واصلَت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية أعمالَها لليوم الثاني على التوالي بحضور كبير من عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمعالي رؤساء الهيئات الحكومية والخبراء والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي من مختلف دول العالم ورؤساء شركات التقنية والاتصالات والأكاديميين والباحثين من أرقى الجامعات والمعاهد في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وشَهِدَ هذا اليوم جلساتٍ تخلَّلها حواراتٌ علميةٌ متنوعةٌ منها جلسة بعنوان “دور التصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي في مجال الصناعة والتعدين” شارك فيها معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريِّف ليؤكد في كلمة له أهمية التصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي في مجال الصناعة والتعدين ودورها في دعم وزيادة الإنتاجية، مبينًا معاليه أن التصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي في مجال الصناعة والتعدين يسهم في تحسين الموثوقية وتعزيز سلامة الموظفين، وجعل صناعاتنا أكثر استدامة، حيث تمتلك المملكة أكثر من 10 آلاف مصنع تشكِّل 11 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بمعدل نمو سنوي قدره 10%.
كما شهدت القمة تدشين معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، ومعالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، ومعالي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد مسابقة “سمارتاثون” تحت عنوان “تحدي المُدن الذكية”؛ بهدف تطوير حلول حديثة لتحسين المشهد الحضري بمُدن المملكة والتوصل إلى حلول تقنية تسهم في الكشف عن مظاهر التشوه البصري والحد منها.
ووَقَّعَت “سدايا” اتفاقية مع الاتحاد الدولي للاتصالات “ITU” لتطوير إطار عمل عالمي لقياس جاهزية الذكاء الاصطناعي ومساعدة دول العالم على مشاركة وتبنِّي أفضل ممارسات الذكاء الاصطناعي، والأطر التنظيمية والإصلاحات المؤسسية اللازمة للبلدان لتسخير جميع إمكانيات الذكاء الاصطناعي من أجل خدمة البشرية.
وفي إحدى الجلسات الحوارية تحدَّث معالي مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسَّامي عن عمل وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام “القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة” والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” لوضع شراكة إستراتيجيه لتطوير عدد من الخوارزميات الهادفة إلى تحسين الخدمة المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي، وذلك في إطار ما يجده الحرمان الشريفان من متابعة واهتمام من خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز آل سعود، وسموُّ وليِّ عهدِه الأمين حفظَهما الله.
كما شهدت القمة اليوم إعلانَ انضمام المملكة ممثلة في “سدايا” إلى شراكة التنمية الرقمية تحت مظلة البنك الدولي، وهي شراكة تعاونية بين القطاعين العام والخاص؛ لمساعدة الدول النامية على الاستفادة من الابتكارات الرقمية؛ لحلِّ بعض القضايا الأكثر تحدياً ، وبصفتها عضواً جديداً في هذه الشراكة ستسهم المملكة بدعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز تطوير قدرات البيانات، وتسريع استخدام الأدوات الرقمية، ومشاركة خبرات المملكة وقدراتها؛من أجل تحقيق النمو المستدام والتنمية الاقتصادية.
علاوة على ذلك أطلقت المملكة مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي قامت بإعدادها؛ لتسهم هذه المبادئ بتسهيل التطبيق العملي للأخلاقيات في أثناء مراحل دورة حياة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما تسهم في دعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة بما ينعكس على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها المملكة للأفراد ويضمن الاستخدام المسؤول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وفي جلسة بعنوان “تصور النظام البيئي لاعتماد الذكاء الاصطناعي” أطلقت وزارة الصحة والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” النموذج الأولي لبرنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، كما تضمَّن توقيعَ حزمة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاعين العام والخاص شملت المجالات الصحية والتقنية والفنية، إلى جانب إطلاق جملة من المبادرات،وعقد ورش عمل استعرضت استخدامات الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية حظيت بتفاعل جماهيري كبير مع أركان وأجنحة المعرض المصاحب للقمة.
وأُطلق -اليوم كذلك- أولُ مركز متخصص في حلول الاستدامة وتطبيقاتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة تحت مسمى “مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة”AIEWA كذلك أطلقت SDAIA و MEWA و Google Cloud and Climate Engine برنامج مراقبة الأرض والعلوم الذي يعتمد على تكنولوجيا مراقبة الأرض والذكاء الاصطناعي (AI) لتوفير حلول الاستدامة التي من شأنها معالجة مخاطر تغير المناخ ، وتعزيز حماية البيئة في المملكة والمنطقة،التي من شأنها أن تساعد المملكة في تحقيق الطموحات الوطنية المتعددة مثل: تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م بهدف تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060م، وزراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030م.
وُكشف اليوم عن إنشاء سدايا ووزارة الصحة مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصحة (AIH) لدعم وتوحيد الجهود الوطنية لتطوير المعرفة والخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقيادة البيانات التي تركز على الصحة وابتكارات الذكاء الاصطناعي، كما أعلنت “سدايا” ممثلةً بالمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، إطلاقَ نظام “صوتك” المتقدم لتحويل الكلام إلى نصوص اعتماداً على تقنيات التعرُّف على الصوت بالتعاون مع الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي “سكاي” المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.ومن المقرر أن تواصلَ القمةُ أعمالَها يوم غد لليوم الثالث والأخير، إذْ ستعقد عددًا من الجلسات وورش العمل التي تبحث واقع الذكاء الاصطناعي في الحاضر والمستقبل.