استعرضت المملكة العربية السعودية تقدمها المحرز في أهداف التنمية المستدامة، خلال أعمال المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة 2022، الذي يعد منصة الأمم المتحدة الأساسية لمتابعة ومراجعة التقدم المحرز في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، والمنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك برعاية المجلس الاقتصادي الاجتماعي.
وعلى هامش أعمال المنتدى، عقد وفد المملكة جلسة افتراضية، بعنوان “جهود المملكة نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030″، بقيادة وزارة الاقتصاد والتخطيط، وممثلين من وزارة التعليم، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة العامة للإحصاء، مؤكدين التزام المملكة الكامل بتسريع خطط التنمية المستدامة بالشراكة والتنسيق مع المجتمع الدولي.
وناقش الوفد في الجلسة، التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة، وأبرز إسهامات المملكة الحالية وخططها المستقبلية في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة لعام 2030، التي تناولت 5 أهداف في إطار التنمية المستدامة، وهي: التعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والحياة تحت الماء، والحياة في البر، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وحول جهود المملكة في إطار الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهو التعليم الجيد، استعرض الوفد التقدم المحرز للمملكة وخططها للاستثمار في طاقات شبابها، بوصفهم موطن قوة وعامل مؤثر في رسم خارطة مستقبل المملكة ورؤيتها الطموحة، إذ أنّ ما يقارب من 40% من سكان المملكة تقل أعمارهم عن 25 عامًا، لذا تسعى المملكة في هذا الإطار إلى فتح مسارات تعليمية جديدة لشرائح كبيرة من الشباب، وتمكين التعليم الإلكتروني وتضمين المهارات الرقمية في العملية التعليمية.
وفيما يخص هدف المساواة بين الجنسين فقد تحدّث الوفد السعودي عن التطور الكبير الذي عملت عليه المملكة، وهدفها في رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، كما أنّ دراسة البنك الدولي “المرأة والأعمال والقانون 2020” قد تحدثت عن التحسينات الهائلة التي عملت عليها المملكة في هذا السياق، والدرجة التي حققتها في عام 2021 والتي بلغت 80%، وهي أعلى من درجة عام 2020 البالغة 70.6%.
وتناول الوفد المشاريع العلمية والتكنولوجية الرائدة التي تعمل عليها المملكة لحماية الحياة تحت الماء، مشيرًا للبعثة المشتركة التي نفذتها بالتعاون مع “أوشن إكس” التي استمرت على مدى ستة أسابيع على متن سفينة “أوشن إكسبلورر OceanXplorer”، التي سينتج عنها أبحاث علمية جديدة ومعرفةً أوسع حول النظم البيئية البحرية في المملكة، وزيادة الحماية للشعب المرجانية والبيئة البحرية.
أمّا عن هدف حماية الحياة على البر، فتمّت الإشارة لخطط المملكة للوقاية من التصحر، ومبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا وزراعة 10 مليارات شجرة محليًا، كما استعرض الوفد مبادرات المملكة في هذا الإطار، مثل مبادرة البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة، وتطوير خطة لزيادة استخدام النباتات المحلية المزروعة محليًا وإقليميًا في الحدائق والأماكن العامة، وإطلاق قمة الشباب الأخضر والتي تستهدف تزويد القادة الشباب في المملكة وخارجها بالمعرفة والمهارات اللازمة لضمان مستقبل أكثر استدامة.
وعن أهمية الشراكات والتعاون مع المجتمع الدولي، أكد الوفد المشارك على حاجة الجميع إلى زيادة التعاون في مشاركة البيانات والإحصائيات من أجل تخفيف التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، والتي أعاقت جمع البيانات بشكل فعال أثناء الجائحة.
واختتم الوفد مشاركته خلال الجلسة، بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي في تجاوز التحديات التي تواجه الدول والمنظمات، مشيرًا إلى دور المملكة الريادي وجهودها الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تتواءم مع أهداف رؤية المملكة 2030.