اتّهم قائد الجيش الإثيوبي الخميس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أبرز الشخصيات العالمية المتحدّرة من تيغراي، بالضغط لصالح الإقليم المتمرّد ومساعدة سلطاته في الحصول على الأسلحة.
وشن رئيس الوزراء أبيي أحمد حملة عسكرية على منطقة تيغراي الشمالية في الرابع من نوفمبر بهدف معلن هو الإطاحة بالحزب الحاكم فيها وهي جبهة تحرير شعب تيغراي التي يتهمها بتحدي حكومته والسعي لزعزعة استقرارها.
وقال قائد الجيش برهان جولا في مؤتمر صحافي لدى حديثه عن المدير العام للهيئة الأممية “عمل في دول مجاورة لإدانة الحرب. عمل لصالحهم للحصول على الأسلحة”.
وقال برهان في معرض حديثه عن تيدروس، الذي كان وزيرا للصحة في عهد الحكومة السابقة، إنه “جزء من هذا الفريق “جبهة تحرير شعب تيغراي””. وأشار إلى أن تيدروس “لم يوفر جهدا” لمساعدة جبهة تحرير شعب تيغراي.
وأضاف “ماذا تتوقعون منه؟ لا نتوقع منه بأن يقف إلى جانب الشعب الإثيوبي ويدينهم “أعضاء الجبهة””.
وقد عدته مجلة تايم من أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً. تصر حكومة أبيي على أن هدفها هو محاربة أعضاء جبهة تحرير شعب تيغراي الذين تصفهم بأنهم “رجعيون وخارجون عن القانون”، وليس السكان المدنيين العاديين في تيغراي. لكن المراقبين أعربوا عن قلقهم من فقدان أبناء تيغراي وظائفهم أو اعتقالهم بسبب عرقهم.
– قوة خارجية –
قادت جبهة تحرير شعب تيغراي عملية الإطاحة بمنغيستو هايلي ميريام، رئيس المجلس العسكري في العام 1991 وسيطرت على مقاليد الحكم لثلاثة عقود حتى وصول أبيي الذي تولى منصبه في العام 2018.
واشتكت الجبهة من تهميشها في عهد أبيي أحمد ومن تحميلها مسؤوليات المشكلات التي تعاني منها البلاد، ودفعها خلاف مرير مع الحكومة المركزية هذا العام إلى إجراء انتخابات في المنطقة في تحد للتأجيل الذي أقره أبيي بسبب كوفيد-19. في 4الرابع من نوفمبر، قال أبيي إن الجبهة هاجمت معسكرين للجيش الفدرالي في المنطقة، متجاوزة بذلك “خطاً أحمر”.
واستخدم خلال حملته المثيرة للجدل الطائرات الحربية لقصف تيغراي فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين. كذلك، وثقت منظمة العفو الدولية حدوث مذبحة مروعة.
وجعل قطع الاتصالات في تيغراي من الصعب التحقق من صحة أي أنباء، لكن يُعتقد أن العدد الإجمالي للقتلى بالمئات. في غضون ذلك، تحذر الأمم المتحدة من “أزمة إنسانية واسعة النطاق” مع تدفق 36 ألف شخص إلى السودان المجاور، وفقًا لمفوضية اللاجئين السودانية.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء أن جمعية الصليب الأحمر الإثيوبية “نقلت مئات الجرحى في المناطق المتضررة من الاشتباكات”.
وأصر أبيي هذا الأسبوع على أن العملية العسكرية بلغت مرحلتها الأخيرة، وقالت حكومته إنها تسير نحو العاصمة الإقليمية ميكيلي بعد سلسلة من الانتصارات.
وقال وونديمو أسامنيو، أحد كبار مسؤولي تيغراي، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن قوات تيغراي “تبنت موقفًا دفاعيًا على جميع الجبهات”.
وقال بيان صادر عن رئيس تيغراي ديبريتسيون جبريميكايل الخميس إن الجيش “طلب المساعدة من قوة خارجية، مع بدء استخدام طائرات بدون طيار في المعركة”.
– إقصاء التيغراي –
منذ بدء القتال، اعتُقل مئات الأشخاص بتهمة التآمر مع جبهة تحرير شعب تيغراي، في حين عُلقت حسابات 34 شركة تجارية بسبب صلات مزعومة بالجبهة.
وأعلنت الشرطة الفدرالية مساء الأربعاء عن مذكرات اعتقال في حق 76 ضابطا في الجيش، بعضهم متقاعد، بتهمة التآمر مع الجبهة و”ارتكاب الخيانة”. كذلك قالت الحكومة إن لديها “أدلة موثوقة ومحددة” عن نشطاء في الجبهة يعملون لصالح منظمات محلية ودولية.
وقالت ليتيسيا بدر من منظمة هيومن رايتس ووتش لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي “ما زلنا نتلقى تقارير موثوقة عن تعليق عمل أشخاص من تيغراي في أماكن أخرى من البلاد مع تصاعد القتال في تيغراي”.
وأضافت “بالنظر إلى السياق المتوتر والمتقلب بشكل لا يصدق في البلاد، يجب على السلطات الإثيوبية أن تقاوم الخطاب والإجراءات التي تغذي التعصب وتخاطر بإقصاء أبناء تيغراي عن جميع مناحي الحياة”.