قطع كل من الأهلي المصري حامل اللقب والوداد البيضاوي المغربي شوطا كبيرًا نحو نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، بعدما أكرم الأول وفادة ضيفه وفاق سطيف الجزائري برباعية نظيفة على ملعب “السلام”، وعاد الثاني بتفوق صريح من أرض مضيفه بترو أتلتيكو الأنغولي 3-1 في العاصمة لواندا السبت في ذهاب الدور نصف النهائي.
وكان الفريقان قد بلغا نهائي نسخة 2017 حينها حسم الفريق المغربي اللقب بعد تعادلهما ذهابًا في القاهرة 1-1 ثم فاز الوداد ايابا في الدار البيضاء بهدف سجله وليد الكرتي.
في القاهرة، حقق الاهلي انتصارًا مريحًا جدًا ليسهل مهمته قبل لقاء الإياب الأسبوع المقبل في الجزائر.
ويسعى “نادي القرن” لأن يصبح أول فريق يتوج باللقب في ثلاث نسخ متتالية وتعزيز الرقم القياسي بعدد الألقاب بعد أن توج عشر مرات سابقًا.
وسجل رباعية الاهلي الجنوب إفريقي بيرسي تاو (30 و90) وطاهر محمد طاهر (54)، والبديل محمد شريف (72).
ولعب وفاق سطيف بعشرة لاعبين منذ الدقيقة (35) عقب طرد لاعبه امير قراوي بالبطاقة الحمراء مباشرة، للخشونة المتعمدة مع حسين الشحات.
ووجه محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي رسالة للجماهير بعد الفوز “نقدر غضبكم ونعلم أننا مقصرون ولكن لا أعذار”، مضيفًا “قدمنا مباراة جيدة، ونعرف قيمة بطولة إفريقيا ونريد إنجازًا لأنفسنا بالفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالي وإسعاد جماهيرنا التي تساندنا”.
وأضاف “تأثرنا بضغط المباريات في الفترة الماضية، واليوم لعبنا بعد 5 أيام، لذا رأينا الأداء والروح”، مضيفًا “لم نحسم التأهل بعد. تتبقى 90 دقيقة في الجزائر، لقد حالفنا التوفيق وتأثروا بالطرد، سنحتفل ونركز على أنفسنا ونريد نتيجة إيجابية في الجزائر”.
وافتتح الفريق المصري التسجيل في الدقيقة الثالثة عبر طاهر محمد طاهر إلا أن الحكم الأثيوبي باملاك تقسيم ألغاه بداعي التسلل بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد “في ايه آر”.
وانحصر اللعب في وسط الملعب، مع محاولات هجومية من لاعبي الاهلي، لم تشكل خطورة على مرمى الوفاق المتراجع للدفاع.
وبسط لاعبو الأهلي سيطرتهم مع مرور الوقت وانفرد تاو لكن تسديدته مرت بجوار القائم الايسر لمرمى سفيان خذايرية (21). بعدها بدقيقة أبعد القائم الايسر تسديدتي احمد عبد القادر والشحات (22).
أسفر الضغط الاحمر عن هدف اول لأصحاب الارض من عرضية طاهر حولها تاو الخالي من الرقابة رأسية الى يسار خذايرية (30).
حاول لاعبو الاهلي استغلال النقص العددي في صفوف الضيوف عقب طرد قراوي إنما عابهم البطء الشديد وسوء إنهاء الهجمات والفردية امام المرمى.
وكاد هشام بلقروي يعاقب اصحاب الارض بهدف التعادل بعدما فشل دفاع الاهلي في إبعاد التمريرة العرضية من امام مرماهم سددها مرت بجوار القائم الايسر لمرمى محمد الشناوي (45+1).
وواصل الفريق المصري سيطرته في النصف الثاني، واستلم تاو الكرة داخل منطقة الجزاء راوغ وسدد ارتدت من المدافع لتجد المتابع طاهر حولها راسية الى يسار خذايرية (54).
