غاب الثلاثة الكبار في عالم كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، السويسري روجيه فيدرر والاسباني رافايل نادال عن مباراة القمة في النسختين الأخيرتين ضمن بطولة الماسترز الختامية التي يشارك فيها أفضل ثمانية لاعبين في العالم، وحلّ بدلا منهم شابان يريدان وضع حد لسيطرة هؤلاء على رياضة الكرة الصفراء.
بدلا من الثلاثة الكبار، تواجد الروسي دانييل ميدفيديف والنمساوي دومينيك تييم في نهائي الماسترز الاحد وكانت الغلبة للأول الذي توج بباكورة ألقابه في هذه البطولة في مشاركته الثانية فقط وجمعت نسخة العام الماضي اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس وتييم أيضا وانتهت بفوز الأول لكن هل تؤشر نتائج نهاية العام إلى نهاية حقبة الثلاثة الكبار أم أنه مجرد بزوغ فجر كاذب بالنسبة إلى الجيل القادم؟
وجاء خروج كل من ديوكوفيتش ونادال في نصف النهائي على يد منافسين أصغر منهما سنا دراماتيكيا ليس فقط من ناحية النتيجة فقد نجح تييم “27 عاما” في قلب تخلفه 0-4 في الجولة الفاصلة في المجموعة الحاسمة أمام الصربي، وذلك بعد إضاعته أربع فرص لحسم المباراة في الجولة الحاسمة من المجموعة الثانية.
في المقابل، لم يتأثر ميدفيديف في خسارة المجموعة الأولى أمام نادال ليقلب النتيجة في صالحه ويضع حدا لـ71 فوزا تواليا للاسباني عندما يفوز بالمجموعة الأولى بيد أن التاريخ الحديث يثبت أن البطولة الختامية ليست مؤشرا قويا عما يمكن توقعه في الموسم التالي.
فميدفيديف هو الفائز السادس المختلف في النسخ الست الأخيرة لبطولة الماسترز الختامية كما أن الملاعب الصلبة داخل قاعة مقفلة ليست الأرضية المفضلة لنادال الذي فشل في التتويج بالماسترز على الرغم من مسيرته المظفرة وألقابه العشرين الكبيرة.
أما ديوكوفيتش فلم يقدم أفضل أداء له في هذه البطولة منذ تتويجه باللقب أربع مرات تواليا من 2012 الى 2015 في المقابل، أحرز فيدرر الغائب عن نسخة العام الحالي بداعي الإصابة، آخر ألقابه فيها عام 2011.
ويبقى الفوز بأحد الألقاب الكبيرة أكبر الجوائز وفي هذا المجال، فان احتكار الثلاثة الكبار لهذه الألقاب لا جدال فيه على الإطلاق، فقد نجحوا في حسم الأمور في صالحهم 56 مرة في اخر 67 بطولة كبيرة “استراليا المفتوحة، رولان غاروس، ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز” بينها 14 في آخر 15 نهائي ونجح تييم في وضع حد لهذه السيطرة المطلقة عندما توج في البطولة الاميركية الصيف الماضي، لكن نادال وفيدرر لم يشاركا في حين استبعد ديوكوفيتش أبرز المرشحين لإحراز اللقب لتوجيه كرة طائشة باتجاه إحدى حكمات الخطوط.
وأحرز نادال لقبه الثالث عشر في رولان غاروس من دون أن يخسر أي مجموعة وسيبقى إلى جانب ديوكوفيتش أبرز المرشحين لمواصلة التألق عام 2021 ووجه نادال تحذيرا إلى الجيل الصاعد بقوله بعد خسارته أمام ميدفيديف في لندن “لا يزال تصميمي كما كان العام المقبل سيكون عاما هاما آمل أن أكون جاهزا لخوض التحدي للأهداف التي أريد المحاربة من أجلها”.
وحقق الجيل الجديد المتمثل بتييم، ميدفيديف، زفيريف وتسيتسيباس نجاحات في مواجهة الثلاثة الكبار اكثر من الجيل السابق، لكن مع تقاسم فيدرر ونادال الرقم القياسي في عدد الالقاب الكبيرة “20 لقبا لكل منهما” بفارق 3 القاب عن ديوكوفيتش، فان هؤلاء المخضرمين الذين سيطروا على مقاليد اللعبة في السنوات الـ15 الاخيرة يلعبون من اجل التاريخ ايضا ويملكون بالتالي تصميما كبيرا.
ورحب ميدفيديف ببروز الجيل الجديد بقوله “انه امر رائع لكرة المضرب لقد بدانا نترك بصمتنا احرز تييم اول لقب كبير له ويقدم كرة مضرب مدهشة حاليا” بيد ان تييم يعتقد بأنه من المبكر استبعاد الرعيل القديم وتوقع “اوقاتا مثيرة” في المستقبل بقوله “اظهرنا قدرتنا على اللعب في مواجهة الاساطير، قدرتنا على التغلب عليهم وعلى احراز الالقاب الكبيرة، لكني اعتقد بان الثلاثة الكبار سيستمرون في المنافسة بقوة على الالقاب الكبيرة ولن يعتزلوا قبل مرور3 أو 4 أو 5 سنوات حينها سنكون مرشحين لاحراز الالقاب الكبيرة”.