الجزيرة – سعد المصبح
أوضح معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم أنهم يعملون مع شركائهم في القطاعات الحكومية ممثلين في هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية ووزارة الاستثمار، بهدف تعظيم الاستفادة من ريادة المملكة عالمياً في صناعة التحلية، وتوفير منتجات وطنية تدعم الناتج المحلي خلال السنوات القادمة، لافتاً إلى أن توطين منتج أغشية التناضح العكسي يجيء لكونه منتجاً أساسياً في صناعة التحلية، وله سوق قوي وواعد خلال السنوات القادمة سواءً في المملكة العربية السعودية أو في السوق العالمي نظراً لتزايد الاعتماد على تحلية المياه المالحة في العديد من دول العالم وشدد العبدالكريم على أن الفرص الاستثمارية التي تطرحها “التحلية” تحفز على تعاون وتكاتف المصنعين والمستثمرين وملاك التقنية، الذين يمثلون أقطاب المعادلة التي ستلبي بمشيئة الله الاحتياج الكبير والمتنامي لأغشية التناضح العكسي، حيث يبلغ معدل النمو السنوي التراكمي بالمملكة لهذه الأغشية 6٪، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق لهذه الأغشية 1.8 مليار ريال سعودي بحلول 2025م، فيما يبلغ معدل النمو السنوي التراكمي لها بدول الخليج 7٪، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق في عام 2025 لهذه الأغشية إلى 3.4 مليار ريال سعودي.
وكشف محافظ التحلية النقاب عن مفهوم (تعدين البحار) المفهوم الجديد الداعم لتوطين صناعة التحلية والذي يعزز نمو الصناعات الوطنية الأخرى، وهو المفهوم الذي يستمد قوته من كون صناعة التحلية واحدة من أكبر الصناعات الأساسية في المنطقة فضلاً عن كونها صناعة واعدة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن تعدين البحار يُمثل فتح استثماري لصناعة جديرة بالاهتمام لما يتيحه من تعظيم الاستفادة من مياه الرجيع غير المستغل والغني بالمعادن والأملاح مثل كلورايد الصوديوم والبرومين والمغنيسيوم وغيرها التي تعد رافداً لا غنى عنه في العديد من الصناعات، خاصة مع وجود كميات مستدامة من الرجيع الملحي تصل إلى أكثر من ٩ مليون متر مكعب يومياً.
مضيفاً أن “التحلية” تملك هذه الممكنات والتقنيات وترحب بكافة أنواع التقنيات التي تدعم نمو وازدهار هذه الصناعة وتعزز توجه المستثمرين والمصنعين للاستفادة من منتجات صناعة تعدين البحار والاستثمار فيها، في ظل توقيع “التحلية” أكثر من اتفاقية ومذكرة تفاهم بهذا الشأن مع جهات صناعية تسعى للاستثمار في مياه الرجيع.
كما ثمن العبدالكريم الدعم والرعاية والاستثمار السخي الذي تجده صناعة التحلية من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين – حفظهما الله- ما أدى لبناء صروح إنتاج ونقل وتخزين هي الأكبر من نوعها على مستوى العالم، مبيناً أن ما تم إنشاؤه فعلياً من منظومات إنتاج وأنظمة نقل خلال السنوات الأربع الماضية يفوق بكثير ما تم بناؤه خلال الأربعين عاماً الماضية.
ونوّه العبدالكريم إلى أن هذه الإنجازات التي تحققت جديرة جداً بلفت انتباه المصنعين والمستثمرين وملاك التقنيات، سيما وأنها صناعة ذات سوق مستقر والطلب عليها متنامي، حاثاً الجميع للإقبال على الفرص المتاحة التي هي بمثابة الخطوة الأولى وليست الأخيرة لتمكين القطاع الخاص من الاستثمار في صناعة تحلية المياه، قائلاً: (أنتم في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح ونحن جميعاً محظوظون لأن بإمكاننا عقد صفقة مربحة لجميع الأطراف).
وختم معالي المحافظ بالقول إن “التحلية” تأمل الوصول إلى تفاهمات مع المصنعين والمستثمرين وملاك التقنية بشأن هذه الفرص المهمة وإبرام صفقات استثمارية تفتح الباب مستقبلاً لإيجاد أسواق أكبر وأكثر بحيث تستغلها المملكة في تعظيم الاستثمارات النافعة انطلاقاً من كل ممكناتها الاقتصادية الفريدة في مجال صناعة تحلية المياه، لتكون داعماً إضافياً لمساعيها المبذولة نحو استدامة الإمداد واستقرار الطلب على المنتجات المحلية وتوطين الصناعة وزيادة نسبة المحتوى المحلي.