أثبتت مصر أنها عملاق كرة القدم الأفريقية بعد أن قلبت تخلفها وتأهلت الأحد للدور نصف النهائي من النسخة الثالثة والثلاثين لكأس الأمم القارية المقامة بالكاميرون بفوزها على المغرب بنتيجة 2-1 بعد التمديد على ملعب “أحمد أهيجو” في ياوندي.
وفيما كانت متخلفة منذ الدقيقة السابعة بهدف من سفيان بوفال من ركلة جزاء، أدرك محمد صلاح التعادل في الدقيقة 53 وأحرز البديل محمود حسن “تريزيغيه” هدف الفوز والتأهل في الدقيقة 100. وتلعب مصر في دور الأربعة أمام البلد المضيف، الكاميرون.
بدأت المعركة التكتيكية بين المدربين، وحيد خاليلوزيتش وكارلوس كيروش،بخطتين مختلفتين، إذ دخل “الأسود” بطريقة 4-4-2 مع بونو ـ حكيمي، ماسينا، أكرد وسايس بالدفاع ـ أمرابط، برقوق، أملاح والحدادي بخط الوسط- بوفال والنصيري ي الهجوم. فيما لعب “الفراعنة” بخطة 4-3-3 حيث ضم التشكيل الرسمي محمد أبو جبل في حراسة المرمى، وبالدفاع عمر كمال ومحمد عبد المنعم وأحمد حجازي وأحمد فتوح، وفي الوسط محمد النني وعمرو السولية وأيمن أشرف، وبالهجوم محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد.
وحبس المصريون أنفاسهم في بداية المباراة إثر هجمة سريعة من حكيمي على الجناح الأيمن ليخترق دفاع مصر قبل أن تتم عرقلته بطريقة غير شرعية من أشرف، وبالتالي أعلن الحكم السنغالي ماغيت ندياي ركلة جزاء حولها بوفال لهدف التقدم في الدقيقة السابعة.
وحاول صلاح وزملائه الرد سريعا لكن المغرب خلق فرصة سانحة كاد يحولها النصيري لهدف ثاني لولا تدخل الدفاع. وترك “الأسود” مجال اللعب الهجومي لخصمهم ساعين لاستغلال الهجمات المضادة، فيما فشلت محاولات “الفراعنة” المتواضعة مثل تسديدات صلاح أو مصطفى. لكن تسديدة أيمن أشرف القوية في الدقيقة 19 أربكت بونو الذي تألق لإبعاد الخطر.
وحصل المغرب في الدقيقة 29 على ضربة حرة مباشرة عند مشارف منطقة الجزاء بعد خطأ على الحدادي، فتساءل الجميع هل يفعلها حكيمي كما فعلها أمام الغابون ومالاوي عندما أسكن الكرة في الزاوية؟ لكن الكرة خرجت عن الإطار.
واستمرت المبارزة بين الفريقين باندفاع بدني كبير ما أجبر الحكم على التدخل عدة مرات لتهدئة الأمور، لكن الطاقم المصري على خط التماس ظل محتجا ضد ما اعتبره “خشونة” من الجانب المغربي. لكن على أرض الملعب، فشلت مصر في تهديد ياسين بونو وتمكن المغرب من احتواء تحركات صلاح كما تعهد مدربه عشية المواجهة، ما قلل من نشاط المهاجمين عمر مرموش ومصطفى محمد.
في بداية المرحلة الثانية، دخل محمود حسن “تريزيغيه” بصفوف مصر في مكان أحمد حجازي الذي تعرض لإصابة. وفرض لاعبو كيروش ضغطا شديدا على دفاع “الأسود، فانطلق صلاح في لقطة جميلة راوغ خلالها عدة مدافعين قبل أن يمرر لمحمود حسن الذي سدد قرب القائم الأيمن للحارس بونو.
وحققت مصر مسعاها لإدراك التعادل مع تمكن صلاح من هز شباك المغرب في الدقيقة 52 إثر ضربة ركنية تخللتها رأسية وتدخل من بونو قبل أن تنتهي الكرة مسارها داخل المرمى. وواصل زملاء حكيمي تراجعهم وترك اللعب لزملاء تريزيغيه.
وكاد مرموش تسجل الهدف الثاني عندما تلقى تمريرة في العمق من الدفاع ليخترق دفاع المغرب قبل أن يتدخل سايس ويبعد الخطر.
وانخفضت وتيرة اللعب في الدقائق الموالية، ليستعيد المغرب المبادرة شيئا فشيئا. في الدقيقة 81، وإثر لقطة جماعية خطرة، سدد أكرد رأسية قوية حولها الحارس إلى العارضة وإلا هزت الشباك. لكن الخشونة واللعب البدني طغى على نهاية الوقت الأصلي ليعلن الحكم السنغالي النهاية بتعادل الفريقين 1-1.
وفي بداية المرحلة الأولى من وقت التمديد، قام كيروش بتغيير اضطراري بدخول الحارس البديل محمد صبحي في مكان أبو جبل الذي كان يعاني من الإصابة منذ الشوط الثاني. وكان ذلك فال خير على مصر بحيث أن هجمة صلاح السريعة في الدقيقة 100 بالجهة اليمنى لاقت تريزيغه قرب القائم الأيمن للحارس بونو ليدك الكرة في الشباك ويمنح التقدم والفوز والتأهل لفريقه.