أطلقت اليوم في الرياض أكبر حملة سعودية لاكتشاف الطلبة الموهوبين في جميع المناطق المملكة، وذلك من خلال البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في نسخته الحادية عشر، الذي تقوده مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، بالشراكة مع وزارة التعليم ووالتعاون مع المركز الوطني للقياس.
وانطلق حفل التدشين الذي يرعاه معالي وزير التعليم حمد بن محمد آل الشيخ، بمقر مؤسسة موهبة، وبحضور معالي الأمين العام لـ”موهبة” الدكتور سعود المتحمي، ونائب وزير التعليم معالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي.
وبين معالي الأمين العام لمؤسسة “موهبة” الدكتور سعود المتحمي “إن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في عامه الحادي عشر، يُعد نموذجًا للعمل التكاملي بين مؤسسات الدولة، من خلال الشراكة الاستراتيجية بين “موهبة” ووزارة التعليم وقياس في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين في المملكة.
وأضاف “أنه انطلق عام 2011م، مستندًا على ركيزة ثابتة وقاعدة صلبة من الشراكة الفاعلة والمثمرة التي عملت وفق منظومة متكاملة، التي اتجهت أهدافها لاكتشاف ورعاية واستثمار الموهوبين كقادة المستقبل لتحقيق رؤية المملكة 2030، وبما يخدم ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة، لتكريس وجود المملكة على خارطة المنافسات الدولية وفي الصف الأول من بين دول العالم المتقدم، من خلال منصات التتويج المحلية والإقليمية والعالمية.
وبين معالي الأمين العام لموهبة إن اكتشاف الموهوبين يُعد من خطوات الرعاية، وأن البرنامج، لم يعد الوحيد للكشف عن الموهوبين قائلا إن في “موهبة” مقاييس أخرى للاكتشاف، منها: مسابقات موهوب، والكانجارو موهبة، ومسابقة بيبراس موهبة، وكلها مقاييس تظهر للمجتمع الطلبة ذوي القدرات العقلية المتعددة، حتى أصبح لزامًا على مؤسسات المجتمع أن تتنافس لتنمية هذه القدرات العقلية وتوجيهها بطريقة تخدم احتياجات المجتمع، من خلال تقديم برامج نوعية تنمّي هذه الموهبة.
وأوضح أنه نتيجة للإقبال الكبير على البرنامج وتحقيق شموليته لأكبر عدد من الطلاب والطالبات، ومع انطلاقة نسخته الحادية عشرة في ظل ظرفٍ استثنائي بسبب جائحة كورونا، فإن البرنامج سيتاح للطلاب عن بُعد، كما سيتاح في مقرات مركز قياس لأول مرة، في تجربة جديدة لتنفيذ البرنامج بطريقة تتواكب مع متطلبات العصر.
وقال الأمين العام إن حصيلة السنوات العشر الماضية شهدت ترشيح أكثر من 594 ألف طالب وطالبة، اختبر منهم أكثر من 406 آلاف طالب وطالبة، وتأهل من بينهم ما يزيد على 133 ألف طالب وطالبة، مبينًا أن موهبة استطاعت خلال جائحة كورونا أن تتجاوز تحديات الحظر بطريقة مرنة تصب في صالح الموهوبين، وتحافظ على سلامتهم، إذ نفذت البرامج الإثرائية خلال الصيف “عن بُعد” لـ4460 طالبًا وطالبة، وأدارت بكل جدارة، اختبار مسابقة كانجارو موهبة للرياضيات 2020 “عن بُعد”، بمشاركة عشرات الآلاف من الطلبة، كما حقق أبناء وبنات التعليم العام الذين تم تدريبهم بشكل مكثف في برنامج موهبة للأولمبيادات الدولية بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم، وجامعة الملك عبدالله، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وجامعتي الملك سعود والأميرة نورة، حيث حقق أبناء المملكة من طلاب موهبة والتعليم منذ بداية جائحة كورونا 41 انتصارًا دوليًا في مختلف المسابقات والمجالات، ورفعوا رصيد موهبة من الإنجازات العالمية إلى 390 انتصار دولي طيلة السنوات العشر الأخيرة.
من جهته بين نائب وزير التعليم معالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي “إن البرنامج الوطني لكشف عن الموهوبين يعد أحد البرامج الرائدة التي تنفذ بشراكة استراتيجية بين وزارة التعليم ومؤسسة موهبة ومركز قياس، مؤكدا أن القيادة الرشيدة تؤكد دوما على أهمية بناء الانسان باعتباره اساس اي حراك تنموي حقيقي، مضيفا أن القيادة الحكيمة تولي أبناءها من الموهوبين والموهوبات كل عناية ودعم تشجيع امتداد للنهج القويم التي اختطته المملكة منذ عهد الملك المؤسس – طيب الله ثراه – في العناية بالعلم ووتشجعه ونشره ورعاية النابهين من الطلاب والعلماء والقادة وتبنيهم.
وبين نائب وزير التعليم أنه على مدى السنوات العشر الماضية تضافرت الجهود التي كان لها الأثر الكبير في اكتشاف الطلية الموهوبين وتقديم الرعايية المناسبة لهم إيمانا بأهمية الاستثمار في الإنسان والتحول إلى مجتمع معرفي تتحقق فيه التنمية المستدامة التي أكدت عليها رؤية المملكة 2030، مضيفًا أن هذه الجهود افرزت عددًا كبيرًا من البرامج والمشاريع الوطنية التي استهدفت رفع كفاءة رأس المال البشري وتعزيز مستوى مساهمته في مسيرة التنمية، لافتا إلى أن الطموحات لتطوير التعليم والإرتقاء به ورفع جودة مخرجاته كبيرة في ظل ما يشهده العالم من تحديات كثيرة بسبب الاوضاع الصحية الراهنة التي حرصت معها وزارة التعليم على استمرار العملية التعليمية عن بعد، وهو ما عكس الدعم الكبير الذي توليه الحكومة الرشيدة للتعليم من أجل الوطن ورفعته.