كشف أعضاء فرقة “آبا” السويدية الشهيرة الخميس عن ألبوم جديد سيصدرونه هو الأول منذ نحو 40 عاماً لهؤلاء المغنين الذين تجاوزت أعمارهم اليوم السبعين، وعن جولة لهم من خلال صورهم التجسيمية الثلاثية الأبعاد “الهولوغرام” التي أطلقوا عليها تسمية “آباتار” “نسبة إلى الصور الرمزية “افاتار””.
ويجسد هذا الإعلان العودة الموعودة منذ سنوات والمنتظرة من جمهور الفرقة التي انفرط عقدها عام 1982، بعدما حققت نجاحاً هائلاً خلال السبعينيات بفضل أغنياتها الضاربة على غرار “غيمي!غيمي!غيمي! “ايه مان آفتر ميدنايت”” و”دانسينغ كوين” و”واترلو” و”ماني، ماني، ماني”.
وخلال نشاط لمحبي الفرقة نقل مباشرة عبر الإنترنت من ستوكهولم ولندن وبرلين ونيويورك، عُرضت أغنية من الألبوم الجديد بعنوان “آي ستيل هاف فيث إن يو” “”لا أزال أؤمن بك””.
وتضمن فيديو الأغنية صوراً أرشيفية للأعضاء الأربعة في الفرقة المؤلّف اسمها من الأحرف الأولى من اسم كلّ فرد، أنييتا فالتسكوغ “71 عاما” وبيورن أولفاوس “76 عاما” وبيني أندرسون “74 عاما” وأني-فريد لينغستاد “75 عاماً”.
*لقطة لفريق آبا في مدينة برايتون بعد فوزهم في مسابقة يورو فيجن عن أغنية (واترلو) تعود إلى عام 1974*
وقال بيورن أولفاوس وبيني أندرسون من لندن “لدينا أليوم جديد” سيُطرح في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقال أولفاوس مازحأً “يجب عدم ترك 40 عاماً تمر بين ألبوم وآخر”، موضحاً أن الجديد يتضمن “مزيجاً من أعمال “الفرقة” وأغنية ميلادية”.
كذلك تطلق الفرقة في المناسبة عرضاً مسرحياً جديداً يبدأ في أيار/مايو المقبل في مسرح يتّسع لثلاثة آلاف شخص جُهّز خصيصا لهذا الغرض في شرق لندن.
ويتضمن العرض 22 أغنية تؤديها على مدى ساعة ونصف ساعة صور تجسيمية للمغنين الأربعة في شبابهم.
-بعيداً من الأضواء- وفي نيسان/أبريل 2018، أعلنت الفرقة السابقة أنها عادت إلى الاستوديو للمرة الأولى منذ أربعة عقود.
وسُجّلت يومها أغنيتان هما “آي ستيل هاف فايث إن يو” و”دونت شات مي داون”.
وقال بيتي أندرسون في حديث عبر تلفزيون “إس في تي” السويدي الحكومي “كانت لدينا هاتان الأغنيتان، وبدا لنا ذلك خفيفاً، فقلنا لأنفسنا: لماذا لا نسجل بضع أغنيات إضافية؟ وهذا ما فعلناه، وكان ذلك جيداً، فأكملنا وسجلنا ألبوماً كاملاً”.
لكنها ما انفكّت ترجئ موعد الكشف عن الأعمال الجديدة، ثم أتت الأزمة الصحية لتعقّد الأمور.
ورأى الخبير في شؤون المجموعة السويدي كارل ماغنوس بالم أن خير استخدام صور رمزية رقمية للعرض أخّر عودة فرقة البوب الشهيرة.
وشرح لوكالة فرانس برس أن أعضاء الفرقة “واجهوا مشاكل مع التكنولوجيا، ولم تحصل الأمور فعلياً كما كانوا يأملون”.
وأضاف “أصبحوا جاهزين للانطلاق قبل نحو عام، لكنّ الجائحة” حلّت.
ومنذ انفصال الفرقة بعد طلاق فالستكوغ وأولفاوس من جهة وأندرسون ولينغستاد من جهة أخرى، خاض الفنانون مسيرات انفرادية كانت نشطة نسبيا، لكنهم حرصوا على البقاء بعيدا من الأضواء.
وهم كانوا قد التقوا في أواخر الستينات وحقّقوا نجاحا عالميا بعد فوزهم بمسابقة “يوروفيجن” سنة 1974 مع أغنية “ووترلو” وبيعت عشرات ملايين النسخ من أسطواناتهم.
ولم تصدر “آبا”، منذ آخر ألبوم لها في الاستوديو سنة 1981 وانفصالها سنة 1982، أي عمل جديد.
لكن الشعلة لم تنطفئ يوما، فمجموعة “آبا غولد” المؤلفة من أفضل أغنيات الفرقة التي صدرت سنة 1992 باتت من الألبومات الأكثر مبيعا في العالم.
وجذب الاستعراض الموسيقي “ماما ميا” والأفلام المشتقّة منه جيلا جديدا من المعجبين لم يكن قد أبصر النور في ذروة شهرة الفرقة في السبعينات.
وأصبحت “آبا غولد” في تموز/يوليو أول أسطوانة تبقي ألف أسبوع في قوائم الأعمال الموسيقية الأكثر مبيعا في بريطانيا.