ضربت أمطار غزيرة وفيضانات دولا أوروبية عدة الخميس بما فيها ألمانيا حيث تسببت السيول في كارثة غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين وأودت ب 42 شخصا على الأقل.
وقبل شهرين ونصف شهر من الانتخابات العامة، ألقى العديد من المرشحين، بمن فيهم المحافظ أرمين لاشيت، باللوم على ظاهرة تغير المناخ كونها سببا لهذه العواصف الشديدة.
وفي بلجيكا تسببت العواصف في مقتل أربعة أشخاص وفقا لخدمات الطوارئ وستة على الأقل وفقا لمحطة “آر تي بي إف”، كما تعرضت لوكسمبورغ وهولندا لأضرار كبيرة.
لكنّ الوضع في غرب ألمانيا الخميس كان مقلقا بشكل خاص.
فقد سجل مقتل 33 شخصا على الأقل بمن فيهم ثمانية في منطقة أيسكيرشن وحدها.
– ميركل “قلقة” – قالت أنغيلا ميركل التي تبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة الخميس “أنا قلقة إزاء الكارثة التي يجب على عدد كبير من الناس مواجهتها في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات”.
وأعلنت الشرطة مقتل ما لا يقل عن 42 شخصا من بينهم 18 في منطقة أهروايلر “راينلاند بالاتينات” وحدها.
ويُخشى أن ترتفع حصيلة الضحايا.
ففي بلدة شولد في جنوب بون حيث انهارت ستة منازل على ضفاف نهر، أحصت الشرطة ما بين 50 و60 مفقودا.
وطلب من السكان إرسال مقاطع فيديو وصور للشرطة يمكنها أن تساهم في توفير أدلة حول مكان أحبائهم المفقودين.
وفي بلدة ماين، غمرت المياه الشوارع.
وقال أولي فالدسدورف نائب رئيس هيئة الإطفاء في ماين “عام 2016، واجهنا فيضانات شديدة، لكن الفيضانات الحالية أكثر حدة بكثير”.
وأضافت أورترود ماير “36 عاما” وهي من سكان المنطقة “نحن ندرك الخطر، لكننا لم نر شيئا مماثلا.
يبلغ عمي 80 عاما تقريبا وهو من ماين ويقول إنه لم يختبر تجربة كهذه”.
وألغى أرمين لاشيت زعيم ولاية شمال الراين فستفاليا والمرشح الذي اختير لخلافة ميركل في الخريف اجتماعا لحزبه في بافاريا لمراقبة الوضع في ولايته الأكثر تعدادا للسكان في ألمانيا.
وصرّح لصحيفة “بيلد” اليومية خلال زيارته بلدات مغمورة بالمياه منتعلا حذاء مطاطيا “الوضع مقلق”.
في هذه المنطقة الشاسعة، قتل مسعفان أثناء تدخلهما للمساعدة، فيما غرق رجلان في قبوهما الذي غمرته المياه.
وقطعت الكهرباء عن أكثر من 135 ألف منزل صباح الخميس.
وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، قررت السلطات إجلاء قرابة 500 مريض من عيادة ليفركوزن.
وسيتوجه وزير المال والمرشح الديموقراطي الاجتماعي لمنصب المستشارية أولاف شولتز إلى المنطقة أيضا لتقييم الأضرار والمساعدات الفدرالية التي ستقدّم.
وتأتي هذه العواصف في منتصف الحملة الانتخابية، وبالتالي تذكر بفيضانات صيف 2002 التي كان المستشار جيرهارد شرودر قادرا على مواجهتها، قبل إعادة انتخابه.
واجتاحت سيول غزيرة مناطق في ألمانيا تسببت في ارتفاع مستوى الأنهار واقتلاع أشجار وتدمير طرق ومنازل.
ويحاول المسعفون إجلاء الضحايا الذين لجأ كثر منهم إلى أسطح المنازل.
لكن أغلقت العديد من المنافذ ما يعقد عمليات الإنقاذ.
– محاولات نهب – في ستولبرغ قرب من إيكس-لا-شابيل، كان على الشرطة التعامل مع محاولات نهب متاجر.
وقال وزير الداخلية هورست سيهوفر لصحيفة “بيلد” إنها “مأساة” حجمها “بعيد عن أن يكون متوقعا”.
وأضاف “هذه الظروف المناخية القصوى هي عواقب تغير المناخ” معتبرا أنه على ألمانيا “أن تكون أكثر استعدادا” له.
كذلك، تأثرت الدول المجاورة للمناطق الألمانية الأكثر تضررا، مثل بلجيكا ولوكسمبورغ بهذه العواصف الشديدة.
وغمرت المياه “العديد” من المنازل في كل أنحاء البلاد وقد أجلي سكانها، وفقا لسلطات لوكسمبورغ.
في بلجيكا، نشر الجيش في أربع مقاطعات من أصل عشر في البلاد “لييج ونامور ولوكسمبورغ وليمبورغ” للمشاركة في جهود الإغاثة خصوصا في عمليات الإجلاء.
وتم توفير خيام لنقل سكان مدينة سبا المغمورة بالمياه منذ الأربعاء.
وقدّمت فرنسا طائرة هليكوبتر وفريقا من المنقذين للمشاركة في عمليات الإغاثة في لييج، وقالت إيطاليا والنمسا إنهما مستعدتان للتعاون في إطار آلية الحماية المدنية الأوروبية.
في هولندا، سجلت مقاطعة ليمبورغ، المتاخمة لألمانيا وبلجيكا أضرارا كبيرة كما يهدد ارتفاع منسوب المياه بعزل بلدة فالكنبورغ الصغيرة في غرب ماستريخت.
وأغلقت العديد من محاور الطرق بينها طريق سريع رئيسي، بسبب خطر فيضانات الأنهار.