شاركت التعاونية للتأمين في فعاليات جولة فنتك 21 الافتراضية التي بدأت أعمالها يوم الأحد الموافق 28 نوفمبر 2021 وتستمر حتى التاسع من ديسمبر الحالي، وذلك بمشاركة معالي محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد المبارك، ومعالي رئيس مجلس هيئة السوق المالية محمد القويز، وحضور أكثر من 60 متحدثًا من قادة القطاعات المساهمة في نمو قطاع التقنية المالية في المملكة وخبراء وأكاديميين محليين وعالميين.
واستعرض الرئيس التنفيذي لقطاع تأمين المركبات في “التعاونية” منصور أبوثنين، خلال مشاركته في جلسة حوارية تحت عنوان “التقنية التأمينية – الموجة القادمة للابتكار في الخدمات المالية” دور التقنية في تطوير صناعة التأمين، بما في ذلك رقمنة الخدمات والمنتجات التأمينية.
وشدد أبوثنين إلى أهمية سوق “إنشورتيك – InsurTech”، واصفا أياه برقمنة عمل التأمين بنموذج مبني على سياسات مخصصة للغاية عبر توظيف تدفقات البيانات التي تعد بمثابة النفط اليوم من أجل توفير منتجات تأمين بأسعار مناسبة تلبي احتياجات العملاء واتجاهات السوق بطريقة ديناميكية تناسب سلوكيات الأفراد والقطاعات.
وأوضح أبوثنين أن هناك اهتمام واسع ومتسارع بتطوير صناعة التأمين من خلال التركيز على التقنية، وذلك بالنظر إلى نمو حجم سوق التأمين الذي بلغ 38.8 مليار ريال في عام 2020، إضافة إلى ارتفاع إجمالي الإنفاق على سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية والذي وصل إلى 32.9 مليار دولار خلال العام الجاري، معتبرا أن ذلك يعكس مدى قابلية سوق التأمين في السعودية لتغيير نماذج أعمالها والتحوّل أكثر نحو رقمنة العمليات التأمينية.
وحول التحديات والفرص المتاحة لتطور سوق إنشورتيك في المملكة، قال أبوثنين: “يعد قطاع التأمين أحد أهم القطاعات التي تساعد على صد المخاطر وحماية الأصول لتحقيق النمو المستدام لمختلف القطاعات الاقتصادية، وقد ظهرت الصورة الحقيقية لقوة ومرونة قطاع التأمين خلال جائحة كورونا، والتي كشفت عن الطاقات الكامنة التي يمكن استغلالها لهذا القطاع إذا ما تم توظيف التقنيات الحديثة بالشكل المطلوب”.
وأكد أبوثنين على أهمية وجود شراكات بين شركات التأمين وشركات التقنيات الناشئة من أجل قيادة سوق منتجات تأمينية من خلال الابتكار، علاوة على ذلك، هناك حاجة ملحة لوجود إطار تنظيمي متكامل يساعد في تطور شركات إنشورتيك الناشئة وترسيخ استخدام هذا المفهوم في تفاصيل العمليات التأمينية.
وأشار أبوثنين إلى أنه من أكبر الفرص لسوق إنشورتيك في السعودية هو الاعتماد على الابتكار المدفوع بالبيانات، حيث أن تحوّل العالم نحو الرقمنة دفع العميل أكثر للاعتماد على تجربة الشراء الرقمية، ومن هنا تظهر قوة البيانات المجمّعة والتي يمكن قياسها وتحليلها من أجل خلق فرص جديدة للابتكار وتحسين تجربة العملاء بدون تكاليف إضافية وتحقيق مفهوم القيمة المشتركة لمنتجات التأمين من خلال برامج مبتكرة. مثل “التعاونية فيتالتي” و”التعاونية درايف”، كذلك دراسة التجارب العالمية في مجال سوق إنشورتيك واعتماد عناصر نجاحها في السوق المحلي كخطوة تساعد على بناء هذا السوق ودفع نمو قطاع التأمين في المملكة”.
ونوّه أبوثنين بالتقنيات الناشئة وتأثيرها على تطوّر سوق التأمين في المملكة، مثل توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات تسعير منتجات تأمين المركبات، موضحاً أنه مع تواجد أكثر من 18 مليون مركبة نشطة في طرق المملكة منها 45 بالمائة فقط مؤمنة، وصدور أنظمة حكومية لربط تجديد فحص المركبات بوثيقة تأمين سارية، يتوقع أن تحدث تغييرات في حجم أقساط التأمين على المركبات، وهو ما أتاح الفرصة للتعاونية للتأمين عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم أسعار تنافسية.
وحول التطلعات المرتقبة لسوق إنشورتيك في المملكة، توقّع أبوثنين أن تؤدي التطورات المتعلقة باقتصاد المنطقة إلى إحداث تغييرات جوهرية وظهور نظام متكامل لقطاع التأمين، خصوصاً مع الجهود المتسارعة لاعتماد التحوّل الرقمي كأساس لتقديم معظم الخدمات مع تأثير عوامل جديدة للمخاطر في أعقاب جائحة كورونا وزيادة وضوح آثار تغير المناخ على مستوى العالم، كما نتوقع وجود متغيرات سيساعد على خلق موجة جديدة من الفرص من خلال تمكين التأمين كحل تكافلي”.