في ظل ما يشهده العالم من تغيرات كبيرة خلال أزمة كوفيد-19، كشفت نتائج آخر دراسة قامت بها تريند مايكرو والتي شملت 2064 من صناع القرار في مجال الأعمال وتكنولوجيا المعلومات عبر جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ أن موضوعات “التحول الرقمي وأمن السحابة” تصدرت قائمة المواضيع التي تجذب انتباه وفضول الشركات، حيث أفادت بذلك 79% من الشركات التي أجري عليها الاستطلاع ، وتليها مواضيع “البحث عن التهديدات والثغرات الأمنية” بنسبة 62٪، فيما سجّلت مواضيع “المخاطر الأمنية والامتثال” نسبة 49٪. وقد تم إجراء هذا الاستطلاع تمهيداً لمؤتمر تريند مايكرو المعروف باسم CLOUDSEC 2020، أحد أكبر المؤتمرات العالمية في مجال الأمن السيبراني، والذي سيعقد في الفترة من 24 نوفمبر إلى 26 نوفمبر من العام الجاري
وقد جاءت النتائج حسب توقعات الكثير من الخبراء، وذلك بالنظر إلى ما شهدته الكثير من الشركات التي قامت بتسريع وتيرة مشاريعها الخاصة بالتحول الرقمي وعمليات انتقالها إلى السحابة، حيث أدركت الشركات أن أزمة الوباء أثرت بشكل كبير على قوة العمل التعاوني في مكان العمل، ومستوى الإنتاجية وصافي الأرباح لدى العديد من القطاعات والمجالات. لذلك أصبح السبيل الوحيد للصمود وممارسة الأعمال هو الابتكار وتعزيز الاستفادة من التقنيات الجديدة.
وقد تطابقت آراء أصحاب الردود مع بعضهم البعض فيما يتعلق بالمشاكل التي تحيط بالعمل. فقد أظهر الاستطلاع أن الشركات في أغلب الأحيان تواجه صعوبة في اكتشاف التهديدات المتطورة والاستجابة لها، وقد صرح بذلك 32٪ ممن أجري عليه الاستطلاع، حيث شهدت هذه المشكلة زيادة بشكل كبير منذ بدء الوباء في الربع الأول من العام الجاري؛ كما سجلت مشكلة نقص المهارات الأمنية نسبة 32٪ أيضاً، وذلك بالتزامن مع ما نشهده اليوم من تنامي الجرائم الإلكترونية.
وقد تمثلت التحديات الشائعة الأخرى في التمكّن من “أتمتة العمليات الأمنية في السحابة والحصول على الإعدادات الصحيحة”، حيث صرح بذلك 31٪ ممن أجري عليهم الاستطلاع؛ فيما شكلت مشكلة “رفع سقف الميزانية المخصصة للأمن السيبراني” نسبة 28٪؛ كما سجّلت مشكلة “الحصول على رؤية كاملة لمسارات التهديدات في المنظمة بأكملها” نسبة 26٪؛ وأفاد 25٪ من صناع القرار أنهم يواجهون باستمرار مشكلة “تبرير أهمية الاستثمار في الأمن السيبراني”.
وقد أفاد 68٪ من قادة الأمن السيبراني وصناع القرار في الاستبيان أنهم مهتمون بشكل كبير في التعرف على العمليات الأمنية المؤتمتة واتباع نُظُم الامتثال، الأمر الذي يُوَضّح بالفعل أن العديد منهم يعملون في البيئات السحابية ويواجهون مشكلات أمنية ناتجة عن الاعدادات الخاطئة. وفي واقع الأمر، تعتبر الإعدادات الخاطئة في السحابة السبب الرئيسي للهجمات الإلكترونية المرتبطة بالسحابة.
وقد أبدى من أجري عليهم الاستطلاع كذلك اهتمامهم “بالتعامل مع السيناريوهات الواقعية التي تتعلق بحماية تطبيقات الويب وتقنيات الحوسبة بدون خادم”، حيث أفاد 63 ٪ منهم بذلك، ما يدل على أن العديد منهم يديرون أعمالهم بالفعل على نحو متطور في السحابة. ويعتبر موضوع “نشر الإصلاح الافتراضي القائم على الشبكة وأنظمة منع التسلل” ثالث أكبر موضوع يثير اهتمام 52٪ من قادة الأمن السيبراني الذي أجري عليهم الاستطلاع، الأمر الذي يشير جَلِياً أن ثغرات الأنظمة لا تزال تمثل مشكلة كبيرة ورئيسية للفرق الأمنية عبر مختلف المجالات.
وبهذا الصدد، صرح الدكتور معتز بن علي نائب رئيس تريند مايكرو للشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلاً: ” يعتبر 2020 عام التحديات الكبيرة للمؤسسات، ولكن في نفس الوقت كان له جانب مشرق، حيث ساعد المؤسسات على إطلاق العنان لإمكاناتها الرقمية”.