ظهرت المرأة بعدة أدوار فعالة في المجتمع لما سخرته لها القيادة الرشيدة – حفظها الله – من تسهيلات حققت من خلالها النجاحات بمجالات مختلفة، وبرزت في مجال الابتكار وصناعة الدواء، ومن الأسماء البارزة في هذا المجال سلطانة العيسى التي قدمت ابتكارا يساعد بشكل كبير على الشفاء من مرض سرطان الثدي.
وذكرت العيسى في لقاء مع وكالة الأنباء السعودية (واس) أنها مهتمة بالعلوم والابتكار،وبطب النانو تحديدًا والذكاء الصناعي،وتحرص على الاطلاع اليومي وقراءة البحوث العلمية لإيمانها أن العلم بحر واسع مهما ظننّا أننا أدركناه.
وحصلت العيسى على ٣جوائز، وجائزة خاصة دولية من جمعية ييل للعلوم والهندسة، وجائزة كبرى من مؤسسة موهبة عام 2021م، وجائزة خاصة من كونكت عام 2022م، على أحدث ابتكاراتها وهو (طلاء عازل لحماية الأسطح من درجات الحرارة المرتفعة جدًا).
وأضافت أن ابتكارها عبارة عن نظام فعَّال لتوصيل إحدى علاجات سرطان الثدي وهو التاموكسيفين، وهذا النظام متعدد الوظائف وقادر على إيصال العلاج للمنطقة المسرطنة دون الإضرار بباقي خلايا الجسم،ودون إحداث أضرار جانبية،وأيضًا على التصوير المغناطيسي، وهو منخفض التكلفة وسهل التصنيع” وجرى الانتهاء من مرحلة تصميم وتوصيف هذا النظام، وخرجت بنتائج محفزة جدًا وواعدة إستنادًا لنسبة امتصاص الدواء ٩٥-٩٩٪، وقوة انبعاثه في الوسط الحمضي، وقد عُمِلَ مُركَّبان لهذا النظام بحيث يكون أحدهما لمريض يحتاج إلى توصيل للمدى القريب وبشكل سريع، والآخر لمريض يحتاج لتوصيلة على المدى البعيد،وهذا يحدد حسب حالة المريض،لذا بعد إجراء التجارب والتطبيقات السريرية، سوف يُتمكَّن من تطبيقه واستعماله على مستقبلات العلاج الهرموني لمريضات سرطان الثدي.
وأوضحت العيسى أن الفكرة نشأت في أثناء وجودها في أحد المراكز البحثية التابعة لـ موهبة، وقالت “عندما قرأت دراسة أطلقتها منظمة الصحة العالمية كان مفادها أن 7.8 ملايين امرأة في العالم شُخِصن بسرطان الثدي في الخمس السنوات الأخيرة، بدأت أقرأ عن الأدوية الخاصة به وأعراضه وتوصلت لعلاج هرموني معروف يسمى ” تاموكسيفين “، وهو فعّال للخلايا المصابة،ولكن أحد أعراضه إلحاق الضرر بالخلايا السليمة، بدأت بعدها بقراءة أوراق علمية في طب النانو وفي أنظمة التوصيل، وقرأت أحدث الدراسات وبعد ذلك بدأت بتصميم وتوصيف هذا النظام في أثناء عملي في أحد مختبرات المراكز البحثية”.
وقالت العيسى: “لقد سخر الله لي دعمًا وتحفيزًا من جميع الجهات والأشخاص، ومن العائلة أيضًا،فاهتمامهم بي لم ينشأ حديثًا أي بعد ماتجلّت موهبتي،بل أسهموا بتكوينها من الأساس في إشباع فضولي ومنحي إمكانية تجربة عدد كبير من المجالات حتى اكتشفت ميولي، ثم تبنت مؤسسة “موهبة” موهبتي من عمرٍ مبكّر وصنعت لي أساساً أهلني – بتيسير من الله- إلى وصولي إلى هنا” .
وأضافت سلطانة : فيما يخص طموحاتي المستقبلية آمل بتوفيق الله أن أنتهي من هذه الورقة العلمية وإفادة مرضى سرطان الثدي -بإذن الله-هذا أولاً،وعلى الصعيد الشخصي آمل دخول التخصص الذي أحلم به وإكمال دراستي فيه وأتمكّن من خدمة وطني ودعم كل الموهوبين كجزء من رد الجميل والنهضة بالعلم.