تحتضن منطقة الجوف الواقعة شمالاً ثروات زراعية وسياحية واقتصادية في مجالي الطاقة والغاز، مما جعلها ضمن كنوز المملكة الداعمة للاقتصاد الوطني، حيث تتميز بأنها إحدى سلال المملكة الغذائية، وتتميز بتنوعها البيئي مما يجعلها إحدى الوجهات السياحية ويشكّل التنوع البيئي من الثروات الطبيعية الذي أسهم فيه اختلاف التضاريس فيها من موقعٍ لآخر، ويباري هذا الأمر تراثها الثقافي الذي يشبع تطلعات زائرها، وكذلك الحرف اليدوية في البديع.
وقدرت الهيئة العامة للإحصاء أشجار الزيتون بـ 11,708,452, وأشجار النخيل 984,048، وأشجار العنب 450,406 ، فيما تبلغ المساحة المزروعة بالأعلاف 1,425,064.9 دونم، والمساحة المزروعة بالبرسيم 1,397,509.7 دونم، ومساحة مزارع الحبوب 333,670.8 دونم، والمساحة المزروعة من الشعير 45,373.4 دونم، والمساحة المزروعة بالقمح 229,929.9 دونم, والمساحة المزرعة من الخضروات المكشوفة الصيفية 33,191.5 دونم، والمساحة المزرعة بالبطيخ 2,566.1دونم، والمساحة المزروعة بالطماطم 1,218.0دونم، والمساحة المزروعة بالخضروات المكشوفة الشتوية 42,056.4 دونم، وعدد البيوت المحمية 1,641، ويبلغ انتاج العسل 35,466.9 طن، فيما يبلغ إنتاجها من البيض 5,814,761.
ويستطيع عشّاق الاكتشاف والمهتمون برفع مخزونهم المعرفي والثقافي، ومن ينشدون ترفيهًا من نوعٍ فريد الشخوص إلى الجوف في رحلة قصيرة لقضاء لحظات جميلة ومتميزة، حيث التراث الثقافي المتنوع الذي يحمل في طياته عبق الماضي، والموارد الطبيعية ذات الجودة العالية جدا كالزيتون والتمور والمنتجات الحرفية المتنوعة.
وتشتهر منطقة الجوف بتنوع تضاريسها، تحوي معالم أثرية ذات قيمة عالمية، كقلعة زعبل ومسجد عمر بن الخطاب الذي يتميز بمئذنته الصامدة وشموخها، وتضم مقومات تجعل المنطقة وجهة سياحية جاذبة، في طليعتها “الآثار” حيث يعيش زائر منطقة الجوف جميع العصور التاريخية، بداية بأقدم المستوطنات البشرية في قرية الشويحيطة وصولا بالعصر الإسلامي الذي يمثله مسجد عمر بن الخطاب، كما تضم الجوف حي الدرع أو حي الضلع الذي يعود لنحو 200 عام بمبانيه الحجرية وأزقته الضيقة، وكذلك بعض الحصون التاريخية، مثل حصن مارد الحصين بدومة الجندل، وحصن زعبل بسكاكا، وفي آثار الرجاجيل حكايات من حضارات عاشها البشر قبل آلاف السنين.
أما بحيرة “دومة الجندل” فلها طابع مغاير لبيئة الصحراء ففي وسط الكثبان الرملية تحولت البحيرة إلى منتجع بحري بمساحة تزيد على مليون متر مربع تجوبه القوارب والدراجات المائية في تجربة فريدة، في حين جهزت ضفافها بالجلسات تفترش على مسطحات خضراء تفوق مساحتها الـ 14 ألف متر مربع.
وتمتاز منطقة الجوف بالمواقع الجاذبة لرحلات “المكشات ” والاستمتاع بالبر في مساء عليل بفصل الصيف، وفرت بها الخيام ومستلزمات التنزه مع وجود المطاعم التراثية التي شيدت على الطراز التراثي، وتقدم أكلات الماضي لزبائنها، وتحتضن الجوف عدداً منها، في مقدمتها ديوانية القلعة بالمنطقة التراثية بدومة الجندل، وتقدم لزواها خبز “الصاج” وزيت الزيتون، وفي قصر الزمان بسكاكا تجربة فريدة في وجبة غداء أهم مكوناتها الكبسة السعودية تحت بيوت الطين وعلى الحصير، وفي ديوانية مشكال وتسابيح بسكاكا “فنجال وعلوم رجال” دلة عربية وشاي بجلسات تراثية يستمتع بها الزائر.
