يجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع القادم زيارة إلى باريس حيث سيلتقي مسؤولين فرنسيين، لإتمام المصالحة بين الولايات المتحدة وفرنسا التي تأثرت بما بات يعرف بـ”أزمة الغواصات”، حسبما أفاد الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس وأكده بلينكن. ومن المنتظر أن يعقد الأخير لقاء مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان سيلتقي الرئيس ماكرون. وتأتي الزيارة ضمن مسار لإصلاح ما أفسدته الأزمة، قبل لقاء مرتقب بين ماكرون وبايدن نهاية أكتوبر/تشرين الأول في أوروبا.
من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باريس ، لعقد لقاء مع المسؤولين الفرنسيين في إطار المساعي الرامية إلى تحقيق “إجراءات ملموسة” لإتمام المصالحة بين الولايات المتحدة وفرنسا بعد أزمة الغواصات.
وفي هذا الشأن، صرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس بأن بلينكن سيتوجه إلى باريس في الفترة ما بين يومي الإثنين إلى الأربعاء، لحضور اجتماع منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، “كما سيلتقي نظراءه الفرنسيين بهدف مواصلة المحادثات بشأن تعزيز العلاقات الحيوية بين الولايات المتحدة وفرنسا حول سلسلة مسائل”.
ومن المزمع أن يعقد بلينكن لقاء جديدا مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بعد لقاء أول بين المسؤولين الأسبوع الماضي في نيويورك توصلا فيه إلى أن الأمر سيستغرق “وقتا” لطي الصفحة. ولم تحدد واشنطن في هذه المرحلة ما إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل أيضا أنتوني بلينكن.
وفي السياق، قال بلينكن في تويتر “أجرينا مناقشات مثمرة حول العلاقات الأمريكية الفرنسية وناقشنا تعزيز التعاون على الصعيد العالمي. نتطلع إلى زيارة حلفائنا الفرنسيين في باريس الأسبوع المقبل”.
وبعد باريس، سيزور أنتوني بلينكن في 7 و8 أكتوبر/تشرين الأول المكسيك، في أول رحلة له إلى هذا البلد المجاور للولايات المتحدة كوزير للخارجية الأمريكية.
ويبدو أن حدة الأزمة الدبلوماسية بدأت تتراجع بعد محادثات هاتفية بين الرئيسين الأمريكي والفرنسي الأسبوع الماضي، أقر خلالها بايدن بأنه كان بإمكان الولايات المتحدة أن تتواصل بشكل أفضل مع حليفتها القديمة. ويفترض أن تمثل زيارة أنتوني بلينكن لباريس مرحلة من مراحل هذه العملية، قبل لقاء مرتقب بين إيمانويل ماكرون وجو بايدن نهاية أكتوبر/تشرين الأول في أوروبا.
هذا وأشار الناطق باسم الخارجية الأمريكية أيضا إلى أن بلينكن والفرنسيين سيناقشون “الأمن في منطقة المحيطين الهندي الهادئ” و”الأزمة المناخية والانتعاش الاقتصادي بعد وباء كوفيد-19 والعلاقة عبر الأطلسي والتعاون مع حلفائنا وشركائنا لرفع التحديات واغتنام الفرص على المستوى العالمي”.
بدورها، صرحت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا كارين دونفريد الجمعة “ندرك أن” المصالحة “ستستغرق وقتا وستتطلب الكثير من العمل”. مضيفة “يجب أن تؤدي محادثاتنا إلى إجراءات ملموسة تظهر كيف أنه من خلال العمل معا، سنعيد الثقة” بدون أن تذكر ما إذا كان سيكون هناك إعلانات مع نهاية المحادثات الباريسية. وأكدت دونفريد بأن تحالف “أوكوس” لا “يحل مكان” شراكات أخرى، مشيرة إلى أنه و”بخلاف ذلك، نرحب بفرصة مناقشة كيف يمكننا إشراك الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مبادراتنا في المحيطين الهندي والهادئ”.
من جهته، أعرب مصدر أوروبي عن أمله بأن تتحول الأزمة الفرنسية-الأمريكية إلى “أمر سيئ أنتج شيئا جيدا”، من خلال “توضيح” الصورة بين جانبي الأطلسي في ما يخص الطموحات الدفاعية الأوروبية المكملة لحلف شمال الأطلسي، وهو مشروع ينادي به بقوة إيمانويل ماكرون.