نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية تقريرا أشارت به إلى طموحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومشاريعه التوسعية، وقالت إن هناك أدلة هامة على تورط تركيا بكونها المحرض الرئيسي على الحرب في ناغورنو قره باغ.
وبحسب المجلة انخرطت تركيا بشكل مباشر في الحرب إلى جانب أذربيجان، وشاركت بعمليات التحضير والتخطيط وصولا إلى تنفيذ خطة الحرب الأذربيجانية.
وأثبتت أدلة من منظمة العفو الدولية ومسؤولين في قره باغ وصحفيين على الأرض من ألمانيا وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة أن أذربيجان استخدمت ذخائر عنقودية محظورة بموجب القانون الدولي في هجماتها.
وأكدت المجلة أن محاولات تركيا لتوسيع نفوذها في القوقاز أثارت قلق عدة دول في المنطقة، خاصة روسيا التي تهتم بوجود منطقة عازلة مكونة من دول صديقة لها في جنوب القوقاز، وذلك هدف استراتيجي رئيسي بالنسبة لموسكو.
تهديد خطير
وقالت: “على هذا النحو يوازن الكرملين علاقاته بين يريفان وباكو ، لأن أي صراع بين أذربيجان وأرمينيا، ينتج عنه فوضى وحالة من عدم الاستقرار، يعتبر ضد المصالح الأمنية الروسية”.
ويساهم التدخل التركي في قره باغ بزعزعة استقرار المنطقة، وقد يؤدي لتحول في موقف روسيا التي تعاملت مع المعارك بحذر ودبلوماسية، وامتنعت عن التحيز لأي جانب، لكنها أعادت تأكيد التزاماتها الدفاعية تجاه أرمينيا، بحسب المجلة.
وأكدت على أن تصرفات أنقرة تشكل تهديدا خطيرا لأمن روسيا، فموسكو منزعجة من إدخال مرتزقة أجانب وجهاديين إلى منطقة الصراع، ووجود هؤلاء المقاتلين قرب حدودها يشكل خطرا واضحا ومباشرا عليها.
وأشارت إلى أن التخوف الروسي من تطور المعركة في ناغورنو قره باغ إلى حرب إقليمية، دفع موسكو للمسارعة في استقطاب طرفي النزاع إليها، حيث تم الاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا على وقف إطلاق النار، منعا لتمدد نيران الحريق واحتوائه.
قلق إيراني
وبحسب المجلة، تشاطر إيران الموقف الروسي ولديها الكثير من المخاوف، فهي تقلق من وجود المقاتلين السوريين بالقرب من حدودها، فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ناقشا القضية عبر الهاتف، وأكدا على ضرورة احتواء المخاطر في القوقاز.
من جانبه أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني أيضا عن مخاوفه من حرب إقليمية، وأشاد بوقف إطلاق النار الذي حصل مؤخرا في موسكو.
ويوجد في كل من إيران وروسيا عدد كبير من الأرمينيين والأذربيجانيين، وتخشى موسكو وطهران من حصول مناوشات بين هؤلاء داخل حدودهما.
ويذكر أن موقف جورجيا معارض للتدخل التركي أيضا، فقد عبرت تبليسي عن قلقها من نفوذ تركيا المتزايد في المنطقة، بدوره انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما وصفه بالتصريحات العدوانية لتركيا، وقال إنها متهورة وخطيرة.
وقالت المجلة إن مغامرات تركيا في العراق وسوريا والقوقاز وشرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا، تضعها في خانة ضعيفة، وتزيد من العداء لها من قبل جيرانها، الذين يرفضون تدخلاتها بشؤونهم، ويرفضون الوصاية والهيمنة التي يحاول أردوغان فرضها بالقوة.