“ابق اسم زوجتي بعيدا عن فمك اللعين”، هكذا صاح الممثل ويل سميث، بعد أن صفع مقدم حفل جوائز الأوسكار، كريس روك، مما أذهل جميع الموجودين في مسرح دولبي الشهير وأثار الكثير من التساؤلات.
جاءت الصفعة بعدما أطلق روك، نكتة على مظهر جادا، زوجة سميث، وقال إنه يتمنى أن يراها في الجزء الثاني من فيلم “جي آي جين”، وهو فيلم أميركي من بطولة النجمة ديمي مور، عن جندية تسعى للانضمام بفرقة خاصة في الجيش الأميركي، وتحلق خلال الأحداث شعر رأسها تماما.
ويظهر في الفيديو أن النجم، ويل سميث (53 عاما)، قد ابتسم للحظات بعد الدعابة، لكن زوجته، التي كانت قد أعلنت مؤخرا عن إصابتها بداء الثعلبة، كانت شديدة الامتعاض.
تلقى الكوميدي، روك، الصفعة بهدوء، ولم يحاول المقاومة أو الرد. وقال ببساطة: “هذه كانت أعظم لقطة في تاريخ التلفزيون”، قبل أن يكمل وظيفته في تقديم الجوائز.
لكن رد فعل سميث، أثار الكثير من التساؤلات من ملايين من متابعي أحداث الحفل على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان هذا المشهد “مكتوبا” في سيناريو الحفل، ليتبين سريعا أن ما جرى حقيقي فعلا.
في وقت لاحق، تم إعلان حصول سميث، على جائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “كينغ ريتشارد”، ليصعد للمسرح مجددا، لكن هذه المرة ليس لضرب شخص آخر، وإنما لاستلام الجائزة والاعتذار خلال خطابه.
وبرر سميث ما فعله بالقول إنه شعر بأنه مضطر للدفاع عن أسرته.
وأوضح: “أعلم أنه لأفعل ما نفعله، يجب أن تكون قادرا على تحمل الإساءة، وقبول حديث الناس عنك بجنون، وأن يكون هناك أشخاص لا يحترمونك، وعليك أن تبتسم وتتظاهر بأن الأمر على ما يرام، لكن الحب سيجعلك تفعل أشياء مجنونة”.
ورغم تبرير سميث، فإن الكثير من الناس شعروا بأن هذا “الدافع الدراماتيكي” غير متناسب مع العبارة التي تفوه بها روك، حتى وإن كانت علنية، حتى أن بعض النجوم أعربوا عن خيبة أملهم في ويل سميث، وأدانوا رد فعله.
لكن تاريخ سميث الشخصي يفسر سبب شعور الممثل بأن الإهانة كان من الصعب للغاية تجاوزها، بحسب صحيفة “الغارديان”.
ففي سيرته الذاتية، التي نُشرت في نوفمبر 2021، يصف الممثل بإسهاب العنف المنزلي المروع الذي شهده هو وأخوته الثلاثة من والدهم ويليام، ضد والدتهم كارولين.
وكتب سميث: “عندما كنت في التاسعة من عمري، شاهدت والدي يضرب أمي على جانب رأسها بقوة لدرجة أنها انهارت، ورأيت الدم يخرج من فمها”.
يشير سميث إلى أن “تلك اللحظة في غرفة النوم تلك، ربما كانت أكثر لحظة في حياته تحدد شخصيته”، موضحا أنه لم يكن العنف فقط هو الذي صدمه، ولكن عجزه أيضا عن التصرف إزاء ذلك الموقف.
يعترف سميث في سيرته الذاتية أن عجزه عن الوقوف في وجه والده في تلك اللحظة كان “لكونه جبانا”، مشيرا إلى أنه قدم سلسلة من الاعتذارات لوالدته عن تقاعسه في ذلك اليوم وفشله في تلك اللحظة.
ويقول إنه، من خلال جهوده ليكون النجم السينمائي الأفضل ومقدم العروض، كان يعمل إلى حد كبير على “بناء شخصية متقنة الصنع ومصممة لحماية نفسي، ولأخفي نفسي من العالم، ولإخفاء الجبان (داخله)”.