يتلاحق فرض القيود في أوروبا لمواجهة الموجة الوبائية الثانية وسط تسجيل تظاهرات رافضة لها السبت في لايبزيغ ومدريد، فيما لا تزال الولايات المتحدة على الضفة الأخرى من الأطلسي تسجل عدد إصابات قياسية.
واندلعت أعمال عنف السبت في لايبزيغ شرقي ألمانيا، في أعقاب تظاهرة حاشدة رافضة للقيود هاجم خلالها المحتجون قوات الأمن بعدما دعت إلى فضّ التجمّع، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية.
وجاء في تغريدة لشرطة ولاية ساكسونيا “تعرّضت قوات الأمن لهجمات عدة”، في حين بثت وسائل الإعلام مشاهد تظهر إطلاق مقذوفات باتّجاه عناصر الشرطة في نهاية التظاهرة التي شارك فيها نحو 20 ألف شخص، وفق الشرطة المحلية.
في مدريد، تظاهر المئات من مؤيدي نظرية المؤامرة والناشطين المناهضين للقاحات السبت ضد “دكتاتورية” وباء كورونا والقيود التي تفرضها السلطات الإسبانية لمحاولة احتواء الوباء.
ورغم أن تدابير العزل المفروضة في أوروبا حالياً لاحتواء الموجة الثانية من الإصابات هي أقل صرامة من تلك التي كانت مفروضة الربيع الماضي، إلا أنها أقل قبولاً من جانب السكان.
ودخلت قيود جديدة حيز التنفيذ السبت في بولندا التي سجّلت نصف مليون إصابة، وفُرض إغلاق دور السينما والمسارح وصالات العرض ومرافق ثقافية أخرى وفي المراكز التجارية، سُمح فقط للمتاجر التي تُعتبر أساسية بإبقاء أبوابها مفتوحة وسينتقل تلاميذ الصفوف الابتدائية الاثنين على غرار التلاميذ الآخرين، إلى التعلم عن بعد.
واستفاقت اليونان السبت على عزل ثان حاذيةً حذو فرنسا وانجلترا وايرلندا ومناطق في إيطاليا وكان الشارع التجاري الرئيسي في أثينا فارغاً تماماً، بعدما كان مكتظاً في اليوم السابق، في وقت كان عاملو البلدية يعقمون الأماكن.
ومن أجل الخروج من المنزل، ينبغي على اليونانيين الحصول على موافقة السلطات عبر رسالة نصية وتُفرض غرامة على الأشخاص الذين لا يضعون الكمامة وصلت قيمتها إلى 300 يورو ومن المقرر أن يستمرّ العزل ثلاثة أسابيع وسُمح لصالونات تصفيف الشعر بإبقاء أبوابها مفتوحة ليومين إضافيين، ما دفع الناس للتوافد عليها بشكل كبير قبيل إغلاقها وقبل بدء سريان الإغلاق التام، غادرت أكثر من سبعين ألف سيارة العاصمة الجمعة ما تسبب بزحمة سير خانقة، وفق الشرطة.
وبحسب تعداد وضعته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية، أودى الوباء بأكثر من 300 ألف شخص في القارة الأوروبية، من أصل أكثر من 12 مليون إصابة وأوروبا هي ثاني أكثر منطقة تضرراً من الوباء في العالم بعد أميركا اللاتينية والكاريبي “أكثر من 410 آلاف”.
وفرضت إيطاليا الجمعة تدابير عزل على 16 مليون نسمة في أربع مناطق هي الأكثر تضرراً من الوباء وتخضع مجمل الأراضي الإيطالية لحظر تجوّل بين الساعة العاشرة مساء والخامسة فجراً.