أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، أن المشاورات اليمنية-اليمنية تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة.
جاء ذلك خلال افتتاح المشاورات اليمنية-اليمينة، اليوم, التي تعقد خلال فترة 29 مارس -7 أبريل 2022م، برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية, وذلك بمقر الأمانة العامة بالرياض.
وأوضح معالي الدكتور الحجرف في كلمته أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يثمن وجود الجميع للمشاركة في المشاورات اليمنية – اليمنية، ويؤكد جملة من الثوابت في وسط عالم من المتغيرات وهي: الموقف الثابت لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم الأمن والاستقرار في اليمن, والعمل على إيجاد حل للازمة اليمنية ينهي الصراع وينقل اليمن من حاله الحرب وتداعياته إلى حاله السلم وتحدياته وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، وأن اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق، واستحقاقاً وطنياً يمنياً، واستكمال بنوده متطلباً يمنياً.
وأشار إلى دعم جهود المجتمع الدولي وجهود المبعوثين الدوليين لدفع الحل السلمي وإيجاد أرضية قوية لانطلاق المسار السياسي بين جميع المكونات اليمنية، ودعم مؤسسات الدولة الدستورية والحرص على فاعليتها وضمان قيامها بمهامها ومسؤولياتها، وأن لا حل غير الحل السلمي، وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد بكل ما تحمله الكلمة من معنى الشدة لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود، متمنياً أن تؤسس المشاورات لعام فيه يغاث الناس بإذن الله.
وبين الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن المشاورات اليمنية-اليمنية بمحاورها الستة ” المحور السياسي، المحور الاقتصادي والتنموي، المحور الإغاثي والإنساني، المحور الاجتماعي، والمحور الإعلامي ” تمثل منصة لأبناء اليمن لتشخيص الواقع وفهم صعوباته، واستقراء المستقبل والاستعداد لتحدياته، وبلورة خطوات عملية تنقل اليمن من حالة الحرب وأهوالها إلى حالة السلم وآمالها، تضاء لها مشاعل الفكر للعطاء وتشمر لأجلها سواعد أبناء اليمن للبناء فلا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، ولا مستقبل إلا وفق ما يتفق عليه أبناء اليمن، فالحل يمني وبأيدي اليمنيين ولأجل اليمن.
وأضاف: إن جهود المجتمع الدولي المقدرة عبر مبعوثية الموجودين اليوم تشكل دعماً دولياً لإنهاء الصراع في اليمن عبر قرارات مجلس الأمن ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار، الأمر الذي يشكل فرصة تاريخية يجب اغتنامها والبناء عليها للحفاظ على الملف اليمني كأولوية تحظى باهتمام ومتابعة المجتمع الدولي إلى أن تضع الحرب أوزارها وتنطلق معركة البناء والإعمار.
ولفت الانتباه إلى أن المشاورات اليمنية-اليمنية تنطلق في ظل انشغال العالم بظروف ومتغيرات دولية متسارعة، وأوضاع سياسية وعسكرية واقتصادية صعبة، تتطلب من أبناء اليمن فهم هذه الظروف ودراسة أثرها وتقييم انعكاساتها على العالم أجمع واليمن بوجه خاص، وأن أبناء اليمن يتابعون والأمل يحدوهم للوصول إلى “كلمة سواء”.
وقال معاليه: إن نجاح المشاورات اليمنية-اليمنية ليست خياراً، بل واجب يتطلب استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية، ونبذ كل أسباب الفرقة والتباينات الداخلية، والإسهام الجاد والفاعل في تحقيق التوافق الوطني المطلوب والملح لبلورة خارطة للمستقبل واضحة المعالم لاستعادة استقرار اليمن وتنميته ورخاء شعبه، والطريق إلى الأمن والسلام في اليمن ليس مستحيلاً وإن كبرت التحديات، وليس بعيداً وإن طالت المسافات، وليس خياراً وإن تعددت الخيارات، بل هو هدف أوحد وغاية سامية، لكي ينعم اليمن وشعبه الشقيق بالأمن والاستقرار، الأمر الذي يتطلب من أبناء الشعب اليمني، وأن تكون مصلحة اليمن ومستقبله وأمنه واستقراره فوق كل اعتبار، وتترجم بسواعدهم، ضمن أولويات وجدول زمني وآلية متابعة لتنفذ بعزيمة أبناء اليمن وبدعم من أشقائهم والمجتمع الدولي.
وأردف قائلاً: نحن على يقين بإن أبناء الشعب اليمني وبما عُرف عنهم من حكمة وإيمان سيحققون، بإذن الله تعالى، الأهداف السامية النبيلة التي من أجلها تنطلق المشاورات اليمنية – اليمنية، وأن الجهود الكبيرة المبذولة لتهيئة الأجواء المناسبة لانطلاق هذه المشاورات والعمل على نجاحها هي محل تقدير، وتأتي الاستجابة السريعة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لنداء وقف إطلاق النار الذي أطلقناه بالأمس والذي دخل حيز النفاذ الساعة 6 صباح اليوم وبالتزامن من انطلاق المشاورات، استجابة مقدرة ومشكورة وداعمة لتلك الجهود.
وفي الختام قدم الدكتور الحجرف شكره وتقديره لكل من شارك في انطلاق هذه المشاورات.