تعد حديقة “إيدن بروجيكت”، التي تقع في جنوب غرب إنجلترا، أحد أبرز المشروعات التي تهدف إلى معالجة الآثار السالبة على البيئة والناتجة من الأنشطة البشرية المختلفة، وتحويلها إلى مشاريع تخدم البيئة والإنسان، بالإضافة إلى حماية الأرض وإيجاد التناغم البيئي والعدالة الاجتماعية.
وضمن تغطيات المصاحبة لفعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 26 بمدينة غلاسكو الأسكتلندية، أجرت وكالة الأنباء السعودية (واس) لقاء مع المسؤول الإعلامي لجناح مشروع “إيدن بروجيكت” برام توماس، الذي أوضح أن فكرة المشروع بدأت في مطلع تسعينيات القرن الماضي، حينما اتفق مجموعة من المواطنين على تنفيذ مشروع صديق للبيئة لا مثيل له على نطاق العالم.
وقال برام: بعد دراسة عدة مشروعات، اتفقت المجموعة على شراء قطعة أرض كبيرة كانت تستخدم كمحجر للطين الصيني، والأرض ذات جوانب شديدة الانحدار بعمق 60 مترًا، حيث لا توجد تربة صالحة للزراعة، ولا يمكن حفر بئر بها؛ لكونها تقع 15 مترًا تحت منسوب المياه الجوفية، كما كانت مليئة بالنفايات والمخلفات الضارة بالبيئة المختلفة.
ولتجديد الحياة في الموقع المتدهور، قررت المنظمة إنشاء مباني عملاقة، استلهمت تصميمها من الطبيعة، زرعت داخلها مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات في تربة مصنوعة من مواد “النفايات” التي تسقيها الأمطار، لتصبح الآن إحدى أجمل المزارات السياحية في المنطقة، يقصدها آلاف الزوار كل عام لحضور مناسبات وحفلات مختلفة تناسب جميع الأعمار.
وختم برام حديثه مؤكدًا أن هذه الغابات الموجودة في هذه الحديقة الضخمة، تعد من أكبر المشاتل في العالم، وأن الإنسان بالإرادة والعزيمة، يستطيع أن يحقق التقدم والازدهار في ذات الوقت الذي يحافظ فيه على البيئة والمناخ من التغييرات والآثار الضارة .
وخلال أعمال قمة المناخ أعلنت حديقة “إيدن بروجيكت” عن خطط جديدة لها تهدف لفتح أول موقع في أمريكا الجنوبية، كواحد من عدة مواقع حول العالم، تشمل الصين وأستراليا وكوستاريكا ونيوزيلندا وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب المزيد من المواقع داخل المملكة المتحدة.
مما يذكر أن مشروع حديقة “إيدن بروجيكت” هو مجمع بيئي صناعي ضخم، افتتح في 2001، يحتوي على قباب عدة، كل منها تحاكي بيئة إحيائية معينة، محتويةً على أصناف عديدة من النباتات من مختلف بقاع العالم.