وتضم الجوف متنزهات برية عدة، منها متنزه لايجة بالنفود بمحافظة دومة الجندل، ومسطحات خضراء بقلب النفود، وجلسات معدة للزوار، مجهزة بأماكن للشوي وجلسات، ومتنزه قارا الجبلي بسكاكا على قمة عالية، ومتنزه الخزامى بأجوائه الطبيعية بعيدا عن صخب المدينة ومنتزه النخيل والخزامى بقلب مدينة سكاكا.
وتعد المنطقة بوابة لبلاد الشام على منطقة الخليج تحتضن أكبر منفذ حدودي بري في الشرق الأوسط بمنفذ الحديثة الحدودي مع الشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية، يعبره جميع الواردات إلى المملكة ودول الخليج من بلاد الشام واوربا عبر الشاحنات، جهز بالكامل بأحدث أجهزة المراقبة لفحص الواردات وتفتيشها، مزود بأعداد كبيرة من القوى البشرية التي تساعد على سرعة إنجاز الدخول إلى المملكة.
كما سجلت المنطقة أرقاماً قياسية منذ بدايتها في مجال الطاقة المتجددة حيث حصل مشروع دومة الجندل لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح أحد المشاريع التي طرحها مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة – على جائزة “صفقة العام لقطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2019م، بعد أن حقق رقماً قياسياً جديداً تمثل في تسجيل أقل تكلفة مستوية لإنتاج الكهرباء بلغت 0.0199 دولار لكل كيلوواط ساعة، وذلك خلال وقت الإغلاق المالي للمشروع الذي تبلغ سعته الإنتاجية المستهدفة 400 ميجاواط، ما يعني تجاوزه للمعايير المرجعية العالمية في تكلفة الإنتاج، والجائزة الممنوحة هي إحدى جوائز تمويل المشاريع الدولية (PFI Awards) السنوية، وتسلمها رئيس مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة، المهندس فيصل اليمني، إلى جانب مطوري المشروع ومستشاريه، في حفل أقيم في مدينة لندن وحضره قادة تمويل المشاريع من حول العالم.
ويعدّ تطوير مشروع دومة الجندل أول مشروع يتم ترسيته بالمملكة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، كما يعدّ أكبر مشروع من نوعه في المنطقة وفق رؤية المملكة 2030 .
يذكر أن الجائزة نفسها سبق أن حصل عليها مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية، الذي أيضاً طرحه مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في عام 2017م بسعة إنتاجية مستهدفة تبلغ 300 ميجاواط، وهو ما يجعل هذا هو العام الثاني على التوالي الذي يحصل فيه مشروع وطني للطاقة المتجددة على تقدير دولي مستقل فيما يتعلق بتحديد المعيار المرجعي لمشاريع توليد الطاقة المتجددة في المنطقة.
ويهدف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة إلى تحقيق زيادة كبيرة في إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء بالمملكة، ويشكل كل من مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح المرحلة الأولى من مشاريع البرنامج، وفي نهاية عام 2019م، طرح مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة مناقصات لستة مشاريع جديدة، ضمن المرحلة الثانية من مشاريع البرنامج، بسعة إنتاجية مستهدفة تبلغ 1.47 جيجاواط.
ودخلت الجوف خارطة الإنتاج النفطي بعد أن أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، تمكّن شركة الزيت العربية السعودية “أرامكو السعودية” اكتشفت حقل جديد للغاز في الأجزاء الشمالية من المملكة، وهو حقل “هضبة الحجَرَة ” للغاز في منطقة الجوف، وبين سموه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن الغاز الغني بالمكثفات تدفق من مكمن الصارة بحقل هضبة الحجَرَة شرق مدينة سكاكا، بمعدل 16 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، بنحو (1.1) مليون ومائة ألف قدم مكعبة قياسية من الغاز في اليوم، فيما تدفق الغاز من مكمن القوّارة في الحقل نفسه، بمعدل (2,4) مليونين وأربعمائة ألف قدم مكعبة قياسية في اليوم.
وتحقق للمنطقة على يد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف الكثير من المبادرات الوطنية تحقيقا لرؤية المملكة 2030 تنوعت باختلاف تخصصاتها المجتمعية كان لها الدور الكبير في الإسهام بإشراك شباب وشابات الوطن في بناء الوطن، حققت الكثير من الأهداف وفق التطلعات التي يسعى سموه في بنائها بالإنسان كان لها الأثر واضحا في نفوس المنتسبين إليها.