عقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اجتماعا عاجلا للحكومة السبت حيث تتجه انكلترا للحاق بركب دول أوروبية أخرى في فرض إغلاق جديد لاحتواء فيروس كورونا المستجد، في وقت اتّبعت سلوفاكيا نهجا جديدا وبدأت إجراء فحوص لجميع سكانها.
وتطول قائمة دول القارة التي تعيد تطبيق قيود جديدة صارمة على السكان بشكل متسارع في وقت تواجه أوروبا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بكوفيد-19، أدى إلى انتشار مشاعر السخط وإلى احتجاجات عنيفة في بعض الأحيان.
والسبت، فرضت النمسا إغلاقا ثانيا بينما أعلنت اليونان إغلاقا جزئيا في وقت تفكّر البرتغال كذلك في تشديد القيود في ظل تسجيل أعداد إصابات قياسية.
إغلاق جديد في انكلترا
وأودى فيروس كورونا المستجد بمليون و189 ألفا و892 شخصا منذ ظهر في الصين أواخر العام الماضي، وفق تعداد فرانس برس الذي يتم بناء على مصادر رسمية.
وتم تسجيل 45 مليونا و650 ألفا و850 إصابة في أنحاء العالم.
وبناء على التقارير الصادرة في الساعات الـ24 الماضية، كانت الولايات المتحدة البلد الذي سجّل أكبر حصيلة يومية للوفيات بلغت 919، تلتها الهند “551” وفرنسا “545”.
ويذكر أن فرنسا تعيش حاليا إغلاقا ثانيا.
كما تخطت حصيلة الإصابات في الولايات المتحدة تسعة ملايين الجمعة في وقت تزداد الحالات قبل أيام من انتخابات الرئاسة.
وأما بريطانيا، فسجّلت أكثر من مليون إصابة بكورونا المستجد منذ بدء تفشي الفيروس، حيث تم الإبلاغ عن نحو 22 ألف إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية، بحسب بيانات رسمية السبت.
وارتفعت حصيلة الوفيات بـ326 حالة ليبلغ العدد الإجمالي 46 ألفا و555 وفاة سجّلت جميعها في غضون 28 يوما من موعد تأكيد الإصابة بالفيروس، في حصيلة هي الأعلى في أوروبا.
وعقد رئيس الوزراء البريطاني جوسنون اجتماعا حكوميا السبت لاتّخاذ قرار بشأن فرض إغلاق في أنحاء انكلترا في غضون أيام من عدمه، بعد تحذيرات من أن استراتيجيته القائمة على فرض قيود محلية فشلت في منع ارتفاع عدد الإصابات.
وذكرت تقارير أن القواعد الجديدة التي ستطبق في أنحاء البلاد ستفرض إغلاق جميع المتاجر، باستثناء تلك التي تعد “أساسية”، إضافة إلى الحانات والمطاعم مع إبقاء المدارس والكليّات والجامعات مفتوحة.
ومن المتوقع أن يصدر إعلان من داونينغ ستريت في وقت لاحق السبت.
وسبقت حكومات مناطق اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية حكومة لندن ففرضت من جانبها تدابير إغلاق جزئية في محاولة للسيطرة على العدوى لديها.
وقال رئيس بلدية لندن صادق خان من حزب العمال المعارض على تويتر إن “تأخّر الحكومة كلّف أرواحا وأثر على المعيشة”، مضيفا “علينا التحرّك الآن لحماية كلا الأمرين”.
بدوره، برر رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الإغلاق الجزئي الجديد الذي فرضه بالقول إن الوقت حان للتحرّك “قبل أن تنهار وحدات العناية المركّزة تحت ضغط الأشخاص الذين تعد حياتهم في خطر”.
وسيتم بموجب التدابير الجديدة إغلاق المطاعم وغيرها من الأنشطة الترفيهية في أثينا وغيرها من المدن الرئيسية اعتبارا من الثلاثاء.
كما أعلنت الحكومة النمسوية السبت عن إغلاق واسع ثان وحظر تجول اعتبارا من الأسبوع المقبل وحتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال المستشار النمسوي سيباستيان كورتز “لن يكون من الممكن إجراء أي مناسبات.
سيؤثر الأمر على قطاعات الرياضة والثقافة والترفيه.
سيكون كذلك على الفنادق أن تغلق أبوابها مع استثناء للمسافرين لغرض العمل كما سيكون علينا إغلاق المطاعم والمقاهي باستثناء خدمات إيصال الطلبات إلى المنازل وتسليمها”.
فحوص للجميع
أما في سلوفاكيا، فقررت الحكومة اتباع نهج مختلف وإجراء اختبارات لسكانها البالغ عددهم 5,4 مليون نسمة.
وتم نشر حوالى 45000 موظف صحي وجندي وشرطي لتنفيذ الخطة في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وجمع عيّنات عبر حوالى 5000 نقطة اختبار.
ولا تعتبر المشاركة في الفحوص إلزامية لكن قد يواجه أي شخص غير قادر على تقديم شهادة بنتيجة سلبية لأجهزة الشرطة غرامة كبيرة.
ويجب على أي فرد يُظهر فحصه نتيجة إيجابية أن يخضع فورا للحجر الصحي لمدة 10 أيام.
وقال رئيس الوزراء إيغور ماتوفيتش هذا الأسبوع “سيكون هذا طريقنا إلى الحرية”، ملمحا إلى إمكانية تخفيف القيود بمجرد اكتمال الاختبارات أو تشديدها إذا لم يتم تنفيذ البرنامج بشكل كامل.
لكن الجمعية السلوفاكية للأطباء العامين انتقدت المخطط ووصفته بالخاطئ، مشيرة إلى أن الازدحام في مواقع االفحص يتعارض مع بروتوكولات مكافحة العدوى.
مواجهات مع الشرطة
وفي الوقت نفسه، تواجه سلطات الدول التي أعادت فرض تدابير الإغلاق، ردود فعل عنيفة من مواطنيها الساخطين.
وتدخلت الشرطة السبت في برن لحماية الموظفين الصحيين الذين تجمّعوا في العاصمة السويسرية للمطالبة بتحسين ظروف عملهم بعدما حاول محتجون على القيود الجديدة لمواجهة كوفيد-19 عرقلة تظاهرتهم.
ووقعت مواجهات بين محتجين والشرطة في برشلونة الجمعة بعد تجمع المئات للتنديد بالقيود الجديدة، بما في ذلك حظر التجول وحظر مغادرة المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي إيطاليا، دعا رئيس بلدية فلورنسا داريو نارديلا إلى التهدئة بعد مواجهات عنيفة في وقت متأخر الجمعة بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين، ألقى بعضهم زجاجات حارقة وحجارة، وحطموا حاويات القمامة وكاميرات المراقبة.
وكتب نارديلا “ليست هذه هي الطريقة التي تحتج بها على مظالمك، هذه ليست الطريقة التي تعبر بها عن معاناتك”.
وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” اليومية أن المئات في مدينة بولونيا، معظمهم شباب وبعضهم مثيرو شغب من جماهير كرة القدم، احتجوا أيضا مساء الجمعة، وأدى العديد منهم التحية الفاشية.
وتفكّر الحكومة الإيطالية أيضا في إغلاق المدن الرئيسية في البلاد، بما في ذلك ميلان وروما ونابولي.