محمد الغشام – الرياض
تنهض مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض بدور ثقافي وحضاري بارز في الوصل بين الثقافات العالمية من خلال مجال الترجمة، ففضلا على إصدارها عشرات الكتب المترجمة والمعرّبة خاصة ما يهتم منها بتاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة العربية السعودية، فإنها أنشأت جائزة عالمية للترجمة انطلقت في العام 2006 م وفي اليوم العالمي للترجمة الذي يحتفل به العالم في الثلاثين من سبتمبر من كل عام يبرز هذا التقرير جهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في مجال الترجمة من مختلف اللغات العالمية إلى اللغة العربية والعكس، حيث تتركز هذه الجهود في مجالين: ترجمة الكتب العالمية البارزة إلى اللغة العربية، وإنشاء جائزة عالمية للترجمة تتضمن ستة مجالات من العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس.
من أبرز الكتب التي نهضت المكتبة على ترجمتها ، وما يتعلق منها بالتاريخ السعودي وأدب الرحلات إلى الجزيرة العربية: الرياض: المدينة القديمة من تأليف وليم فيسي، الطائف: التطور والبنية والمعمار في مدينة عربية ناهضة لهاينز غاوبة، ابن سعود ملك الصحراء من تأليف Yves Besson وكتاب: في شبه الجزيرة العربية المجهولة ل R.E. Cheesman و” ياباني في مكة” من تأليف : تاكيشي سوزوكي و ” الطريق إلى مكة” لمحمد أسد وكتاب :” في شبه الجزيرة العربية المجهولة” من تأليف آر إي تشيزمان ، و:” فيلبي الجزيرة العربية” لإليزابيث مونر وكتاب:” شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين في مائة عام” لالبرخت زيمة وكتاب:” الحج إلى مكة” للمؤلفة الليدي إيفيلين كوبولد والجزيرة العربية حديقة الرسامين، لتييري موجيه، ومن الكتب العلمية والتقنية التي قامت المكتبة بإصدارها معربة ومترجمة: كتاب: المدير غير التقليدي تأليف: لاريس كوليند ويعقوب بوتر، و لو أبصرت ثلاثة أيام لهيلين آدمز كيلر، والأساس الفكري لتنظيم المعلومات لإلين اسفينونيس .
والتقنيات والإدارة في خدمات المكتبات والمعلومات لفريدرك ولفر دلانكستر وبث ساندرو، وتقنيات المعلومات في المكتبات والشبكات لأودري جروش، وكذلك: تقنيات الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة ألانكستر وآمي وارنر، وخدمات المكتبات والمعلومات: قياسها وتقييمها، من تأليف: ف. لانكستر وش بيكر، مسارات الرحلة والترجمة في زمن العولمة لجيمس كليفورد، والإسلام : مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب لشارل سان برو.
وقد قامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في سياق اهتمامها الكبير بالترجمة بإنشاء: “جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ” في العام 2006م حيث تهدف إلى تكريم الأعمال المترجمة وأصحابها من خلال ترجمة الإبداع الإنساني في المجالات اللغوية والأدبية والثقافية والعلمية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، ومن اللغات العالمية إلى اللغة العربية .
و تمنح الجائزة للأعمال المترجمة من اللغة العربية وإليها، لتعزيز التواصل بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى، وإثراء المكتبة العربية باحتياجاتها من مصادر المعرفة التي تدعم خطط وبرامج التنمية والتعريف بالنتاج الثقافي والإبداعي والعلمي العربي على المستوى العالمي .
وتأتي الجائزة ضمن مسار التواصل الحضاري الذي تقدمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض والدار البيضاء بالمغرب وبكين بجمهورية الصين الشعبية، بهدف التواصل المعرفي بين الأمم والثقافات، وإقامة جسور ثقافية بين مختلف الحضارات عبر ترجمة العلوم والآداب والمعارف المختلفة من اللغات الأجنبية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات العالم الحية .
وقد أقامت المكتبة حفل توزيع جوائزها في عدة عواصم عالمية في مسيرتها التسع ، حيث تعتبر جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، من الجوائز العالمية الحديثة المتجددة التي حققت طموحات عالمية في خلال 15 عاما،
وتكشف أرقام المشاركين وعدد المتقدمين لدوراتها المتعددة عن نجاح الجائزة في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها في جميع فروع المعرفة العلمية والثقافية، وتثبيت عالميتها ومكانتها الرفيعة في صدارة الجوائز الدولية المعنية بالترجمة، حيث إن الجائزة قد أحدثت – وهي ستحتفي قريبا بالدورة العاشرة – ؛ حراكًا علميًا ومَهْنيًا نوعيًا عالميًا في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها؛ وفتحت آفاقًا واسعة أمام المفكرين والمبدعين؛ لترجمة إنتاجهم، والمساهمة المباشرة في عملية التواصل المعرفي والعلمي، حتى حازت القدرة على استقطاب ترشيحات كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية؛ ومشاركة أفضل المترجمين في العالم .