تعهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إنهاء النزاعات في الخارج، كما أعلن البنتاغون الثلاثاء. وأعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريس ميلر انه سيتم سحب حوالى ألفي جندي من أفغانستان بحلول 15 يناير رافضا المخاوف القائلة بأن الانسحاب المتسرع قد يقضي على كل ما حاربت من أجله الولايات المتحدة في ذلك البلد.
في ما يأتي أبرز المحطات في أفغانستان منذ سقوط نظام حركة طالبان إثر تدخل ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2001: –
2001: “الحرب على الإرهاب” – شن الرئيس الأميركي جورج بوش “حربه على الإرهاب” ردا على اعتداءات 11 سبتمبر التي أوقعت نحو ثلاثة آلاف قتيل في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، مع غارات جوية على أفغانستان في السابع من أكتوبر 2001.
كانت حكومة طالبان وفرت ملجأ آمنا لأسامة بن لادن وحركته تنظيم القاعدة التي خططت ونفذت الاعتداءات.
وسرعان ما فرت طالبان التي كانت في السلطة منذ العام 1996 من كابول في السادس من ديسمبر. عُين حامد كرزاي لترؤس حكومة موقتة في حين بدأ حلف شمال الأطلسي نشر قوة المساعدة الأمنية الدولية “ايساف”.
– 2004: أول انتخابات رئاسية –
جرت أول انتخابات في أفغانستان على أساس الاقتراع العام المباشر في التاسع من أكتوبر 2004، وفاز كرزاي بنسبة 55 في المئة من الأصوات مع نسبة مشاركة بلغت 70 في المئة من الناخبين. أعادت طالبان تجميع صفوفها في الجنوب والشرق، وكذلك عبر الحدود في باكستان لشن هجمات.
– 2011-2008 : تعزيزات أميركية –
مع تكاثر الهجمات، طلبت القيادة الأميركية في سبتمبر 2008 تعزيزات بنحو 20 ألف جندي إضافي للانضمام إلى 33 ألفا كجزء من عملية انتشار قوة حلف الأطلسي البالغ عديدها 70 الف عسكري. في 20 أغسطس 2009 أُعيد انتخاب كرزاي في اقتراع شابته عمليات تزوير واسعة النطاق، فيما لم تتعد نسبة المشاركة 33 بالمئة وسط هجمات طالبان. في 2009 في مطلع ولاية باراك أوباما تضاعف عديد القوات الأميركية ليصل إلى 68 ألفا. في العام 2010 وصل العديد إلى نحو مئة ألف عسكري. قتل بن لادن في الثاني من مايو 2011 في عملية للقوات الخاصة الأميركية في باكستان.
– 2014: انسحاب حلف شمال الأطلسي –
في 14 يونيو 2014، انتخب أشرف غني رئيسا بنسبة 56 بالمئة من الأصوات. شكل ذلك أول انتقال ديموقراطي للسلطة في أفغانستان، حيث منع كرزاي دستوريا من السعي للحصول على ولاية أخرى. شابت عمليات التصويت أعمال عنف ونزاع مرير بشأن اتهامات بالتزوير. في 31 ديسمبر 2014، أنهى حلف شمال الأطلسي مهامه القتالية التي استمرت 13 عاما في أفغانستان. في العام التالي، حققت طالبان أبرز نجاحاتها العسكرية منذ إزاحتها عن السلطة. زاد تنظيم الدولة الإسلامية من نشاطه أيضا. وتضاعفت الهجمات الدامية لا سيما في كابول.
– 20182019: محادثات بين الأميركيين وطالبان –
في صيف العام 2018، كانت الحكومة الأفغانية تسيطر على 55 % فقط من أراضي البلاد، على ما جاء في تقرير أميركي.
وباشرت واشنطن وممثلون عن حركة طالبان محادثات سرية في الدوحة حيث للحركة مكتب سياسي، مع التركيز على خفض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان. في المقابل، اشترطت الولايات المتحدة على حركة طالبان ألا تُستخدم أفغانستان ملاذا آمنا للجماعات الجهادية ومن بينها تنظيم القاعدة.
وتمحورت المحادثات على وقف لإطلاق النار وفتح مفاوضات مباشرة بين حركة طالبان والحكومة في كابول. لكن في السابع من سبتمبر 2019، أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحادثات بعد مقتل جندي أميركي في كابول في هجوم أودى بحياة 12 شخصا.
وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، صوت الأفغان في انتخابات رئاسية شابتها اتهامات بحصول عمليات تزوير ما أغرق البلاد في أزمة سياسية استمرت شهورا.
– 2020: اتفاق تاريخي –
لم يعلن فوز غني بولاية ثانية إلا في 18 فبراير 2020 وقد رفض منافسه عبد الله عبد الله النتيجة متعهدا تشكيل حكومة موازية. في 29 فبراير 2020، وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاقا تاريخيا في الدوحة يفتح الباب أمام انسحاب شامل للقوات الأجنبية من أفغانستان ومفاوضات سلام غير مسبوقة بين الأطراف الأفغانية.
ووقع غني وعبدالله اتفاقا لتشارك السلطة في مايو وضع حد لخلاف استمر أشهرا طويلة. تولى عبدالله ملف مفاوضات السلام. في 28 يوليو، أعلنت حركة طالبان وقفا لإطلاق النار لثلاثة أيام بمناسبة عيد الأضحى في خطوة هي الثانية في غضون شهرين.
– اقتراب محادثات السلام –
احتاج الطرفان إلى ستة أشهر منذ توقيع اتفاق الدوحة لتبادل خمسة آلاف سجين من حركة طالبان مع نحو ألف من عناصر القوات الأفغانية أسرى لدى الحركة المتمردة.
ووصل الطرفان إلى طريق مسدود بشأن 400 سجين من حركة طالبان مدانين بجرائم خطرة. لكن في التاسع من أغسطس وافق مجلس “لويا جيرغا” مؤلف من وجهاء القبائل الأفغانية على إطلاق سراحهم لتسهيل المفاوضات.
– انطلاق المفاوضات بين الأطراف الأفغانية –
في 12 سبتمبر 2020، بدأت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان محادثات في الدوحة بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. إلا أن المواقف المتناقضة للطرفين المتحاربين تجعل نجاح مساعي السلام هذه غير مضمون.
– انسحاب أميركي جزئي –
تتعثر المحادثات بسبب خلافات حول تطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان ما بعد الحرب وإصرار حركة طالبان على إجراء المفاوضات على أساس الاتفاق الذي أبرمته مع الولايات المتحدة. ولم يتوصل الطرفان بعد إلى جدول أعمال شامل لهذا الحوار.
وتشهد غالبية مناطق أفغانستان معارك مستعرة مع شن حركة طالبان هجمات على عواصم الولايات ومنشآت أمنية ما يهدد المفاوضات الجارية. في 17 نوفمبر 2020 أعلنت وزارة الدفاع الأميركية سحب ألفين من أصل 4500 جندي منتشرين في أفغانستان بحلول 15 يناير 2021. وكان الرئيس ترامب وعد بإنهاء كل الحروب التي تشارك فيها بلاده في الخارج.