رصدت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية في تقرير حديث الأسباب التي تجعل النظام الإيراني يقاوم بكل ما أوتي من أساليب قمعية دعوات الديمقراطية في البلاد، متحدثة عن علامات اعتبرت أنها تؤشر على قرب سقوطه.
وبنفس وتيرة الاحتجاجات، يصعّد النظام في طهران طرق مواجهة مطالبات الحرية والانعتاق من الحكم المركزي القائم بشكل مستتر على التفرقة العرقية، والتمييز، وتهميش الأقليات.
ويتكون أكثر من نصف سكان إيران من الأقليات العرقية غير الفارسية مثل الأذرية والأكراد والعرب والتركمان والبلوش وغيرهم.
ومعظم المقاطعات الحدودية الإيرانية مأهولة بهذه المجموعات العرقية غير الفارسية، والتي تربطها علاقات عرقية مشتركة في الدول المجاورة “لكنها كلها مبعدة عن المشاركة السياسية لصالح مجموعة عرقية واحدة”.
وتتطلب الديمقراطية إشراك الجميع وذوبان الأقليات في قالب نظام حكم منفتح على نفسه، وهو ما يتخوف منه النظام الإيراني وفق المجلة نفسها، إذ أن “خوف طهران من فقدان إمبراطورتيها الداخلية يقيد حركتها نحو الديمقراطية”.
وحسب المجلة، يمارس النظام الإيراني العنف والقهر والتخويف ليردع مختلف الجماعات العرقية ويمنعها من السعي وراء الحكم الذاتي، إذ غالبًا ما تسعى الجماعات التي هيمن عليها الآخرون إلى الاستقلال.
بسبب هذا الارتباط، غالبًا ما أدى التهديد بفقدان الإمبراطورية إلى سحق برامج الإصلاح لمختلف الإمبراطوريات والدول متعددة الأعراق.
وخلال العامين ونصف العام الماضيين، اندلعت مظاهرات واسعة وأنشطة مناهضة للنظام في إيران، وتعد تلك المظاهرات استثنائية في تاريخ الجمهورية الإسلامية، حيث شملت جميع الطبقات الاقتصادية والقطاعات المهنية المتعددة وتقريباً جميع المحافظات والمدن الكبرى في إيران.
اختلفت مطالب هذه الاحتجاجات عن المطالب السابقة كونها استهدفت النظام في كينونته بدعوتها إلى إنهائه.
لكن بسبب تهديد جائحة كورونا الذي ضرب إيران بشكل خاص، خفت حدة الاحتجاجات المناهضة للنظام، ومع ذلك، بمجرد أن ينحسر الخطر الصحي، فمن المحتمل أن تندلع مرة أخرى، وفق المجلة
“ناشيونال إنترست” شبهت أخطاء النظام الإيراني الأخيرة بما في ذلك إسقاط الطائرة الأوكرانية، وإطلاق النار على السفن البحرية، وسوء إدارة وباء فيروس كورونا، بأنواع الحوادث المؤسفة التي شهدها الاتحاد السوفيتي في السنوات الأخيرة قبل سقوطه “ويبدو أنها علامات على ضعف النظام الإيراني وقرب زواله” وفق المجلة ذاتها.