادل المعرفي بين الشركاء والمتحدثين والحضور، حول كيفية تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم الحلول المناسبة للمشاكل المعقدة، وتمكين الشركات وتشكيل صورة المستقبل لتحويل المجتمع من الرؤى المحلية والإقليمية إلى الإطار الاقتصادي الموحد. وبالفعل فقد ناقشت الجلسات الرئيسية، وورش العمل وحلقات النقاش، والمعرض المصاحب للقمة، تقنيات الذكاء الاصطناعي وحالات استخداماتها الحالية في شتى مناحي الحياة، بهدف قيادة الطريق إلى المستقبل. وتناولت قمة الرياض مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي، وكيفية تطويره والاستفادة منه بهدف حل أبرز التحديات حول العالم، حيث استعرض صناع التغيير ورواد هذا المجال تأثير الذكاء الاصطناعي مستقبلاً على الإنسان والشركات والمؤسسات الحكومية. أيضاً ركزت القمة على مناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول لتقنياته، وذلك بهدف ضمان أن يكون المستقبل حقيقة وليس خيالاً علمياً، حيث قام المشاركون باستعراض عدد من الموضوعات والأطروحات المتعلقة بتنظيمات الذكاء الاصطناعي.
وعلى ضوء الحضور النوعي والنجاح الكبير لفعالياتها، ينتظر أن تسهم القمة في الارتقاء بمكانة المملكة نحو الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات، وإطلاق القيمة الكاملة للبيانات باعتبارها ثروة وطنية لتحقيق طموحات رؤية المملكة 2030، من خلال تحديد التوجه الاستراتيجي للبيانات والذكاء الاصطناعي، والإشراف على تفعيله عبر حوكمة البيانات، وتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي.