حِلية العيد ” الذهب ” موروث تقليدي تحرص النساء على اقتنائه طيلة أيام العام،إلا أنه يجد إقبالاً من المتسوقين خلال شهر رمضان المبارك؛وذلك للتزين به ولبسه في أيام عيد الفطر السعيد؛نظرًا لكثرة اللقاءات والمناسبات العائلية والعامة وإقامة حفلات الزاوج وغيرها، إضافة إلى تقديمه كهدايا أو ادخاره للاستثمار المستقبلي.
ويعدُّ سوق الذهب والمجوهرات في المنطقة الشرقية من أكبر أسواق الذهب بالمملكة،إذْ يضم أكثر من 160 محلاً ومعرضاً لبيع المصوغات الذهبية والفضية، إضافة إلى عدد من مصانع وشركات الذهب والصناعات التحويلية منها، حيث أسهم قرب المنطقة من دول مجلس التعاون الخليجي في نشاط الحركة التجارية ودعم أسواق الذهب والمجوهرات.
وتمثل مهنة صياغة الذهب والمجوهرات إحدى المهن التقليدية التي امتهنها كثير من عوائل المنطقة، وخاصة في محافظتي الأحساء والقطيف لأكثر من قرنين من الزمن، وحققت نمواً كبيراً وتجارة رائدة بالمنطقة، حيث يقوم التجار باستيراد الذهب والمجوهرات من الهند ودول شرق آسيا والعمل على تشكيل مصوغاتهم وحليهم الذهبية بعدة أشكالٍ وفنونٍ جماليةٍ من خلال استخدام التقنيات الحديثة في زخرفة الذهب والمجوهرات وتنوع خطوط إنتاجها.
وأكد تاجر وصائغ الذهب والمجوهرات محمد عيسى المهنا، أنه امتهن صياغة الذهب والمجوهرات من والده الذي بدأ عمله باستخدام المعدات التقليدية في تركيب وتلحيم الذهب وصياغته، مبيناً أن السوق مملوء بأنواع عديدة من الذهب والمجوهرات المصنعة محلياً، إضافة إلى وفرة الذهب المستورد من سنغافورة وكوريا الجنوبية وإيطاليا ومن دول مجلس التعاون الخليجي.
وبيّن أن الذهب المصنع في المملكة يعدُّ من أجود وأفضل أنواع الذهب التي يحرص المواطنون والمقيمون على اقتنائها وذلك لضمان سلامته ووجود شهادة المنشأ عليه، مشيراً إلى أن كثيرًا من المقيمين في المملكة يفضلون شراء الذهب قبل مغادرتهم المملكة إلى أوطانهم، منوها بما تمتاز به اليد العاملة الوطنية المدربة على صياغة وصناعة الذهب واستخدام التقنيات الحديثة في تصميم الذهب والمجوهرات وترصيعها بالألماس وذلك لإضفاء نوع من الجمال والجاذبية.
وأفاد أن تشكيل وتصميم الذهب والمجوهرات يأخذ مساراً طويلاً ومتعدداً يمتد إلى أشهرٍ، يبدأ بالرسم والتخيل ثم مرحلة التصميم وصولاً إلى مرحلة الحرفية والتجسيد التي يبرز فيها إتقان وحرفية مصمم صياغة الذهب والمجوهرات، منوهاً بأن المنطقة الشرقية تضم الكثير من المصممين الذين أسهموا في نقل هذه الصناعة الوطنية إلى مصاف الصناعات العالمية من خلال مشاركاتهم في المعارض والمهرجات والمسابقات الدولية.
بدوره أوضح تاجر الذهب والمجوهرات هاني خميس المهنا، أنه اكتسب مهنة صياغة الذهب والمجوهرات قبل 50 عاماً من خلال العمل مع عائلته الذين اكتسبوا وتوارثوا المهنة أبا عن جد، مفيدًا أن تجارة الذهب والمجوهرات تختلف من فترة إلى أخرى، ولكنها تنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان المبارك والأعياد ومواسم الأعراس، مؤكداً أن زوار المنطقة يحرصون على اقتناء المصوغات الذهبية من أسواقها؛وذلك لما تمتاز به من الدقة والجودة والتصاميم العصرية الملائمة للاستخدام في مختلف المناسبات.