في خضم مشاريع المملكة ذات الصلة بتطوير المحتوى المحلي الذي تتولى هيئة تطوير ينبع وأملج والوجه وضباء من خلاله تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التطويرية : تبرز محافظة ضباء كواحدة من أهم محطات دعم الاقتصاد الوطني شمال البحر الأحمر ، لما تتمتع به من مقومات مكانية وإنسانية ثرية .
وتقع محافظة ضباء في الجزء الشمالي الغربي للمملكة على ساحل البحر الأحمر ما بين خطي عرض 20 / 27 شمالا وخط طول 40 / 35 شرقا ، وعرفت قديماً بمواردها على الساحل البحر الأحمر ، بالإضافة إلى كونها أحد أهم محطات الطريق الساحلي المعروف بطريق الحج المصري الذي أثر بشكل كبير في نهضتها التنموية آن ذك ، وتشكل على ضوئه الحراك الاقتصادي الذي تشهده اليوم ، فإلى الغرب منها وعلى بعد 35 كم يقع ” ميناء ضباء ” الذي أُنشئ سنة 1415 هـ ، ليسهم في نهضة تنموية شاملة للبنى التحتية في شمال المملكة ، وهو من أقرب موانئ المملكة لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الشمال الأفريقي ، ومنها شرايين الملاحة البحرية ” قناة السويس”، التي تبعد 257 ميلًا بحريًا عنه ، وعن الموانئ اليونانية، التي تبعد 491 ميلاً بحرياً و عن الموانئ الفرنسية التي تبعد 988 ميلًا بحريًا ، إضافة إلى وجوده على خط الملاحة الدولي ما بين أمريكا وأوروبا والشرق من خلال قناة السويس وباب المندب ، وينتظر أن يلعب الميناء في ظل جاهزيته لاستقبال السفن بجميع أنواعها وبطاقة استيعابية تزيد عن 10 ملايين طن سنويًا، و 6000 راكب يوميًا, دورًا بارزًا في حركة التجارة والسياحة العالمية في ظل قربة من المشاريع الضخمة للمملكة ” نيوم والبحر الأحمر وأمالا “.
وإلى الشمال من مدينة ضباء يقع مشروع ” ضباء الخضراء ” أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم ، والذي يستقبل هيئة التطوير بجاهزية عالية في الطاقة الكهربائية البديلة ، التي ستجعل من ضباء بوابة لتصدير الطاقة الكهربائية إلى العالم، بعد تنفيذ منظومة ربط فريدة ونادرة لجهد كهربائي عالي الموثوقية ، يديره 100 مهندس سعودي ، كما تمتلك محافظة ضباء جزءا جميلا من شاطئ البحر الأحمر الشواطئ الخلابة والمتنوعة والغنية بالشعب المرجانية، والشواطئ الرملية وهذا الجزء يعتبر ميزة تنافسية تتميز بها محافظة ضباء عن باقي المناطق الساحلية لوجود ( الربيان – القريدس ) بأحجام اقتصادية ، لطبيعة التربة المائية الجاذبة للربيان وبكثرة ، وبها أهم مشاريع الاستزراع السمكي في المملكة ( شركة أسماك تبوك ) وأحد أكبر المشاريع في الشرق الأوسط ، والذي شهد مؤخراً توقيع اتفاقية بينه وبين شركة نيوم ، للعمل على تطويره ، وتعزيز صناعة الاستزراع المائي في المنطقة ، سواء في الأنظمة المغلقة الحديثة ذات التقنية العالية أو الاقفاص العائمة المطورة ، والذي يتوقع أن يعمل بقدرة إنتاجية تصل إلى 70 مليون زريعة .
وتمتلك محافظة ضباء إلى جانب ذلك أهم المقومات السياحية ، حيث يعتبر القطاع السياحي في المحافظة من أهم قنوات الاستثمار الواعدة ، لموقعها الجغرافي المميز ، والذي شكل عاملاً أساسياً للنشاط الاقتصادي قديماً وحديثاً ، حيث عرفت ضباء واشتهرت قديماً بكونها ميناء آمنا لسفن التجارة والصيد في شمال البحر الأحمر ، وبها البلدة القديمة ذات العبق والعمق التاريخي ، وقلعة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ، التي تقف شاهدةً على العهد الزاهر للملكة العربية السعودية ، منذ لحظة بنائها سنة 1352هـ وحتى اليوم ، وبها العديد من المشاريع البلدية الضخمة ، كواجهتها ” البحرية ” التي تربو على مساحة تفوق الـ 190 ألف متر مربع ، أحد أهم أوجه الجذب السياحي فيها ، حيث تتجاوز مسماها كواجهة بحرية تضم متنزهاً عاما إلى إبداع هندسي يضم بين جنباته العديد من المنشآت والمزارات التي تحتضن الفعاليات النوعية في محافظة ضباء على مدار العام ، وكمزار سياحي وترفيهي واقتصادي للمحافظة ، يجاوره هدير البحر بأمواجه الهادئة.
وتضم ضباء مرسى لقوارب النزهة والصيد في الميناء التجاري الذي يحتوي على ساحات خضراء وممشى على امتداده، وتتوج إطلالته المسائية بإضاءات ديكورية ، إضافة إلى شهرتها برياضة الغوص ، التي يفد إليها الغواصون من مختلف المناطق؛ لما تضمه من شواطئ بكر كشاطئ العيانة والغال والبيضة والمعرش وحَر وأبوشِريرة والليانة، وسلمة.