بعد خسارتها الانتخابات المحلية ثماني مرات، ابتكرت البرازيلية ريجينا بينتو سيكويرا شخصية “الكابتن كلوروكين” الخارقة من أجل لفت أنظار الناخبين، خاصة وأن قانون بلادها يتيح لها الترشح تحت اسم مستعار.
وستتضمن لوائح اقتراع انتخابات الأحد اسم “الكابتن كلوروكين”، الذي تعتبره سيكويرا التفاتة منها لمثالها الأعلى الرئيس جايير بولسونارو المتشبث بفكرة أن الهيدروكسي كلوروكين هو الدواء المعجزة لمكافحة مرض كورونا، على الرغم من أن بعض الدراسات توصلت إلى عكس ذلك.
وإلى جانب الجدل الذي يثيره العقار المضاد للملاريا، فإن القوانين الانتخابية البرازيلية التي تجيز للمواطنين الترشح بأسماء مستعارة ليست أقل إثارة للجدل، وهي ظاهرة انتشرت رغم الاعتراضات التي تعتبر هذه الممارسة انتقاصا من جدية الانتخابات وبالنسبة لسيكويرا فإن تقديم نفسها بشخصية “الكابتن كلوروكين” هي الطريقة الوحيدة أمامها وأمام كل المرشحين الذين لا يملكون التمويل اللازم لشراء الاعلانات من أجل اجتذاب المرشحين.
وكانت لسيكويرا جولات في شوارع ريو دي جانيرو بسيارة صفراء مكشوفة كتبت عليها عبارة “الكابتن كلوروكين” لتوزيع برنامجها الانتخابي الذي يحمل صورتها مرتدية زي “الكابتن مارفل” ووعودا في حال انتخابها عضوا في مجلس المدنية بمحاربة كورونا والفساد.
وقالت سيكويرا البالغة 59 عاما والتي تعمل محامية “هذه هي الطريقة الوحيدة لأترك بصمتي، فأنا لا أعمل في السياسة ولا دعم لدي أو مال لهذا السبب اخترت هذا المسار” لكنها عندما سئلت إن كانت تعتقد بإمكانية الفوز ردت متعجبة “هل تمزح”، مشيرة إلى أن لا أوهام لديها حول فرص نجاحها ف”الأشخاص هم أنفسهم كالعادة” وقدمت سيكويرا أول ترشح لها عام 2004 وجربت العديد من الاسماء المستعارة على مر السنين، والعديد منها كان مستمدا من اسمها المستعار الاساسي “زيفا”.
لكنها حصلت عام 2006 على 5713 صوتا عندما ترشحت بشخصية “سوبر زيفا”، وهو أعلى رقم في مسيرتها السياسية، لذلك قررت هذا العام أن تجرب حظها مرة أخرى كبطلة خارقة وقالت اثناء تسجيل المرشحين إن “الكلوروكين هو الموضوع الساخن هذه الايام” وأضافت “الجميع يتحدثون عن الكلوروكين سواء أكان ذلك سلبا أم إيجابيا هذا بالضبط ما أردته”.
وترى الأستاذة في جامعة “ريو غراندي دو نورتي” جانين أيرس أن هذا الاتجاه هو امتداد لثقافة الألقاب في البرازيل وأضافت “إنها ميزة في الثقافة البرازيلية: نحاول أن يكون لدينا بعض القرب من محاورينا”.
ويأمل جميع المرشحين الذين يحملون أسماء مستعارة أن يحذوا حذو المرشح “تيريريكا” “المتأفف” الذي حقق نجاحا غير مسبوق وانتخب لعضوية الكونغرس عام 2010 حاصدا أعلى الأصوات على مستوى البلاد بعد ترشحه تحت شعار “لا يمكن أن يصبح الأمر أسوأ مما هو عليه الآن” ومنذ ذلك الحين أعيد انتخابه مرتين لكن محللين سياسيين يقولون إن هذا الاسلوب لا ينجح دائما، وتقول أغويار “لا يوجد دليل على أن هذه الاستراتيجية تمنح المرشحين أفضلية”.