مع تساقط الثلوج بشكل منتظم في الأسابيع الأخيرة، تنازلت الطيور المعششة على أسطح المنازل في العاصمة السويدية عن عرشها لتتيح المكان لجيش من “الكانسين” ليزيلوا الغطاء الأبيض عن البيوت.
يعمل أندريه بليان وأليكس لوبو على حافة سقف من الصفيح الأسود على ارتفاع 10 أمتار ليزيلا الثلوج السميكة عن مبنى في حي غاملا ستان التاريخي “المدينة القديمة” في ستوكهولم، فيما يقف زميلهما في الشارع للمراقبة وتحذير المارة.
وفي حين أن الوظيفة قد تسبب الدوار بالنسبة إلى كثر، فإن ذلك يمنح بليان ولوبو فرصة الاستمتاع بالمناظر وقال بليان لوكالة فرانس برس “وجودي هنا على السطح والنظر إلى السماء، تشعر بنوع من الحرية” متجاهلا البرد القارس ودرجات الحرارة المتجمدة.
وتهدف إزالة الثلوج باستمرار من على أسطح المدينة، أولا وقبل كل شيء للحفاظ على “سلامة الناس” ولكن أيضا لحفظ المباني التي يبلغ عمر كثير منها مئات السنوات وأوضح الشاب البالغ من العمر 36 عاما “إذا كان هناك الكثير من الثلوج على السطح فسيشكل ذلك ثقلا عليه لذا تتوجب إزالتها”.
يعمل بليان في هذا المجال منذ 10 سنوات ويتنقل بسلاسة وثقة ويعتبر إنجاز المهمة بسرعة أمرا أساسيا إذ هناك المزيد من الأسطح التي تنتظر إزالة الثلوج عنها، لكن تبقى السلامة أولوية قصوى وأوضح “في كل مرة يجب أن تفكر في سلامتك، فهي القاعدة الأولى ليس لديك مجال لارتكاب خطأ هنا إذا ارتكبت خطأ واحدا، فقد يكون الأخير”.
وفي أوائل فبراير، أصيب “كانس ثلوج” آخر بجروح خطرة أثناء تنظيف أحد الاسقف في بلدة أوميا في شمال السويد، وأظهرت النتائج الأولية للتحقيق أنه لم يكن يضع حبال الأمان وبموجب القانون السويدي، يتحمل مالكو العقارات مسؤولية إزالة الثلوج والجليد عن مبانيهم إذا كان هناك احتمال لسقوطها وإصابة شخص ما، لكن هذه الحوادث نادرة.
وقال ستافان موبرغ الناطق باسم مجموعة “سفينسك فورساكرينغ” للتأمين لوكالة فرانس برس “على ما أذكر، لم تكن هناك سوى حالتي وفاة خلال السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية”.
في واحدة من الحالتين “عام 2002″، توفي مراهق يبلغ من العمر 14 عاما بعدما وقعت عليه كتلة كبيرة من الجليد تسببت أيضا في تحطيم مبنى في شارع التسوق الرئيسي في ستوكهولم دروتنينغاتان.
وأضاف موبرغ أنهم لا يحتفظون بإحصاءات عن الحوادث إذ نادرا ما يتم طلبها وعندما تحدث في بعض الأحيان “فإن عواقبها في الغالب لا تكون مميتة ونادرا ما تكون خطرة” لكن بعد كل تساقط جديد للثلوج، تظهر على الفور لافتات على الأرصفة والواجهات تحذر المارة من خطر تساقط الثلوج والجليد، في انتظار وصول “كانسي الثلوج”.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه بليان ولوبو بالعمل على السطح في الأعلى، فإن فريدريك إريكسون مكلف بتأمين سلامة المشاة في الأسفل باستخدام صافرة عالية الصوت لينظم حركة مرورهم.
واعترف إريكسون بأنها قد تكون مهمة صعبة لأن الناس غالبا ما يكونون غافلين عن العمل الجاري وأضاف “لا يظهرون الكثير من الاحترام، بل يمرّون بسرعة لذلك أضطر لاستيقافهم والصراخ في وجههم لا يدركون الخطر”.