وسدد تاو مجددًا في القائم (68)، وأضاف محمد شريف الهدف الثالث من تسديدة ساقطة من فوق الحارس الجزائري اثر تمريرة من تاو (72). وسهل تاو مأمورية فريقه قبل لقاء الإياب بإضافته هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه بتسديدة قوية في منتصف المرمى مستغلا تمريرة محمد هاني (90).
“قاتلنا بروح عالية”
وعلى ملعب “11 نوفمبرو”، قطع الوداد البيضاوي شوطا كبيرًا نحو النهائي بأهداف البرازيلي تياغو أزولاو (16 خطا في مرمى فريقه) ويحيى جبران (45) والكونغولي غي مبينزا (68)، فيما قلص جوب لأصحاب الارض (81).
وهذه ثالث زيارة للوداد البيضاوي هذا الموسم الى أنغولا، إذ واجه بترو اتلتيكو وساغرادا إسبرانسا في دور المجموعات، خسر خلالها امام الاول 1-2 وفاز على الثاني بالنتيجة ذاتها.
وتغلب الوداد على الظروف المناخية الحارة وواجه فريقًا قويًا مدعومًا بنحو ستين ألف متفرج، وذلك بفضل الخطة المميزة للمدرب وليد الركراكي الذي لعب بتحفظ دفاعي من خلال تضييق المساحات أمام الفريق المضيف وهجومه القوي بقيادة هدافه أزولاو الذي يتصدر ترتيب الهدافين في المسابقة (7 اهداف)، من خلال تضييق المساحات امامهم والانطلاق بهجمات منسقة.
وأعرب الركراكي عن رضاه على مردود فريقه، وقال في المؤتمر الصحافي بعد اللقاء “قاتلنا بروح عالية هنا، على الرغم من الظروف المناخية والمساندة الجماهيرية الكبيرة التي حظي بها الخصم”، مؤكدًا أن الوداد لم يحسم التأهل إلى النهائي بعد في انتظار مباراة الإياب.
وانبرى الظهير الأيسر الدولي يحيى عطية الله لركلة حرة جانبية فسددها قوية ارتطمت برأس أزولاو وتحولت الى شباك الحارس البرازيلي ولينغتون (16).
واستحوذ لاعبو المدرب البرتغالي ألكسندر سانتوش على الكرة انما جاءت سيطرتهم سلبية اذ لم يهددوا مرمى الحارس المغربي أحمد رضى التكناوتي.
وقبل نهاية الشوط الأول عزز قائد الوداد يحيى جبران تقدم فريقه بطريقة رائعة بتسديدة بعيدة صاروخية استقرت الى يمين الحارس (45).
وواصل “وداد الأمة” تهديد الشباك الانغولية من خلال تحركات ثنائي الوسط جبران وايمن الحسوني مع ثلاثي الهجوم بديع أووك راس الحربة، الكونغولي غي مببنزا وحيمود عبد الله الذي لعب بديلا لليبي مؤيد اللافي الغائب بداعي الاصابة، كما افتقد الفريق للموقوف جلال الداودي.
وتمكن الفريق المغربي من إضافة الهدف الثالث بعد سلسلة فرص خطرة، عبر مبينزا الذي تبادل الكرة على نحو مميز مع زهير المترجي فوصلت للكونغولي الذي أسكنها الشباك بتسديدة قوية من مسافة قريبة (68).
وأثمرت تبديلات سانتوش عن هدف تقليص الفارق عندما انبرى البديل جوب لركلة حرة ارسلها قوية الى الشباك في غفلة من الدفاع المغربي وسوء تقدير للحارس التكناوتي (82).
وضغط الفريق المضيف بقوة وكاد عطية الله ان يسجل بنيران صديقة قي مرمى فريقه بعدما حاول أن يبعد برأسه عرضية البرازيلي غليسون (85).
وأشهر الحكم الجزائري مصطفى غربال الانذار الثاني في وجه المدافع البرازيلي ويليان سواريس ليتابع الفريق الانغولي المباراة بعشرة لاعبين (90+1).
ويلتقي الفريقان إيابًا السبت المقبل على ملعب “محمد الخامس” في الدار البيضاء.